وقفتُ أمام المرآة..رأيتُ فيها بقايا لوجهٍ أعرفه ..قلتُ له : كيفك..؟ ولكنه لم يرد .. أعدتُ عليه الكرّة بصوتٍ أعلى ؛ أيضاً لم يرد .. أحسستُ أنه يعاقبني ..فمن المستحيل أن الرجل الذي في المرآة مِشْ عارفني ..صرختُ به : وَلَكْ أنا كامل ..أنا إنتَ ..رُدْ وَلَكْ رُدْ ..لا تكسفني قدّام حالي ..يا فضيحتي قدّام عرب الشيخ لحية و عرب الشيخ شارب و عرب الشيخ زفت ..وَلَكْ رُدْ ..أنا إللي حاملك معي طول هالسنين ...

ضحك الرجلُ الذي في المرآة..ومد لسانه لي وقال : هاك بعينك ..إنت حاملني ..؟؟ إنتَ يا مْشِمْ ..إنتَ يا رِدِيْ ..إخْصْ عَ الرجال إللي زيّك.. وَلكْ النسوان وهنّ نسوان ؛ ما بطّلنْ نقّ وطقّ وهنّ يطالبن بحريتهن ..وإنت يا ابو الزلوميّة بنُصْ الطريق ( كرّجِتْ ) ..ولك إنت حُر إنت..؟؟ كنت تقول : ما بقدر أعيش بدون حرية ..أنا سمكة والحريّة مَيْتي..الله يلعن هيك سمكة ويلعن هيك مَيّة.. خَلَصْ تنازلتْ عن حريتك وعن أوجاع فقرائك وعن وعن وعن..

قلتُ للرجل إللي في المرآة : صبرك عليّ ؛ لا توخذني بـِ ( دوكة ) ..أنا أنا ؛ ما تغيّرتْ ولا عمري رَحْ أتغيّر ..وستبقى الحريّة مطلبي ؛ والفقراء حيثُ حلّوا هم همّي وألمي ..بس فيه ظروف .... قاطعني الرجل إللي جوّا المرآة وقال : أسكتْ بلا كذب..ولك إلك عين تْحُطْ عينك بعيني ...؟؟ ولك أوّل الرقص حجلان ..وإنت بدأت تحجل ..وطلعتْ حجّيل عَ الأصلي ... فقلت : الحجلة رياضة ..وأنا زمان ما لعبت رياضة ..فقلت لحالي أنطنط شويّة ...... قاطعني ثانية صارخاً : و إلك نَفْسْ تمزح ..يا باااااااااي شو دمّك بارد يا أخي ..ولك استحي شويّة ..ولك إللي قبلك لسّة ما تعبوا ولا جظّوا..استحي ولك استحي..

نظرتُ للمرآة جيداً ..أينَ ذهب الرجل إللي جوّاها ..؟؟ ناديت : كامل ..كامل..يا كاااااامل ..ولك وين رُحت.. تعال ..بدي أتفاهم معك..تعال بدي أحكيلك سر...بس ورجيني حالك مرّة وحدة وبعدها اختفي ..ولك يا كااااااااااامل .. جاء صوت ضعيف من وسط المرآة وكأنه قادم من بعيد ..: خزيتني ؛ الله يخزيك..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور