الحزب الذي يكتسح ..يريد أن يكسح كل من وما هو حوله و يبقى هو الحزب الأوحد ..لأنه لا يوجد حزب يفهم في الايدلوجيا غيره ..و الفرد الذي يصبح حاكماً ؛ يريد أن يصبح صنماً تقدّم له الأعراب قرابين و أضحيات ..لأنه اكتشف فجأة بأن لديه مؤهلات تختلف عن مؤهلات البشر الطبيعيين ؛ تقنعه هذه المؤهلات بوجوب إلغاء العقول الأخرى وأحلامهم وفرض عقليته الفريدة عليهم و توزيع مشاهد حصريّة من أحلامه السمجة ليحلموا بها عند النوم ..

حتى الذي يتسلّم منصب مدير أو رئيس لأي ( شقفة ) صغيرة هنا أو هناك ...يتوهم بأنه ( صاحب رؤيا ) و يجب على من يحيطون به أن يحترموه أكثر ..وأن يخاطبوه بصيغ فيها تبجيل وترفيع ..وهو الوحيد الذي يحقّ له أن يصرخ بمن يشاء ..وهو الوحيد الذي يجب أن يضحك الجميع عندما يضحك ..و يعدوا أنفاسهم نفساً نفساً عندما يكون ( راسم الكشرة ) على سنجة عشرة ..

كثيراً ما أقتنع أن الدكتاتورية موجودة معنا منذ الميلاد ..بل و تدخل في التركيب الجيني ؛ وعاملة بلاويها فينا ..حتى الديمقراطي منّا و فينا ؛ لا يكون كذلك إلا عندما يكون تابعاً ..أمّا عندما يكون هو صاحب القرار فإن دكتاتوريته تبرز و تطلّ برأسها من ثنايا الأشياء ..

دعونا ننظّف أنفسنا أولاً مما علق بنا من جينات سيئة ..وأكبر إنجاز من الممكن أن نصنعه الآن هو أن نربي الجيل القادم على تجاوزنا و تجاوز طرق تفكيرنا ..ونعلمهم كيف يقبلون بعضهم بشفافية كي نفوز جميعاً بوطن عربي كبير اسمه الآن ( الخيبة ) ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور