لا تتوجّعْ ..وأنت تسابق نفسك نحو الطمأنينة .. الخراب الذي تراه كل لحظة هو عين الصواب .. لا تسألني كيف ..؟ لا أعرف ..؟ و لستُ الوحيدَ الذي لا يعرف ؛ كل الناس لا تعرف أيضاً .. سألتُ مرة امرأة ليس لها شبيه في الجمال : ليش ملزقة فيّ ..؟ قالت : لا أعلم ؛ في إشي بشدني إلك ..؟ ورغم أنها ذهبت من سنوات طوال إلا إنني و إنها لغاية الآن لا نعلم عن ذلك الشيء الذي شدّها ..

و مرّة أُخرى : رأيتُ رجلاً عجوزاً يضحك في كل عزاء ..تجرأتُ و سألته فقال لي : والله لا أعلم ؛ في إشي يخليني أضحك ؛ شو هو ؟ لا أعلم ..ومات و هو لا يعلم ..

وجمعتني الصدفة بوزير أسبق من أي سابق ؛ سألته في لحظة صفاء لا تتكرّر : «ليش حطّوك إنت وزير بالذات» ؟ فقال والله لا أعلم ..وعندما قلتُ له وليش طلعوك بأول تعديل ؟ حلف أيضاً بأنه لا يعلم ..

أمي لا تعلم وأبي لا يعلم .. وإخوتي لا يعلمون ..المعلمون لا يعلمون و كذلك مدير المدرسة و الطبيب لا يعلم و المريض أيضاً ..والمهندس و صاحب العمارة ..الناس الذين في الشارع و الناس الذين مش في الشارع ..من يقاطعون الانتخابات و من لا يقاطعون ..

لذا ؛ لا تتوجع وأنت تسابق نفسك نحو الطمأنينة ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور