قالوا لي : عدّ للعشرة قبل ما ( تطلع ) أي كلمة من فمك ..ليس من أجل شيء..فقط عشانك ..عشان ما تغلط بأي كلمة هيك وإلا هيك و تروح فيها ..و قضيتُ العمر أعدّ من الواحد للعشرة ..ومن الواحد للميّة ..ومن الواحد للألف ..
واكتشفتُ بعد ذلك أن لساني ما زال طويلاً ..و أن كلاماً كثيراً بعثرته هنا وهناك و هنالك ..رغم العدّ و «الكنترول» على اللسان .. |
قالوا لي : امشي الحيط الحيط ..و اطلب الستر ..وقضيتُ العمر محشوراً بين الحيطان ..حتى في الشارع ..أبحث عن الرصيف و أعتبر حافته حائطاً أعلى مني و أمشي ..ورغم كل الحيطان التي مشيتُ في ظلالها ..لم يتحقق الستر ..عشتُ مفضوحاً بكل صغيرة و صغيرة ..وأدنى لقمة خبز (حاف ) ..كانوا يرونني و يزفونني عليها و يقولون : شوف شوف بإيدو خبزة ..سبحان الله خبزة ..من وين جابها ..؟؟ |
قالوا لي : حط راسك بين الروس ...وحطيت راسي فعلاً بين ( الروس ) و صرتُ ( يسارياً ) فلا الروس اعترفوا بي ..إلا روس البصل قبلتني في أول الأمر ..وحين جد الجد ..طردتني و لم أعد حتى ( رأس بصل ) ..وها بعد أن ضيّعت ( الروس ) ..حطّيت عليّ نقطة سوداء من ( الأمريكان ) .. | |
قالوا لي : كن مواطناً صالحاً .. | | ضحكت..لأنني فعلاً مواطن أكثر من صالح و أكثر من صلاح و مصلح و أكثر من علي و خليل و جابر ..ضحكت ..لأني بعد كل هذا العدّ و كل هذا المشي بجنب الحيط ..وبعد كل هذا ( الحط بين الروس ) من المستحيل أن أكون بني آدم ..بل أنا ( آلة ) صناعيّة ..لا يعرف للآن أين كبساته و أزراره ..ولا يعرف ( ريموته ) بيد من .. |
حد يطفّي الريموت ..بدّي أنام شوي .. | | متى يخلص شحن بطاريتي ..؟؟ | |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور
|