عمر العبسو
أ – عبد الله عزّام : من الميلاد إلى الاستشهاد .المجاهد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله تعالى فقيه الجهاد ، و الداعية الإسلامي المشهور ، والشهيد الذي روى بدمه ثرى أرض الجهاد . مولد الشهيد، ونشأته : ولد الشهيد عبد الله يوسف عزام في فلسطين ( سيلة الحارثية ) من أعمال مدينة جنين سنة 1941 م ، و قد درج على أرض القرية ، فشبّ ، و ترعرع في أحضان أسرة ريفية متدينة ، ونشأ في كنف والديه يسهران عليه ، و يقومان برعايته وتربيته . دراسته : ثم تلقى علومه الابتدائية ، والإعدادية في مدرسة القرية ، وبدأ دراسته الثانوية في ثانوية جنين ، ثم أكمل دراسته في معهد خضورية الزراعية في مدينة طولكرم، وحصل على شهادتها بامتياز عام 1959 م ، وقد كان الشيخ الشهيد رحمه الله يهيء نفسه ، ويعدها إعداداً إيمانياً ، فكان ملازماً لتلاوة القرآن ، كما كان ملازماً لمسجد القرية يعطي الدروس الدينية كذلك فان الشهيد تربى في حضن الدعوة الإسلامية ، وعلى أيدي بعض رجالاتها في مدينة جنين في الضفة الغربية ،ولازم الأستاذ الداعية شفيق أسعد ، وحضر في مركز جماعة الإخوان دروساً للأستاذ فريز جرار ، وخرج معه للدعوة ، وكان كثير المطالعة في كتب الإمام البنا ، وسيد قطب، ومحمد قطب ، وعبد القادر عودة ، وكأن الله عز و جل كان يعده لأمر جلل .عمله و مواصلة دراسته الجامعية : بعد أن حصل على شهادة خضورية الزراعية بدرجة امتياز ، تم تعيينه معلماً في قرية أدر منطقة الكرك - جنوب الأردن - في مطلع الستينات ، ثم نقل بعد ذلك إلى مدرسة برقين في الضفة الغربية ، و قد تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق ( كلية الشريعة ) ، و نال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً عام 1966 م ، وكان هناك قد التقى مع بعض علماء الشام أمثال الدكتور محمد أديب الصالح ، و بأبي الفتح البيانوني ، كما تعرف على مروان حديد المشهور بعداوته للطواغيت ، وجهاده لهم ، ثم عاد الشيخ الشهيد إلى عمله في مدرسة برقين . زواجه :وكان زواجه سنة 1965 م فقد اختار شريكة حياته ( أم محمد ) و هي من بيت محافظ على الدين تربت على يدي والدها الذي هاجر من قرية ( أم الشوف ) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود إلى قرية ( سيلة الحارثية ) ، و قد سكنوا فترة وجيزة في بيت أهله ، ثم ارتحل والدها مع عائلته إلى قرية ( دير الغصون ) في منطقة طولكرم ، وقد طلب الشيخ الشهيد من والده ووالدته أن يجهزوا هدية ، ثم انطلقوا إلى دير الغصون ، وتمَّ بفضل الله عز وجل عقد القران ( الزواج ) بينهما ، ومن هذا الزواج المبارك الذي تم بين الشيخ عبد الله عزام و شريكة حياته التي أنجبت له خمسة ذكور : محمد نجله الأكبر الذي ذهب إلى ربه شهيداً مع والده و عمره 20 سنة ، و حذيفة ، و إبراهيم الذي اختاره الله شهيداً مع والده و عمره 15 سنة ، و حمزة ، و مصعب ، و من الإناث أنجبت منه : فاطمة ، و وفاء ، و سمية . جهاده في فلسطين :عندما سقطت الضفة الغربية و قطاع غزة بيد اليهود عام 1967 م كان شيخنا لا يزال على
أرض فلسطين ، وقد حاول مع مجموعة من الشباب من أهل القرية أن يقفوا في وجه الدبابات الإسرائيلية التي اجتاحت الضفة الغربية ، و لكن ماذا تفعل مجموعة من البنادق الانجليزية القديمة في وجه الدبابات الحديثة فكانت نصيحة ضابط المخفر آنذاك لهؤلاء الشباب أن يعودوا إلى ديارهم حتى لا يسحقوا تحت جنازير الدبابات اليهودية ، وبالفعل عندما أطلق هؤلاء الشباب بعض الطلقات من رشاش كان مع واحد منهم ، والتي لم تؤثر على دهانها عاود الشباب ، وأخذوا بنصيحة الضابط ( عداوة الشهيد لليهود ) بعد الاحتلال اليهودي للضفة الغربية والقطاع بأسبوع خرج الشيخ ماشياً على الأقدام ومعه مجموعة من الشباب بينهم رجل كبير من أهالي القرية ، و بينما هم يتحركون باتجاه الشرق وفي منتصف الطريق اصطدموا بدورية عسكرية إسرائيلية فاستوقفتهم ، و قام أحد الجنود بتفتيش الأخوة ، و كان الدور ينتظر الشيخ الشهيد فلما مد الجندي يده في جيب الشيخ أمسك بيد الجندي حتى لا يقع المصحف الصغير الذي كان يحمله بيد اليهودي ؛ لأن الكافر لا يجوز لنا أن نمكنه من المصحف ، فرجع الجندي اليهودي إلى الوراء ، وسحب أقسام البندقية ، وأراد أن يقتل المجموعة و من ضمنهم شهيدنا فتشاهد الشيخ الشهيد وتقدم الرجل الكبير الذي يرافقهم يرجو الجندي أن يطلق سراحهم قائلاً له : إنهم أبنائي ، و تدخل أحد الضباط اليهود الذي دار بينه و بين الجندي محاورة أسفرت عن إطلاق سراحهم ، ثم تابع الشيخ الشهيد سيره باتجاه الأردن حتى وصل إليها، وقد تعاقد مع التربية والتعليم في السعودية لمدة سنة، رجع بعدها إلى الأردن، وكان العمل الفدائي قد ظهر على الساحة الأردنية . تحريض الشهيد الشباب على قتال اليهود : رجع الشيخ الشهيد من السعودية إلى الأردن سنة 1968 م، وكان رحمه الله يرى أن السيف أصدق أنباء من الكتب، وأن الكلمة لا بد أن يرافقها السيف، وأن الأمم لا تعترف بالضعفاء فالشطر الأول من عمره قضاه على أرض فلسطين دون أن تتاح له فرصة استعمال السلاح، وهو يدب على أرضها نظراً لدخول قضية فلسطين الإسلامية إلى
المحافل الدولية وللجمود والركود الذي واكبها بين سنة 1949 - 1967 م ولذلك عاودت فكرة التدريب واستعمال السلاح للوقوف في وجه اليهود تداعب أفكار الشيخ الشهيد، وكيف يهدأ له بال آنذاك، وهو يرى حثالة اليهود تسرح على أرض فلسطين، وتدنس مقدسات المسلمين فحرض الشباب، واستنهض هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود، وقد اتخذ الشيخ الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمالي الأردن كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ )، وكان الشهيد أميراً لقاعدة بيت المقدس للانطلاق منها إلى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين، وقد صدق في شهيدنا وحبه للجهاد على أرض فلسطين قول الشاعر، وهو يقول : فلسطين التي تهوى و فيها كانت السلوى و قد حاربت أعداها و كنت السيد الأقوى و عنكم أجمل الأخبار ما زالت بها تروى تودعكم بفيض الحب تشهد فيكم التقوى أهم المعارك التي شارك فيها : و قد اشترك الشيخ في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من أهمها : أولاً : معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع إخوانه و التي يجرح فيها أبو مصعب السوري، وقد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي . ثانياً : معركة 5 حزيران 1970م، وقد اشترك فيها ستة من المجاهدين كان من بينهم أبو إسماعيل ( مهدي الإدلبي ) الحموي، وإبراهيم ( بن بلة )، وبلال الفلسطيني في أرض مكشوفة تصدوا لدبابتين وكاسحة ألغام، وكان
موشيه دايان وزير الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلاً كندياً وآخر أمريكياً ليطوف بهم على الحدود ويريهم أن العمل الفدائي قد انتهى، وإذا بجند الله يخرجون لهم كالجن المؤمن من باطن الأرض، وانهالت القذائف، وجرح الصحفيان، واعترف اليهود باثني عشر قتيلاً من الجنود والضباط ولكن قتلى الأعداء كانوا أكثر من هذا بكثير، وقد استشهد ثلاثة من الإخوان في هذه المعركة لكن ما جرى في أيلول 1970 م حال دون مواصلة الشيخ، وإخوانه، الجهاد على أرض فلسطين، وأغلقت الحدود، ولم يتمكن هؤلاء المجاهدون من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين وإلا لأذاقوا اليهود ويلات المعارك التي كانوا يصلون بها اليهود جهاراً نهاراً . عودة الشهيد إلى العلم والعمل :كان الشهيد - رحمه الله - يجاهد بسلاحه وقلمه، وقلما تجد له نظيراً في هذا العصر، لذا فقد كان وهو في قواعد الشمال قد انتسب إلى جامعة الأزهر، ونال شهادة الماجستير في أصول الفقه سنة 1968م حيث عمل بعد ذلك محاضراً في كلية الشريعة في عمان 1970 - 1971م، ثم أوفد إلى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه، وقد حصل عليها في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى 1973 م، وفي مصر وجد الشيخ لنفسه مهمة جهادية أخرى هي مد يد المساعدة لأسر المعتقلين من الإخوان على الرغم من مضايقة المخابرات المصرية له . لما عاد الشيخ عبد الله عزام إلى الأردن عمل مسؤولاً لقسم الإعلام
بوزارة الأوقاف، فكان له الفضل في تنشيط المساجد والوعاظ حيث طعم القسم بطاقات شابة قادرة على الدعوة، وأصدر نشرات لنشر الوعي الإسلامي . ثم عمل مدرساً في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة ) من سنة 1973 - 1980 م حيث تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد إلى ربه و الذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل الاحتلال عن رقاب أمة الإسلام في فلسطين، كان الشيخ في هذه الأثناء على اتصال دائم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن طريق اتحاد الطلبة المسلمين حيث كانوا يوافونه بأخبار الجهاد أولاً بأول . وكان يعد الشباب الذين لديهم التصاريح، ويستطيعون الذهاب إلى فلسطين، ويرسلهم بعد الإعداد وينصحهم بأن يبقوا في فلسطين، وينضموا إلى المجاهدين هناك، وكان كثيراً ما يجمع التبرعات أثناء جولاته في المدن العربية باسم الجهاد في فلسطين، ويدعو الله دائماً أن يجعل له سبيلاً وطريقاً للجهاد في فلسطين من أجل تحرير مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . كان الشيخ عبد الله عزام شخصية فريدة من نوعها، وقد استطاع أن ينشر أفكاره في صفوف الطلبة والطالبات في مختلف كليات الجامعة . ولكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن، فصدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من الجامعة الأردنية عام 1980م ... خروج الشهيد من الأردن : بدأ الشيخ يبحث عن مكان آخر للدعوة فغادر إلى السعودية حيث عمل مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981م، ولكنه لم يطق البقاء هناك فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الإسلامية الدولية في إسلام آباد في الباكستان ليكون قريباً من الجهاد الأفغاني، فانتدب للعمل فيها سنة 1981م .رجع الشيخ في نهاية عام 1983 إلى جدة من أجل تجديد فترة الانتداب، فوجد إدارة الجامعة قد أنزلت له برنامجاً حتى يدرس فيها، ورفضت الجامعة تجديد عقد الإعارة لحساب الجامعة الإسلامية في إسلام آباد، فقدم الشهيد استقالته . وتعاقد مع الرابطة 1984م، وعاد مستشاراً للتعليم في الجهاد الأفغاني وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة، وقال : هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد، وهناك في بيشاور بدأ العمل الجهادي حيث قام سنة 1984م بتأسيس مكتب الخدمات الذي كان يوجه الأخوة العرب لخدمة الجهاد الأفغاني، وكان لهذا المكتب نشاطات تعليمية وتربوية وعسكرية وصحية واجتماعية وإعلامية كثيرة في كل أنحاء أفغانستان تقريباً . الشهادة :استشهد المجاهد عبد الله يوسف عزام في مدينة بيشاور حيث كان يقطن مع عائلته وهو متوجه بسيارته مع ولديه محمد، وإبراهيم للصلاة في مسجد سبع الليل في 24 / 11 / 1989م، وشعر المشيعون برائحة المسك تنبعث من دمه، فراحوا يغمسون أيديهم في دمه، ويلطخون بها وجوهم تبركاً به . مؤلفاته :العقيدة وأثرها في بناء الجيل . -12- الإسلام ومستقبل البشرية .3- السرطان الأحمر .4- آيات الرحمن في جهاد الأفغان .5- المنارة المفقودة .6- الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان .7- الحق بالقافلة .8- في الجهاد آداب وأحكام .9- عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر .10 – جهاد شعب مسلم .11- بشائر النصر .12- حماس : الجذور التاريخية والميثاق .13- كلمات من خط النار الأول – ج 1 .14 – جريمة قتل النفس
المؤمنة .15- في خضم المعركة – 3 ج . مجموعة محاضرات مسجلة على أشرطة كاسيت تزيد على (300) شريط. مجموعة محاضرات مسجلة بالفيديو كاسيت تزيد على (50) محاضرة. مجموعة مقابلات صحفية نشرت في عدد من الصحف والمجلات. عشرات المحاضرات التي ألقاها في عدد من البلدان العربية والأجنبية في أثناء جولاته من أجل الجهاد . مئات المقالات التي كتبها في الصحف والمجلات وخاصة مجلة الجهاد، ونشرة لهيب المعركة التي كان يصدرها في بيشاور . مجموعة من الكتب لم تطبع بعد :لقد صبر الشهيد على الظلم، ولكنه وقف كالطود الشامخ لا يحني هامته إلا لله العزيز القهار، وآثر الأفعال على الأقوال، وآثر الجهاد على القعود، آثر الجهاد على البريق الخادع والمناصب الكاذبة التي تجذب أصحابها إلى الأرض ولهذا كانت كلماته النورانية تعبر أصدق تعبير عما كان يجول في خاطره، حيث كان يقول : ( أيها المسلمون : حياتكم الجهاد، و عزكم الجهاد، ووجودكم مرتبط ارتباطا وثيقا بالجهاد .أيها الدعاة : لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم، وأبدتم خضراء الطواغيت والكفار والظالمين . إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر بدون جهاد وقتال ودماء وأشلاء هؤلاء واهمون لا يدركون طبيعة هذا الدين ) . حسن اختيار الشيخ لطريقه :وحين اختار شهيدنا درب الجهاد والبقاء في أرض الجهاد، فقد اختار درب الشهادة ، ودرب العزة ودرب الكرامة، وليس غريباً على صاحبنا أبي محمد أن يسير في طريق الشهادة، ولكن الغريب هو أن لا يسير على نفس الطريق، ولذلك حين استشهد فقد نال ما حرص على نيله طيلة حياته، فقد رسم لنفسه طريق الأوائل وسار على هذا الدرب، وأبى إلا الجهاد، فقد ترك المناصب، والأموال، والمتاع الدنيوي، ووجد راحته، فقد كان يشعر، وهو يجاهد هناك على القمم الشامخة في أفغانستان بأنه يقضي أسعد لحظات عمره : خيرت فاخترت المبيت على الطّوى لم تبن جاهاً أو تلمَّ ثراءَرسم شهيدنا لنفسه الطريق وأحسن الاختيار، وقليل هم الذين يحسنون اختيار ميتتهم، وكان شهيدنا من هذا القليل، فطريق الشهادة حليته العلماء، العلماء الذين إذا عملوا بعلمهم فلن تجدهم إلا في ميادين القتال، فميادين العلماء العاملين هي ميادين الجهاد، هذا واقعهم الحقيقي فعناوينهم حيث الدماء تسيل، والقذائف تتساقط كالغيث، فإذا أردت أن ترسل برقية لأبي محمد وأمثاله من أهل العلم، فلن تجد عنواناً لهم إلا حيث الجهاد، والقتال، وعمل الخير ..ويقول مخاطباً أبناء الحركة الإسلامية وقادتها : الجهاد ضروري للحركة الإسلامية، إذا استمرت في أخذ العلم دون التعامل معه فإنه يؤدي إلى قسوة القلوب، وقلة التقوى وضعف الإيمان وتفقد الحركة مصداقيتها : ( فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ) . ويقول موصياً دعاة الإسلام : يا دعاة الإسلام : احرصوا على الموت توهب لكم الحياة، ولا تغرنكم الأماني، ولا يغرنكم بالله الغرور، وإياكم أن تخدعوا أنفسكم بكتب تقرؤونها وبنوافل تزاولونها، و لا يحملنكم الانشغال بالأمور المريحة عن الأمور العظيمة . ويقول مخاطباً المسلمين عامة : إن الجهاد هو الضمان الوحيد لحفظ الشعائر و بيوت العبادة " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " أخلاق، ومناقب الشهيد :كان الشهيد رحمه الله يتمتع بخصال ومناقب كثيرة ولكن الاقتصار على بعضها يدل على الكثير منها، فقد كان رحمه الله منارة هداية للسائرين، وقلعة جهاد يتحصن بها الشباب المسلم في سائر أنحاء المعمورة، ولا بد من توضيح بعض سمات شخصيته التي كان يتمتع بها رحمه الله .أولا : الشجاعة والحماسة: كانت هذه السمة هي الغالبة على شخصيته رحمه الله، فقد طرق الدعاة أبواب الدعوة فوجدوه قلعة حصينة من قلاعها وعندما تحدث الناس عن الجهاد وجدوه
علما بارزاً من أعلامه، ولقد كان آخر مقالة كتبها الشهيد قبل استشهاده بعنوان " الأسود الجائعة " تحدث في مقدمة المقال عن الشجاعة وأن عمادها القلب، وأن القلب إذا امتلأ بالإيمان فإنه يعود لا يخشى أحداً إلا الله، ولا يخاف من الموت بل يقبل على الموت في ساحات الوغى بشكل منقطع النظير .و لقد وجدنا هذه الصفات قد انطبقت على شهيد الأمة الإسلامية فشجاعته في المعركة ليس لها نظير، فلم يكن يرضى إلا أن يتقدم الخطوط الأمامية للعدو مع حرص المجاهدين عليه دائماً ومحاولتهم إقناعه أن لا يتقدم إلى الأمام خوفاً عليه، ولقد شهدت له أرض أفغانستان في جاجي ( المأسدة )، وقندهار، ففي قندهار اخترق الصفوف في منطقة سهلية حتى وصل إلى بعد 1500 م من مواقع الشيوعيين .كان الناس يعتكفون العشر الأواخر من رمضان في المساجد أما الشهيد فقد اعتكف السنوات الماضية العشر الأواخر من رمضان في ساحة المعركة ( جلال آباد )، وكان على أبوابها يبعد عن العدو عدة كيلومترات، وهو يبوأ للمؤمنين مقاعد القتال . وقد كان لشجاعة الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) الأثر الكبير في شخصية الشهيد، يقول الصحابة رضوان الله عليهم : ( كنا إذا اشتد البأس، وحمي الوطيس اتقينا برسول الله " صلى الله عليه و سلم " وإنه ليكون أقربنا إلى العدو كان الشهيد يعبر عن السعادة الغامرة التي تملأ قلبه وهو يحيا هذه الحياة الجهادية حيث يقول : ( ما أجملها من أيام تقضيها بين المجاهدين كل واحد ارتقى إلى قمة الجبل مرابطاً وراء سلاحه ..حتى إذا جنّ الليل لا تسمع منهم إلا صوت التكبير يقطع صمت الظلام الساجي . ثانياً : الزهد و البعد عن الترف : و حسبك في هذا أنه ترك الدنيا، وطرحها على عاتقيه، وأقبل على الجهاد والاستشهاد حتى نال الشهادة .ويوم أن قاتل على أرض فلسطين بعد سنة 1967 م ترك الوظيفة، وآثر أن تسكن زوجته وأولاده الثلاثة في غرفة واحدة تكاد أن تكون مظلمة بلا تهوية، ولا مطابخ و لا حمامات، وحسبك في زهده أنه ترك العمل في الجامعة الإسلامية ( إسلام آباد ) ، وتفرغ للجهاد عندما شعر أن هذه الوظيفة تعيقه، وتعرقل سير جهاده .