ها أنت ترى أن المظاهرات تزداد وتنشطر وتتكاثر.. وأن مطالب الناس أيضاً تنشطر وتتكاثر.. والناس في بلادنا تنقسم بين مؤيد إلى هذه المظاهرات ، وآخرين يرونها تُعيق الحركة ، رغم تناقص أصحاب الرأي الثاني.

أكاشفك وأصارحك لأنك تستحق ذلك ، فأنت عفيف اليد واللسان ، وعقليتك تُحترم.. وتحلم كالأردنيين بتحقيق الانجازات.. ولكن الانجازات تريد في المجال الاقتصادي فقط جبالاً من المليارات.

ما يهمني من ذلك كله.. أنك أتيت للحكم وفي الحكم تراكمات.. ولكنك قبلتَ ، وقبولك هو التحدي الذي صنعته أنت لنفسك.. فأنت رئيس الوزراء الوحيد الذي لا يستطيع أن يقول: لماذا تفعلون بي ذلك..؟ لأنك أتيت و(ذلك) موجود ويتمدّد.

مطالب الناس مشروعة في أغلبها.. ولكنك وحكومتك تظهرون بلباس الخائفين.. وهنا لبّ المشكلة التي أكاشفك فيها من أجلك وأجلنا جميعاً.. حينما تكون المطالب مُلحّة وضرورية والحكومة عاجزة عن تلبيتها ، بل وتظهر كالذي (يترجّى).. فلا الناس أخذوا ما أرادوا.. ولا الحكومة استعادت بعض قوتها لأنها أتت وسط الضعف وبتفسيرات وتأويلات لا داعي لذكرها.

ولأصارحك أكثر.. لا يستطيع واحد مثلي أن يقول للناس: لا تتظاهروا أو لا تطالبوا بحقوقكم.. ولا أستطيع أن أقول لحكومتكم: استقوً على الناس أو البسي لباس القوة.

نحن أمام مشكلة دولة الرئيس.. الناس أصحاب حاجات وتريد أن ترى قرارات تلامس حياتهم فوراً.. وأنت وحكومتك تشتغلون على مدى متوسط وطويل.. وكل مبرارات الدنيا لن توقف الحالة.. في شارع يتقوّى وحكومة تبدو للناس ضعيفة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور