الفلسطيني سيبقى يعضّ على أحزانه أينما حلّ و ارتحل ..وما يحدث في مخيّم اليرموك من (تراجيديا) للفلسطينيين ما هو إلا فصل من فصول معاقبة الفلسطيني فقط لأنه ( فلسطيني ) ..

لا توجد أُمّة على وجه الأرض تعاقب فخذاً من أفخاذها؛ كما تُعاقب أمّة العرب فخذها الفلسطيني ..إن أكل فهو متهم .. وإن مشى فهو متهم ..و إن نام فهو متهم ..و إن مات فهو متهم ..

الفلسطيني الذي أورثوه نكبة على هزيمة على لجوء على نزوح على مطاردات على كل ما يقضّ المضاجع من ألم و عبث بالإنسانيّة ..هو ذات الفلسطيني الذي أسهم في إعمار الكون كلّه في كلّ مكان و بالأخص أوطانه العربيّة .. سمحوا له أن يفعل ذلك و منعوه أن يبني نفسه و يعمّر بلاده ..و منعوا عنه الاستقرار النفسي و الاجتماعي و السياسي ..

سيكتب عن الفلسطيني في تاريخ العرب الحديث أنه صاحب أطول ثورة ..ورغم ما في الجملة من فخار إلا إن بها أيضاً هزيمة و إحباطاً ..فعمر الثورة حين يطول؛ فهذا يعني أن الشقاء أطول والموت أكثر والشتات مستمر و أن المطاردة لم تنتهِ..

مَنْ يفكّ الحصار الأجدّ للفلسطيني في مخيّم اليرموك ..؟؟ مَنْ ينقذ الفلسطيني هذه المرّة أيضاً من الحوت الذي يحاول ابتلاعه ..؟؟ من يتقدّم خطوة و يمزّق الوثيقة السريّة التي اتفق فيها الكبار العرب على محاصرة الفلسطيني في ( شعب أبي طالب ) ..

لله درّك ..أخذوك من بلادك ..ورموك في كل الأزقّة ..وجوّعوك في كل وجبّة ..وما زلت تقول للدنيا بأنك الفلسطيني الذي لا يقبل أنصاف الحلول ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور