كل حياتنا تحولت إلى ( أتوماتيك ) ..يدك يجب ألا تتعب كثيراً ..هذه اليد يجب أن ترتاح ..أو أنها ( تقلصت صلاحياتها ) ..تماماً مثل القدم ..تقلصت صلاحياتها هي الأخرى ..

دخل التوماتيكي حياتنا ..بل لم يدخل ..لأنه احتلنا .. من يرتضي الآن أن يشتري تلفزيونا بدون ( ريموت ) ..؟ ومش أي ريموت ..كل ريموت يطلع فيه من خصائص ( إراحتك ) أو تقليص صلاحيات يدك و قدمك ؛ ما يغريك على أن تُسلّم أمرك إلى هذا التوماتيكي الذي بكبسة زر يكبس روحك و يختصرها إلى كائن لا يتمدّد إلا على الفرشة ..أو يستعرض طوله أمام المرآة في أي أسانسير مليء بالكبسات التوماتيك ..لأن حجم اللهاث الذي ستصرفه على الدرجات و أنت تصعده يعطيك صلاحيات أعلى في الرؤية و المشاهدة والتجريب و التغيير أيضاً ..

سيارتي التوماتيكي عند الميكانيكي الآن ..وعلّتها طلعت في جيرها ..و الله يجيرنا من جيرها ..لم تعد المشكلة كما قالوا لي أكمن ( شقفة نحاس ) بل يجب تغيير الجير التوماتيكي بآخر ..

ركزوا معي الآن ..أنا أمام خيارات ثلاث لا رابع لها ..أصلّح نفس الجير بكلفة باهظة ..استبدل الجير القديم بجير قديم آخر بكلفة ليست قليلة ولكنها ليست باهظة كالإصلاح ..و الخيار الثالث أن أشتري جيراً جديداً بكلفة أبهظ من الباهظة ..

ماذا أختار ..؟؟ أنا محتار ..مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظتين لا بدّ أن يدخلا في عملية الاختيار : أولاً : أنا سأستبدل توماتيكي بتوماتيكي آخر ؛ يعني التوماتيكي وراك وراك ..و الملاحظة الثانية : في الخيارات الثلاث ليس معي كلفة التغيير أو الإصلاح .. ولن أتخلص من السيارة بأي حال لأنها وطني الذي أقنعوني به ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور