قبل أن أتكلم عن هيكلة الرواتب التي وعدت بها الحكومة ؛ أعلن براءتي التامة من كلمة (برطعة) وكافة مشتقاتها ..لأنني لا أعرف لها معنى على وجه الدقة و لكنها تعطيني إحساساً و شعوراً بأنني قادر على إني أشوف حالي وأنا ماشي في الشارع ..وأكيد الذي يشوف حاله لا بد أن تكون جيبته عمرانة بخمس ست ليرات على الأقل لزوم البرطعة...

من حق الموظف الحالم أن يبدأ بتجهيز نفسه من الآن على البرطعة ..و الموظف الذي لا يستطيع أن يتجهز ؛ عليه أن يذهب لأي (مُبرطع) سابق و يبوس يديه من أجل أن يعلمه البرطعة على أصولها ..و إذا لم يجد حواليه مبرطعاً سابقاً عليه أن يقوم بتنظيم اعتصام أمام رئاسة الوزراء يرفع فيه المُعتصمون شعار (قبل أن تهيكلونا ؛ برطعونا) أي علمونا البرطعة ..و إذا كانت الحكومة مش فاضية لتعليم الموظفين البرطعة ؛ فعلى الموظفين أن يتركوا أنفسهم على سجيتها و بعد الزيادة ستأتي البرطعة وحدها ويصير بينها وبين الموظف عيش و ملح ؛ ومش مهم نخطئ في البرطعة من أولها ؛ المهم نتعلم مما أخطأنا و نصل إلى برطعة خالية من الشوائب ..برطعة ترفع رؤوسنا بين الشعوب المجاورة ..بل يجب أن نصبح مرجعيّة لكل شعب يريد أن يبرطع ...

ما دعاني للكتابة عن الرواتب هو حالة التفاؤل المفرطة التي اجتاحت غالبية الموظفين بعد التصريحات و التسريبات الحكومية التي أعتقد انها لم تكن سوى من باب (اسكت وَلَه بدي أدعمك) ..ولا أدري ما سيكون موقف الحكومة بعد أن يظهر للعيان أن الزيادة بعد الهيكلة لن تكون إلا (برطعة) إعلامية حكومية ؛ لأن زيادة الخمسة والعشرة و العشرين ليست إلا (سد خُزُق واحد من ألف خُزُق).

ختاماً ..على الحكومة أن تكون شفافة أكثر و أكثر ..و تقول لشعبها : ما تحلموا زيادة عن اللزوم .. لأن انتكاسات حُلم البرطعة ستكون له عواقب ليس في صالح البرطعة نفسها ..وإحنا مش خايفين على الشعب ؛ الشعب اللي ما يعجبك رح ييجي غيرو ؛ إحنا بصراحة خايفين على البرطعة ...


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور