كلنا بانتظار قانون الانتخاب.. وليس الانتظار هنا من باب «الصبر».. بل من باب «بداية الردح».. ننتظر القانون لننقض عليه.. لن يكون القانون القادم «قبل أن أعرفه وقبل أن أقعد معه وقبل أن أشرب معه فنجان قهوة» إلا عبثاً وطنياً...

لم أرَ في حياتي بشراً ينتظرون قانوناً لينقضّوا عليه إلا نحن.. وكأننا لا نثق إلا بالرياح التي لا تتوقف.. كثيرون يقولون: لن تستطيع أية لجنة كانت أن تأتي وتصيغ قانوناً يلبي الطموح.. وعندما تسألهم ما هو الطموح..؟؟ تجد أن كلمة الطموح لها ثلاثين ألف معنى.. فأحدهم يرى الطموح هو أن يكون النائب معه مصاري.. وآخر يفسّر الطموح بأنه عدم السماح لأي معارض حقيقي بالوصول لمجلس النواب.. وآخر يعتقد بأن ابن اربد يجب أن ينتخب ابن معان.. وآخر يحلف أيماناً أغلظ من غليظة بأن الطموح هوأن يتيح قانون الانتخاب القادم لكل واحد جلستَ معه مرّة بأن ينجح.. ويتبجح آخر بأن الطموح يتمثل في وصول ناس «محترمين» لمجلس النواب.. وبغض النظر عن بقية الشروط.. المهم يكون النائب «محترماً وبس».. طبعاً لو سألنا ما معنى محترم هنا؟ لاختلفنا على التفسير والمعنى كما اختلفنا على مفهومنا للطموح...

ليس مهماً ما معنى الطموح.. وليس مهماً القانون كقانون.. المهم فقط هوأن نعرف كيف نأكل من صحن واحد.. وأن نختلف ونشرب قهوة بعض.. وأن أعارضك وأنا أزرع في بيتك وردة.. وأن أبوسك على الخدين وأنا أتمنى أن يطيل الله عمرك بالفعل.. بل المهم هو أننا عندما نضع القانون، نعرف كيف نعزف عليه.. لأن العالم كله يحترف الاستماع للموسيقى ويعرف الإبداع والنشاز...

أما الطموح عندي أنا فهو: أنام وأصحو وأجد الحلم الذي حلمته في نومي قد تحقق.. وحلمي هو: شفت حالي واقف فوق عمارة كبيرة.. وكل الناس تحت يترجّون بي أن أنزل.. مفكريني بدي أنتحر.. وأنا طالع أشم شوية هواء نقي من فوق فوق فوق...


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور