أولاً أنا مع كل اصلاح ..لأن الاصلاح هو ضد المعطوب ..و المعطوب في حياتنا كثير ..ثانياً أنا مع كل حركة تخرج لتطالب بالاصلاح لأن الحركة و المطالبة تعنيان أن الشعب حيّ والشعب الحيّ تعني أنه لا خوف على المستقبل..
|
أما لماذا أحكي هيك حكي ..؟ فلأنني حقيقة صرتُ أخاف من الاصلاح ..الاصلاح كان في عينيّ واضح الجسد واضح الملابس واضح الملامح ..ولكنه بعد هذا الكم الهائل من التشويش و الكم الهائل من التفسيرات و الكم الهائل من الحركة و الحركة المضادة ..صرتُ افتّش في داخلي عن صورة الاصلاح التي كانت مرسومة و جاهزة ..فجأة اختفت الصورة ..وظهر بدلاً عنها مئات الصور المشوّه ..و كلما اقتربتُ من صورة وأقول : هذي هي ..تضحك عليّ عيناي و تقولان لي : يا مضحكة .. | |
الكل يريد الإصلاح ..لم أجد أحداً لا يريد الاصلاح ..و الغريب أن كثيراً من الأسماء الفاسدة تطالب أيضاً بالإصلاح و الإصلاح في نظرها هو عدم الاقتراب منها أو المساس بفسادها .. | |
حتى الطفل الرضيع يطالب بالإصلاح و أسألوا كثيراً من الأمهات الوالدات حديثاً ستجدوا أن الطفل الرضيع لا يقبل بحليب غير حليب أمه ..وأنه يبقى يعتصم و يبكي و يحرد حتى تقدم له الأم ثديها برضاعة طبيعيّة .. | |
كثر الحراك من أجل الاصلاح ..ومع كثرة الحراك يتعاظم الفقراء و يكثرون ..كل الذين بالأمس كانوا يقفون في وجه الاصلاح أصبحوا الآن ( أساتذة ) في ( فن الاصلاح ) ..وكل الذين ناموا وقت الحاجة ؛ ها هم يصحون الآن و يعطونك محاضرات لا حصر لها في كيفية البقاء متيقظاً .. | |
كل ما اعرفه أن البلد ماشية في طريق والاصلاح ماشي في طريق و كل ما أتمناه أن تلتقي الطريقان ..ولكن كل ما أخشاه أن نركض جميعاً خلف الاصلاح و عندما يتم الانجاز نلتف وراءنا ولا نجد البلد لأن الطريق لم يؤدّ إليها .. | |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور
|