مخيم البقعة ..مسقط الرأس ..كثيراً ما كنتُ أضحك على جملة ( مسقط الرأس) .. كيف يسقط الرأس ..؟ ولكن الولد الكوكتيل أفهمني بأنه كلما تحسّس رأسه و لم يجدها ؛ يذهب هناك إلى مخيم البقعة ..يلفّ في شوارعه و زقاقه .. يبحث عن الوحل الذي ما عاد موجوداً الآن بكثرة ؛ فقد أستُبدِل وحل الأرض بوحل السياسة ..يبحث بين كل الأشياء عن رأسه الذي سقط منه هناك ..

لم يكن يعرف الولد الكوكتيل أن موعد ( سقوط رأسه ) هو أذان الفجر في سنة 1972 ..و في برّاكية زينكو ؛ ككل الناس هناك ..يريدون من الزينكو أن يكون أوّل العبور للعودة .. ولكنه شهر حزيران أيضاً ..أبو النكسات و الوشم الذي لم يستطع العرب للآن إزالته ..

ترتيبه الثالث ..يسبقه أخٌ و أخت ..وكثيراً ما قال أبوه بأنه خطب أمه بعد حرب الأيام الستة و أجّل العرس حتى تتحررفلسطين ؛ معتقداً أنها ( أكم يوم أو أكم أسبوع ) ..لم يدرِ أن سنةً في أخت سنة حتى تخاوت السنوات و صنعن ( القضية المركزية فلسطين ) .. لذا أدرك الأب ذلك بعد أشهر قليلة و حزم أمره وكان العرس ..و أجّل تحرير فلسطين للأجيال التي سينجبها ومن بينها ( النظوة ) الولد الكوكتيل ..

المهم ..كانت الولادة في براكيّة الزينكو ..و أين في البراكيّة ..؟ قرب المصرف .. و الذي لا يعرف المصرف هو المكان الذي يُطرد الماء منه .. هناك ولد الولد الكوكتيل ..في لقن وكيلة و سطل ماء عند المصرف تحت الزينكو .. وعلى يد ( الحجة شمّة ) رحمها الله ..التي أخرجت الولد الكوكتيل من رحم أمّه..

وكانت الصرخة الأولى و النفس الأول ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور