بعض الشخصيات الكبيرة ؛ كان ينشف ريق أهلي وأنا أرن على موبايلاتهم ولا يردون ..و عندما تخدمني الصدفة و تيجي عيني بعيونهم و أعاتبهم ؛ يعتذرون بمزح ثقيل الدم بأنهم كانوا مشغولين جداً و ما شافوا الرنة إلا بعد منتصف الليل و يصرون عليك بعدها : مر يا رجل ؛ ليش ما تمر ؟؟ بل و يسوقون تخويثهم عليك أو هبلهم : مر و ما عليك ؛ إنت مش بحاجة لموعد ..إنت بأي وقت ييجي على بالك أمرق ..

بالأمس ..أحببتُ أن أقوم لأول مرة في حياتي بعملية تخويث كبرى ..ضبطتُ إعدادات موبايلي على الرقم الخاص ؛ بحيث لا يظهر رقمي ..و طلبتُ أكمن رقم لا يتعدون الخمسة أشخاص ..و خصوصاً من الذين لا يردون على أي اتصال بالعادة ..أحدهم ردّ قبل أن تكتمل الرنة الأولى ..و آخر قال لي قبل الألو : تفضل سيدي ..أصبحتُ سيده فجأة ..و آخر كان معه مكالمة أخرى فجأة قطعها و فتح خطه عليّ .. طبعاً أنا كنتُ أجبن من أن أنطق بحرف ؛ كنتُ أكتفي بعد أن يفتحوا الخط بأن أنهي المكالمة ...

اعتقد أن كثيراً منكم إن لم يكن جميعكم قد عرف سبب ردهم عليّ ..يعتقدون بأن الرقم الخاص قادم إليهم هو من رئيس الوزراء المكلف ..و يعتقدون بأن رنتي عليهم تحمل لهم حقيبة وزارية ..ولا يعلمون بأنني لا أملك ثمن حقيبة مدرسية لأحد أبنائي ..

كثيرون الآن من يفتحون تلفوناتهم و يردون عليها قبل الرنة الأولى ..ولكن الأكثر منهم أؤلئك الذين ينتظرون النظرة الأولى من أي مسؤول يراهم بعين المسؤولية ولا يعيد إليهم دائرة التطنيش من جديد ..

أنا لا أريد لأي رقم خاص أن يتصل بي ..لا أريد أن أصبح وزيراً ..بل أريد للوزير أن يصبح مثلي ..فقط هذه كل مطالبي..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور