غالبية المسؤولين الأردنيين إن لم يكن كلهم قالوا عن أنفسهم: بأنهم ( خدّامو الشعب )..والذي يقول عن نفسه بأنه ( خادم ) بالتأكيد لا يعرف (مواصفات و مقاييس ) الخادم ..فالخادم الحقيقي الذي ينفّذ طلباتك هو الوحيد الذي لا يعترف بأنه خادم لأنه يرى في الكلمة ( إهانة ) له ..أو كالمجنون لا يعترف بأنه مجنون ..

هل رأيتم ( خادماً / مسؤولاً ) لا يرد على تلفونات الناس الذين يشتغل عندهم ..؟ هل سمعتم عن خادم لا تراه العيلة التي يسترزق من وراها ..؟ هل رأيتم خادماً يلبس أحسن من لبس المخدومين ..؟ هل حكى لكم أحد عن خادم ؛ الناس إللي مشغلينه دائماً يهزّون له الذنب و يصفّقون له ..؟ هل عمر أهلكم التقى بخادم كلّما كشّر ؛ تكهرب وضع البيت الذي يعمل فيه وكل الناس تصبح وتمسي وهي تقول له : عفوك يا بيك ..آسف يا سيدي ..؟؟ .

نحن بحاجة إلى خادم ..ولكن ليس برتبة مسؤول ..بل بحاجة إلى خادم برتبة خادم فقط ..خادم يقف أمامنا و يطلب عفونا ..وكلّما طبخ لنا طبخة يقف هناك بعيداً ينتظر رأينا ورضانا عن الطبخة .. خادم كلّما عمل أكثر ضمن أننا سنمدد له عقده بالعمل ..خادم لا يسرقنا جهارَ نهار ..خادم لا يحتل البيت ..خادم لا يخصخص غرفنا غرفة غرفة ..خادم كلّما جاء صباح جديد يصرف لنا كلمة : صباح الخير ؛ الفطور جاهز يا سيدي ..

نحن بحاجة إلى خادم لا يحمل لقب معالي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور