اللهم كثر أفراحنا .. يتسابق الناس قبل رمضان للزواج و الظفر بالنقوط ..بل يتسابقون على ( الطخطخة ) ..ولو فطن الأردني لكتب في الـ ( سي في ) ( حاصل على دكتوراه في كذا و بكالوريوس في كذا ويجيد الطخ على الفاضي و المليان ) أو ( خبرة في الطخ بالأعراس لا تقل عن ثلاثين عاماً ) أو ( حاصل على إعجاب الجماهير في الطخ بالأعراس ) أو ( الحائز على المركز الأول في الطخ بالعرس الفلاني ) .. ولو فطن الأردني لكتب بجانب الهواية : المطالعة و الطخ ..أو السفر و الطخ ..أو السباحة و الطخ .. و لو فطن أيضاً لكتب المهنة : طخطخجي ..

على ماذا يطخ الأردني ..؟؟ لا يطخ إلا على أحلامه و أمنياته ..ولا يستطيع الأردني أن يُعدي فرحاً دون طخ ..لأن الطخ لديه تعبير عن فرح ..فلا يستطيع أن يقول لك ( مبروك ) إلا و يطخ عند راسك ( باغة ) بأكملها يجعلك تلعن الساعة إللي ( باركلك ) فيها رعباً.. الأردني المعزوم على فرح أو عرس هو الوحيد في العالم الذي يحرم نفسه و عائلته من ضروريات الحياة من أجل أن يوفّر أو يؤمّن ثمن (خمسين طلقة ) في الفرح القادم ..من أجل أن يقول له أحدهم ( كفو ..أو الله حيّك ..أو تسلم الايد إللي جابتك ) ..

و على قدر ما يحب الأردني الطخطخة ..فإن هناك الأردني الآخر ..الذي يموت رعباً – مثلي - من الطخطخة ..يهرب من الفرح الكاذب برسم الرصاص إلى تعاسة لا تؤذي طمأنينته ..و عندما يُقال لي : بسرعة روّحت..؟ أقول لهم بكل فخر : روحت لاستبدال ملابسي الداخلية ..

أقترح على الصين مثلاً أن تقوم بتصنيع طناجر واقية للرصاص يلبسها الأردني عندما يتوجه لأقرب فرح ..فإن انتهى الطخ و لم يصب برصاصة طائشة فالطنجرة تُستخدم حينها لتجميع ( الفشك الفاضي ) ..

يحيا الطخ ..تحيا الطخطخة ..أبوك يا الخوف ...


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور