لم نعد نهتم بمن يقتلون في سوريا .. أو أين يقتلون ..؟ فقط نأخذ الرقم.. قُتل اليوم كذا .. هكذا جعلنا ( منشار بن أسيد ) نحسب ضحايانا ..هكذا حوّلنا إلى آلاتٍ حاسبة لا تحسب إلا القتلى و المعتقلين و الذين ذهبوا ولم يظهر لهم أثر ..

ما أبشع أن يتحول الإنسان بكامل تفاصيله و أعوامه إلى رقم ..مجرد رقم لا يهزّ مشاعر ولا يدلّك إلا على بلادة المُتلقي .. الانسان : الحب و القصص و الأولاد ..و «الكاريزما» ..و الحيويّة ..تتحوّل إلى رقم ..؟؟ يا الله ؛ كيف ذاك ..؟ .

هل خلق الله العربيّ السوريّ ليعبث الجزار به ..؟ هذا الجزّار حتى لغة الأرقام الصغيرة صارت ممجوجة بالنسبة إليه ..في بدايات الثورة السلميّة كان يقتل كل يوم أقل من عشرة .. ولما استمرأ الدم و أكل اللحم الميت ..صار لا يقف إلا على حدود الرقم ثلاثين و أربعين ..و لما انفتحت شهيّته أكثر ؛ صار يلعب بالرقم مائة و يطبشه ويزيد عليه ..و الآن بعد أن أخذ كل فجاعات العالم صار الرقم البشري يتجاوز المئتين كل يوم ..و حصيلة الأمس زادت عن الأربعمائة ..

هذا جزار ..ومنشار و أسيد ..خرج من نطاق البشر ..آمنا بذلك .. طيب و نحن ..؟؟؟ ماذا عنّا ..؟ هل الشرف العربي الرفيع فخورٌ بصمتنا و عجزنا ..؟ هل عنترياتنا الكاذبة تلف و تدور لتخرج من دائرة ( ردّ الكيد على النحر ) ..؟ ..

يا سادة ..نحن أرقام ..بلا قيمة ..و مهما اعتلينا ساحات الفضاء الإلكتروني و الاعلامي ..سنبقى أرقاماً عند القتل و قبل القتل ستبقى القيمة صفراً ..

نحن أرقام مرعبة ..ولكن نبحث عمّن يرتعب..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور