قال مدير الأمن في ( العشاء الأخير ) كلاماً كثيراً ..اختلطت عليّ الأمور بين ابتسامته و صرامته عند بعض الجُمل .. مدير الأمن يستنجد بنا ( نحن الاعلاميين ) ..يا بااااااي ..معقول الأمور بلشت تفلت ..؟؟ حكى مدير الأمن عن ( القبضة الناعمة ) .. قبضة ناعمة ..؟؟ يا ويلي ..يعني بعد لطش الكف يقعدوا يبوسوك ..أو بعد الشلّوط يعطوك تحاميل خافضة للحرارة .. أو يجوز بعد يجيبولنا شرطة من لبنان و هم يلقون القبض عليك يقولون لك : يا ألبي ؛ يا عمري ..عازمينك على شي كوفي شوب ..

بالتأكيد لم يقصد الباشا المجالي ذلك ..بالتأكيد قصده شيء آخر ..أحسستُ أن مرحلة جديدة ستبدأ ..و أن هذا العشاء الذي سيكون بعد قليل سيكون العشاء الأخير ..حتى بعد أن وزعوا ( الكنافة ) لم أعد أفرّق هل هذه الكنافة ( ناعمة كالقبضة وإلا خشنة ) ..؟.

قال الباشا إنه سيقرأ من الورق حتى ( ما يُعك ) ..وكنتُ أتمنى أن يعك ..لأن العك في هذه الحالة هو عكّ قلوب خايفة على بعض ..هو عكّ بلا جمل مصطنعة و لا كلمات مُعلبة ..و إنني لأعلم أن الباشا المجالي في الكلام الارتجالي أقوى بكثير من الكلام المكتوب مسبقاً ..

أنا معك يا باشا في سيادة القانون ..ومعك في القبضة التي لا تحوّلنا إلى مظلومين ..و معك في حملتك الأمنية ( أنا أردني أنا أحترم القانون ) ..و أنا معك في الناعم و الأنعم ..و معك في ( أن هناك خوفاً حقيقياً ) على الأردن ..و أنا معك و أكثر ..و لكن كل ما أخشاه أن الحملة التي تستهدف مرتكبي الجرائم الحقيقيين تتحول إلى مسلسل لا ينتهي ..و أن تختلط العشائرية بالسياسة بالمصالح بجبر الخواطر ..وبالتالي نغدو أمام مسلسل أردني يتحول مع الوقت إلى مسلسل رعب ..

أنا معك يا باشا ..ولكن أريد أن أطمئن على السيناريو فقط.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور