بصراحة ..و بعد تفكير عميق ( على رأي أمي ) ..و بعد اجتماعات طارئة مع نفسي ..أقنعت نفسي بأن أموري لن تمشي على مدار الأربعة و العشرين ساعة إلا بوجود واسطة متفرغة تماماً لي .. لذا فإنني أبحث عن واسطة تتعهدني بتسليك أموري ..

أريد واسطة لكي لا أصطف على طابور الباص ..لا بدّ أن أبني علاقة مع «الكنترول» .. وأرش عليه سجاير ..و يمكن أن يتعدى الأمر إلى أكثر من كنترول ..تحسباً لغياب «الكنترول» الأول .. أريد واسطة قوية ..لكي أدخل أي مخفر ..فالخوف ليس من الضابط الكبير ؛ بل من الشرطي الذي يقف على الباب ..أنا لستُ متهماً ..و ليس لي حاجة كبيرة ..كل ما أريده هو أنني أريد أن أجرّب هل قهوة الشرطة مثل القهوة التي في دارنا ..و الحقيقة طلعت نفسها ؛ و الفرق الوحيد إنك ترى كشرة الشرطي الذي على الباب في تفاصيل طعم القهوة ..هل تعلمون بإنني أسلّم عليه بحميمية زائفة ..

أريد واسطة عند ( بيّاع البالة ) ..فقد توسط لي كثيرون عند أحدهم ..و الغريب أن البيّاع كل مرة كان ( يشمطني في السعر ) و أنا أعتقد أن الواسطة جابت نتيجة ..لذا أبحث عن واسطة واسطتها ما تخرش الميّة ..

أقول لكم : أريد واسطة في كل شي : في الدخول على الوزير ..في الدكانة ..في الشارع ..في المسرح ....في المستشفى .. حتى الأحلام تريد واسطة ..قبل أيام اتصلتُ بأمّي و طلبتُ منها أن تتصل بزوجتي لكي تسمح لي أن أضحك منفرداً ولا تسألني عن السبب ..نعم أريد أن أضحك دون سبب ..لأنني أتوق لقلة الأدب ..أرجوكم لا يضحك أحد معي ..أريدها ضحكة تخزي العين و تبعد النحس الذي يرافق الذين يضحكون من شر البلية ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور