بعد دقيقتين من أخذ حكومة البخيت الثقة : جاءني اتصال تلفوني قال صاحبه : هُم يتخوثوا على مين ..؟ نزلتُ للشارع بعدها بقليل : فرن التلفون مرّة أخرى ..صديق قديم قال لي : مبروك ..وكنتُ نسيتُ موضوع الثقة ..فقلتُ له : على إيش ..؟ قال ضاحكاً : على الثقة ..
بعدها ..وصلتُ إلى إحدى فعاليات الحراك الشبابي في دوار باريس : و تفاجأتُ أن الناس هناك تنكت تنكيتاً حقيقياً على موضوع الثقة ..واحد قال : ثقة عرجاء ..آخر إدعى : إنها ملعوبة ..مُعلم صرح لي : لو شدّ النواب أنفسهم لأخذت الحكومة (إكمال) وتحته خطان أحمران في الشهادة ..طبيب قال : النواب بحاجة لدوا (كحة) صوتهم ما أعجبني ..مهندس كهرباء قال : الأمور شرّتت (ضربت شُرت) ..محامي لبس روبه أمامي وقال لي (مفكرني قاضي) : أنا أدين هذه الثقة ..أحد التجار (صاحب دكانة) قال وهو يفصفص بحبة بزر مطلقات: لو شد البخيت حاله واشترى أكمن صوت ..شوفير يداوم شفتين باليوم قال بعد أن زمّر بشفتيه : الشباب لوّدوا ..بس الاصطفاف جميل ..
تركتهم ..فلا يُعقل كل هذه الآراء ولا يوجد من يصفّق للحكومة و للنواب : لازم يكون فيه هيك وهيك ..لذا قررتُ أنا المدعو ناقص هزيمات أن أتعامل مع الموضوع بشكل مختلف ..قررتُ أن أعتبر أن كل مجالس النواب السابقة وعلى طول امتدادها لم تمنح الثقة ولا مرّة لأي حكومة ..وأقنعتُ نفسي أن أتخوث على حالي و أتأمل أن يمنح هذا المجلس هذه الحكومة الثقة بأي عدد من الأصوات ..المهم الحكومة لازم تأخذ الثقة ليحقق مجلس النواب ( معجزة و دهشة للعالم ) وهي أن يكون أول مجلس نواب أردني يمنح ثقته للحكومة ..وفعلاً حصلت المعجزة : و حلّت على العالم الدهشة ..و منح المجلس الثقة ..و أفرحنا ..و أفرح شعبنا ..وأفرح شعوب المنطقة كلها ..ليس مهماً شكل و مضمون هذه الحكومة ..المهم كسرنا حاجز عدم منح الثقة الذي يتكرّر دائماً ..وصار عندنا مجلس يعرف كيف يمنح الثقة ولو بمسرحية مكشوفة ..لأن الشباب لسّه جداد على التمثيل ..أقصد التمثيل النيابي طبعاً ..
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور