عاد الصديق عبد الله الصوالحة من القاهرة ..وهو كثيراً ما يعود من هناك ..ولكنه عاد هذه المرة و معه شهادة دكتوراة ( أد كدة ) ..و المسكين يتأمّل أن تفتح الدولة الأردنية له أذرعها و تطبطب عليه و تقول له بحنيّة : شاور بإصبعك على مكانك المناسب الذي تستطيع أن تخدمنا فيه ..

نعم عاد عبد الله ..وهو يحمل أول شهادة دكتوراة في هذا التخصص : «الدين والدولة في اسرائيل: دراسة في ثنائية اليهودية والديمقراطية « ..ومن اليوم الذي تعرفت فيه على صوالحة في المركز الأردني للإعلام و أنا أراه يبدأ صباحه في قراءة الصحف العبرية ..و مهتم جدا بكل شاردة وواردة ..

هو الآن موظف في أمانة عمّان ..ولا أعلم كيف سيتعامل ( العمدة عقل بلتاجي ) مع موظف صار خبيراً في الشأن الإسرائيلي ..؟؟ أو مع شاب قضى أغلب وقته وهو يحلم بخدمة وطنه ..و صدّق أحلامه و صدّق كلام المتشدّقين من المسؤولين الكبار بأن المجال مفتوح للجميع ..

عشرات الأسئلة التي اجتاحتني عندما رأيتُ عيون عبد الله و هي تنضح فرحة بما صنع .. هل سأراه بعد قليل في مكان يليق بشهادة الدكتوراة التي يحملها ..أم سأراه قابعاً في مكتب يرد على تلفونات في أمانة عمّان ..؟ هل ستشعر الدولة الأردنية بوجود قيمة حقيقيّة لشهادته و تعلن أنها بحاجته و بحاجتها ..أم أنها ستعتبر شهادته جريمة لا تغتفر ؛ و ترسل عبد الله إلى الحسبة ليكتب تقريراً عن طبقات أصوات الباعة هناك ..؟؟

لستُ متفائلاً يا صديقي ..فأنت ماسك الأمور جد و جد الجد و تعتقد بأنهم سيلتفتون إليك ..و كل ما أخشاه أن أراك بعد قليل ( ناقع شهادتك عشان تشرب ميّتها ) ..

مبروك ..لأنك حاولتَ وما زلت تحاول ..


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   كامل النصيرات   جريدة الدستور