من كان يعتقد أن يتحوّل الكاز إلى ( شيء مقدّس ) ..فها هي ( الصقعة ) تلفحك في كل لحظة ..تنخر في عظام عظامك ..و أنت لا تملك حيالها إلا ( الوحوحة ) ..توحوح كيف شئت ..ارفع وتيرة وحوحتك ..لن تحصل على الدفء لك و لصغارك إلا بالكاز أو الغاز أو الكهرباء أو تحرق بيتك كي تتدفأ ..

توحوح .. دفاية الغاز فوق طاقتك و فوق قدراتك ..بل ليس لديك إلا جرّة غاز واحدة تضعها على الطبّاخ لتستر عليك بعض جوعك و جوع صغارك ..و أصلاً دفاية الغاز لا تقتل كل وحوحتك إلا إذا ( عبطتَ / احتضنتَ ) الدفاية بحميميّة لا تنتهي إلا بدمار .. و دفاية الكهربا لا تعطيك دفئـاً يذكر ..بل وحوحتك ستبقى تتصاعد خصوصاً و أنت ترى ساعة الكهربا ( طايرة مثل الفريرة ) ..

أما الكاز ..فهو منقذك الوحيد وسط هذا الصقيع ..وهو الوحيد القادر على التسلل إلى كل ثغرات الوحوحة لديك و محاصرتها ..ولكن ( أين هو الكاز ..؟؟ ) ..الكاز في الكازية .. أعرف أيها الغبي إنه في الكازية ؛ أقصد أن الكاز يكلّف الشيء الفلاني و أنت لا تستطيع توفيره كل الشهر إلا إذا تنازلت عن عشر وجبات رئيسة من وجبات عائلتك بالكامل ..إمّا الجوع أو الوحوحة ..؟؟ ماذا تختار ..؟؟ بسرعة أجب و اختر لا وقت لديّ ..

أمّا أنا ..فإذا ما اشتدت الوحوحة إلى آخرها ..وخلص ما ظل فيها مجال ..فسأختار أن اشلح كل ملابسي دون استثناء ..و سأواجه البرد و الصقيع كما ولدتني أمّي ..و سأقول للبرد بمنتهى الوحوحة : ما أبرد وجهك ..مش حرام عليك تستقوي على مواطن لا يملك ولا شفطة كاز ..روح شوف إللي وجهه بارد مثلك يا برد ..؟؟؟.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور