سأعترف إنني حين دُعيتُ لحضور مسرحيّة ( وطن إف إم ) الكوميدية السياسية على مسرح ( ميس الريم / الكونكورد سابقاً ..لم أكن متشجعاً ..لإحباطي من مجمل العمل الفني الأردني و المسرح على وجه الخصوص ..ولكنني لبّيتُ الدعوة ..فقضيتُ ساعتين من النغاشة و خفة الدم التي جسدها فريق العمل بكاملهم و إن كان حضور ( بكر الحراسيس و عايد يانس ) هو المستحوذ على العمل باعتبارهما بطلي المسرحية ..وإن كان مفاجأتي في هذا العمل ( جلال رشدي مخرج المسرحية ) كممثل فيها وليس كمخرج ..لأنني أعرف إمكانيات بكر و عايد جيداً لذا لم أتفاجأ بروعة آدائهما ..

الفنان باسم خليل ..لديه امكانات فنيّة أكبر مما ظهرت في المسرحيّة ..فارس شاهين إذا تم الالتفات إليه جيداً فهو يملك كاريزما حقيقيّة لفنان كوميدي واعد..أمّا حمزة الحراسيس و إبراهيم الزريقي و معاوية الطرمان فبالتأكيد انهم ماضون في شق طريقهم.

المسرحيّة تلتقط النكتة و تغلفها بطابع اجتماعي سياسي و تعيدها إلى الجمهور بطريقة تجرّك إلى نزع الكشرة و الدخول في حومة الضحك ..و تجد نفسك متورطاً مع نطنطة أبطال المسرحيّة من موضوع إلى موضوع ومن لطشة هنا و ضربة هناك ..فقد كانت آخر المستجدات المحلية و العربية حاضرة في المسرحيّة ..

المسرحيّة تستحق الحضور ..و يستحق شبابها كل الدعم ..لعلّ بهم ومعهم نستطيع خلق حالة مسرحيّة يتعطّش لها الجمهور الأردني و الجمهور السياحي ..لأن ترك هكذا حالات فنيّة بلا دعم يصنع الاحباط و يقتل الإبداع ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور