.. وها هو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقول بعد خروج الشعب و الدبلوماسيين والجيش عليه : أنا صامد ..إذن هذا هو الصمود ..؟؟ أخيراً وبعد أربعين سنة من عمري عرفتُ ما هو الصمود ..؟ وأنا الذي كنتُ أعتقد أن الصمود شيء آخر ..ولكن ملحوقة يا ولد يا كامل ..والحمد لله : على إنني رأيتُ بعينيّ هاتين الصمود وما حدا قال لي عنه ..
وكان الرئيس المخلوع حسني مبارك من الصامدين أيضاً ..وظل يقاوم الشعب الظالم ..ولكنه في النهاية انضحك عليه و نفّسوا له صموده و صار صموده لا يساوي بعرة ..و ها هو سفاح ليبيا الأكبر و من خطابه الأول بعد حمّام الدم يقول أيضاً بأنه صامد و تعالي شوفيني يا أمريكا و يا أوروبا ..و ما زال صامداً و سكينته صامدة في حزّ رقاب شعبنا الليبي ..
الشعوب العربية يجب أن تغيّر مفهومها عن الصمود ..فالحرامي الذي يسرقك جهاراً نهاراً ويصمد ثلاثين عاماً في الحرمنة يجب أن نصفق له لأنه صمد في سرقة أيامنا و أحلامنا ..و الذي يهتك عرضنا و يعرضها في كل الشاشات : يجب أن نقبّل قدميه لأنه صامد في هتك عرضنا و لم يتزعزع ..
والتي يجب أن تشكر حقيقةً على كل هذا الصمود هي إسرائيل اللقيطة لأنها أكثر من ستين عاماً صامدة في اغتصاب أرضنا وفي تشريدنا وفي مذابحها التي لا تنتهي ..
نحن شعوب لا نعرف معنى الصمود ولا نقدره ..صحيح إننا شعوب لا تستحي و يجب أن نحترم صمودهم و نجعلهم يركبوننا أكثر ..وأنا منّي و عليّ سأظل صامداً في وجه صمودهم : وسأرى صمودي و إلا صمودهم من سيصمد في النهاية ..؟
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور