تعال لكي أشتري منك قطعتين من السعادة ..وثلاث قطع من التفاؤل ..تعال لكي أنفخ معك بالون الضحك و نفقعه معاً بدبّوس الطفولة ..تعال أيها الوغد ؛ يا من تركتني أغرق في نعيم الحكومات المتعاقبة وحدي و لم تغرق معي ..
أنت لم تجرّب نعيم الحكومات ؛ فلا يحق لك أن تهاجمني أو تهجرني أو حتى أن تعتب عليّ ..فالحكومات في أوطاننا يا صديقي الوغد إمّا ضاحكةٌ في المآتم ؛ أو باكية في الأفراح ..ولها بين الحالتين تيه تخاف أنت و أنا أن نقترب منه ؛ لأن تيه نعيمها يكفينا وزيادة .. |
آه ؛ أنت لا تفهم عليّ ..؟ و أنا أيضاً لا أفهم عليّ ..أنا أجهلني و أحياناً أكرهني لغموضي ..فإذا ما فهمتُني يوماً فسأعود إليك حاملاً قلمي الوهمي وأكسره أمامك و أستعير منك قلمك لأكتب بعيداً عن نعيم الحكومات .. |
ذات يوم جاهل ..كنتُ أرى النعيم الحكوميّ ( جهنّم الحمراء ) ..و بعد أن تفحصتُ بالأمر جيداً ؛ أدركتُ أن الشواء نعيم ..وإن الإهانة نعيم ..وإن السجن نعيم ..وإن جهنم كلها المصنوعة من الحكومات هي نعيم ؛ ومن يشكّك في ذلك فليراجعحواسه السبعة و ليراجع معها تعريفه للكرامة و للذل و للعزة و التوهان .. | |
المشكلةُ فينا يا صديقي الوغد ..أتعلم لماذا ..؟ لأننا أوغاد نمشي بلا رحمة ببعضنا ..ولولا أن منّ الله علينا بهذه الحكومات الرقيقة ( لذبحنا) بعضنا ..و قعد لبعضنا في الدرب ( قعود ) .. |
صديقي ..أيها الوغد الجميل ..تعال و خذ جحيمك كلّه و اتركني أتناول عسل الحكومات وحدي ..فالحكومات حتى الحكومات لا تعترف بنعيمها ..أما أنا ؛ فالوحيد القادر على إقناع نفسي بقدرة الحكومات على إقناعي بأن اللون الأبيض أصله أسود .. |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور
|