ليت السعادة قلماً وورقة ..كلّما شعرت بألم في (جيبك) كتبت بالقلم على الورقة (انفرجي) فتنفرج كحبّة الفوار .. أو ليت السعادة مفتاحاً صغيراً تضعه في ميداليتك مع مفاتيح البيت ودرج مكتبك الذي لا يحتوي إلا على فواتير دفعتها و ستدفعها من أنفاسك ..وكلّما وجدتَ فاتورة جديدة قمتَ بإمساك مفتاح السعادة الوهمي و بوّسته بطريقة تكاد تأكله من اللهفة فيقوم المفتاح يفتح قلبك و ينشر به سعادة اللامبالاة ..

ليتَ السعادة كريموت السيارة ..كلّما كرّهتك زوجتك و أولادك من البيت بغرض التطفيش تكبس على الريموت فترتفع السعادة في مُحيّاك كما ترتفع (كبسات) أبواب السيارة .. أو ليت السعادة باباً خامساً فيها لا يعرفه أحد إلا ؛ تلجأ إليه كلمّا شعرت ذات ليل بأنك ستصاب بالجنون من نوبات الضحك و البكاء المتداخلة ؛ فلا تعلم هل أنت تبكي من السعادة أو تضحك من شر البلية و شدة القهر ..

ليت السعادة .. طربوشاً و لحية منمّقة و ربطة عنق وكندرة تشبه أيامك من اليباس و حضور حفلة متنكراً بشكل لا يمتّ لتلقائيتك و انسجامك مع نفسك بصلة ..

ولكن السعادة غير ذلك ..فأنت طوال اليوم محكوم بزوجة و حكومات و جيب فارغ ..وكلّما تذللتَ لواحد كي تريح نفسك ؛ خرج الاثنان الباقيان و طالبا بحقهما الطبيعي في الايغال بذلتك ..

ليت السعادة غمضة عين ..أقسم لن أفتح عيوني ما حييت ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور