أكرم الزعبي ..الصديق و الشاعر ..يهدر عمره على محرقة الابداع ..و يصدق نفسه بأنه سيصل إلى الجماهير ذات يوم ..وأن الطريق مهما كانت شاقة فلا بدّ أن يعبّدها لكي يصل ..وأكرم أكثر الناس معرفة في القيل و القال عند النخب الأردنية ..و أكثرهم دراية بأن من لا يملك ( رشاش خمسميّة ) أو ( شلّة فاسدة ) لن يصل في هذا الزمن الذي تتقدم فيه السخافة على الأصالة.
قرية ( خرجا ) التي يرهقها أكرم الزعبي كل يومي وهو يمشّط شوارعها ( رايح جاي ) بحثاً عن منفذ ..هي ذات القرى الأردنية التي لا توصل أبناءها إلاّ إلى المشي على حد السيف ..فمهما أتقن ابنها الرقص و استمتع به فهو رقص الدم النازف من القدمين ..أو رقص الموت في منتصف العمر ..
هناك لازمة بيني وبين أكرم للخروج من أي مأزق في أي نقاش أو أية حدّة أو لتغيير الموضوع ..فإذا قلت له : أي أخي أكرم ..فهم أن الموضوع قلب مزاحا أو أن الموضوع تغيّر ..وهو كذلك ..يصول و يجول عليّ و يهدر في أذني ..ولأنه لا يريد أن يعطيني حق الرد الجاد ؛ فإنه يختم هديرة بجملة : أي أخي كامل .. |
هذه الأرض لنا بكل اعوجاجها و استقامتها ..و لنا كل طينها و تينها ..و المقاعد المسروقة جهاراً نهاراً منّا سنستردها ..إن لم يكن اليوم فهو يوم غدٍ بالتأكيد ..و سيظل أبناء القرى الحقيقيون يوزعون الإبداع على كل ذرة هواء و في كل خرم إبرة ..
و سنظل ..نرهقكم بأننا الجذر الذي يتجدد وأنتم الغصن الناشف الذي لا يصلح إلا للنار أو للرمي في الوادي السحيق .. | وإلا بحكي غلط أي أخي أكرم ..؟ |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة كامل النصيرات جريدة الدستور
|