أنا (مَظْحكة) ..ولستُ أُخبِّئ ذلك حتى لو زرعوا دروبي بالحلقوم والفقوس .. وبالعكس ..لديّ اعتقادٌ جازم أن لُعبة ( الظحك ) عليّ ؛ هي لعبة تتمّ برضاي التام وبرضا الطرف الآخر .. وطبعاً ستسألون ببراءة قليلة حَيا : من هو الطرف الآخر ..؟؟ يا عيني عليكو ...وهو فيه غيرها ؟؟

يضحك عليّ الكثير من المسؤولين الكبار في كل آونة بإني كاتبٌ مبدع ومُهم ..حلوة كلمة مُهم هاي .. فكلّما شكوتُ فقري ..سمعتُ مديحاً لا ينقطع عن أهمية مقالتي الساخرة في المجتمع الأردني .. وكلّما شعرتُ بوجع فكري نتيجة قمع ما..أفادني مسؤولُ كبير بأنّ سخريتي تؤثِّر في الرأي العام وتساهم في كسر الجمود الحاد في الأزمة بين سيف القرار الحكومي وبين بطن الشعب المبقور ..

ولكنني اكتشفتُ أن ألمي هو مصدر من مصادر سعادتهم الدائمة ..فقد توصّلوا إلى نظرية تقول : إذا بطّل كامل النصيرات يتألّم من الفقر والجوع والديون ..فسيبطّل يسخر ..يعني رَحْ نبطِّلْ (نظحك) ..

كل ذلك قد أتحمله ..لأنني أفهم سوء العلاقة بيني وبين ( فنّ المنسف ) ..فأنا لا أُجيد هذا الفن ..وحتى عبارة شكراً من أسوأ العبارات على لساني ..فما شكرتُ مسؤولاً إلاّ زعل مني ..لأن شكري كان ملغوماً كما يدّعون ..مع أن شكري دائما هو مصدر من مصادر هَبَلي الأردني وسجيّتي العربيّة ..

طبعاً عيب أحكي عن حالي..صح ..؟؟ وهو ذاك ..أنا لا أتكلم عن حالي فقط بل كل من هم مثلي ..

عن المبدع الأردني ..والذي أقنعني كبار المسؤولين في الأردن مراراً وتكراراً بأنه أنا .. وها أنا ؛ أجوع وأعرى ..قطعاً أتقطّع ..بل و أتحوّل إلى (مظحكة) و أراجوز ..بل ..أكثر من مهرِّج .. وهذا لن يكون .. يا ويلكم من لساني ..انتظروني ..فأنا فاضي أشغال..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور