تنشط الصحافة الورقية في تطوير وتحديث مواقعها الالكترونية لمواكبة الخبر واللحظة الكونية التي تتطلب سرعة وصول الاخبار والاحداث وكأن الخبر قد طاله او تناولته لعبة العصر الحديث في خدمة التوصيل المجانية اسوة بباقي السلع والخدمات ، فخدمة الرسائل الاخبارية هي في واقع الامر"ديلفري"تمارسه مؤسسات الاخبار وتسعى لان يصل الخبر طازجا وساخنا ، وربما هذا الفضاء الحر في الاخبار قد اغرى البعض في اصطياد الخبر مما قلل من نسبة السبق الصحفي او اضاع لوهلة صاحب السبق فبضع ثوان كفيلة بان يتصدر الخبر كل الشاشات على الشبكة العنكبوتية دون نسبه الى صاحب السبق وهذا خلل مهني ينبغي تصويبه لاكثر من سبب اهمها حق ملكية السبق الصحفي نفسه بوصف السبق غاية يسعى اليها الصحفي ووسيلة الانباء التابع لها وبغياب عوائد السبق الصحفي تتضرر المؤسسات والزملاء انفسهم فما تأخذه اليوم دون رده الى صاحبه سيكون سلوكا تدفع ثمنه لاحقا اذا كنت صاحب سبق .

وهذا ما التفت اليه الزملاء وسيكون محور اجتماعهم اليوم _ اقصد اجتماع ناشري المواقع الاخبارية - في خطوة ستزيل شوائب كثيرة تطال تجربة المواقع الاخبارية التي بدأ البعض بالغمز من قناتها في اعادة اجترار للهجمة على الصحافة الاسبوعية تسعينيات القرن الماضي ، ولكن الزملاء ناشري المواقع الاخبارية وفي معظمهم ناشري الصحف الاسبوعية التفتوا مبكرا لهذا الامر مستفيدين من تجربة الامس ، وكان الاجدي بمن ينتقد المواقع الاخبارية ويؤلب عليها ان يحاول مساعدة هذه التجربة الجديدة والمهمة في سوق المهنة ، بالنصح والنقد وبالدعم ان توفر ، بدل محاولة اجهاضها وتحويل الدعم الى اهداف وافكار لن تدفع عجلة الاصلاح والتحديث والتطوير بنفس السرعة والسوية التي يمكن ان تدفعها المواقع الاخبارية ، فسرعة الوصول والتواصل في هذه المواقع مع الناس اغرت الصحف اليومية في الاستفادة من الخدمة التفاعلية ولا ابرز من ذلك من مشاركة جلالة الملك بالتعليق على موقع الدستور ومشاركات جلالة الملكة الدائمة على الشبكة العنكبوتية .

المواقع الاخبارية نقلة نوعية في سوق المهنة الصحفي واستطاعت بعض المواقع ان تكون قبلة القراء قبل اي وسيلة اخبار اخرى وخطوة التلاقي المقبلة بين ناشري المواقع لتصويب المسار والاستفادة من الخبرة التي تراكمت عندهم ستفرز دون شك واقعا مهنيا لن يتجاوزه احد بعدم الدعوى او المشاركة وستخرج المواقع الاخبارية اكثر قوة ومتانة بعد ان راجعت واقعها وبدأت برّص صفوفها بإزالة الشوائب اولا وهي شوائب مبررة في بداية التجربة ودخول القارئ على خط المشاركة والتفاعل ، والاجدى بالجميع انتظار مخرجات لقاء المواقع ودعمه بالنصيحة والنقد الهادف والزملاء جميعا موقنون بأنهم جزء من مهنة لها تقاليدها وشأنها وهم على قدر هذه المسؤولية .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   عمر كلاب   جريدة الدستور