ثم أنه غادر الحياة الدنيا تاركاً الله ورسوله لعياله، وكان بإمكانه أن يكون صاحب الثراء والمال الوفير، وقد خرج من الدنيا دون أن يأخذ منها شيئاً، وقدم إلى ساحة الجهاد بنفسه وماله وعياله، ووظف كل ما يملك لصالح الجهاد، وهو في هذا يسير على نهج رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كما روى الإمام أحمد بسند صحيح : ( أن رسول الله ما ترك ديناراً و لا درهماً و لا شاة و لا بعيراً ) المسند برقم 2724لقد جاءه بعض محبيه وقد خاف عليه أن يقتل يومها ( يوم مؤامرة جنيف على الجهاد ) و عرض عليه منصباً بأن يصبح مديرا لجامعة إسلامية حتى يحميه من تلك المؤامرة، ولكن الشهيد آثر أن يعيش كما عاش رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ، روى الترمذي بسند حسن أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال : ( عرض عليّ ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : لا يا رب، بل أجوع يوماً و أشبع يوماً، إذا جعت تضرعت إليك ودعوتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدت و لو أراد الشهيد الدنيا
لنالها، وقد أقبلت عليه طائعة بزينتها ولكنه كان يمقت الترف وآثر حياة الجهاد على التقلب في أطراف النعيم، ولقد كان رحمه الله يعتبر الزهد من أعمدة الجهاد .ثالثاً: حلمه و صبره : وكيف لا يصبر وهو يعتبر الصبر أحد أعمدة الجهاد، والصبر من طبيعة الجهاد، ولا يمكن أن يكون هناك جهاد دون صبر، وقد شاء الله أن انكفأ قدر مرق ساخن بما فيه على يد ابنه الصغير مصعب وإذا بالبيت يرتبك، فقال لهم الشهيد بهدوء : ( سبحان الله إن بيوت الأفغان لا تخلو من عدة مصائب فأحياناً تجد البيت فيه مأتماً ، وقد شوه وجه ابنه أو قلعت عين ابنته وهذا قطعت يده أو رجله وهم مع ذلك صابرون محتسبون ) وإذا بالبيت فجأة يلفه الصمت، ويرضون جميعاً بقضاء الله . وقد حاول الظلمة في الأرض محاصرته ولكنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى هذه القمة السامقة التي تعيش فوق ذروة سنام الإسلام فماذا فعلوا ؟ وجهوا سهامهم، وحركوا أذنابهم ليتناوشه الأعداء من كل جانب وليطلق المنافقون ألسنتهم بالسوء في محاولة لتشويه سمعته ولكنه صبر، واحتسب ذلك عند علام الغيوب، وكان لسان حاله يقول كما قال الشاعر : ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ، ونيل المنىفإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدا ويوم أن كشر أهل النفاق عن أنيابهم، وبدأت الأشرطة المسموعة والمنشورات تكتب ضده لتشويه سمعته، قال له بعض الأخوة : ( لو أنك ترد على هؤلاء ؟ ) فقال رحمه الله : ( والله ما عندي وقت أن أقرأها فضلاً عن أرد عليها ) لقد وكل أمره إلى الله، وكان لسان حاله يقول كما قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عندما شجّ وجهه يوم أحد، وانكسرت رباعيته، فقال له أصحابه : ( لو دعوت عليهم ؟ ) فقال عليه السلام : ( إني لم أبعث لعاناً ، و إنما بعثت رحمة ) ثم قال : ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) رواه البخاري مختصراً / انظر شرح الكرماني برقم 3237 كتاب بدء الخلق .و ما رؤي الشهيد في حياته منتصراً لنفسه، ولكنه كان إذا انتهكت حرمات الله يغضب، و يحمر وجهه، ولقد تخلق في هذا بخلق الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) يقول بعض أصحابه ومنهم علي بن الحسن : ( ما رأيت رسول الله " صلى الله عليه و سلم " منتصراً من مظلمة ظلمها قط ما لم تكن حرمة من محارم الله وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ) رواه مسلم انظر شرح النووي 15/84 - 85 كتاب الفضائل .رابعاً : التواضع : كان الشهيد رحمه الله على علو منصبه وشهرته ورفعة
رتبته من أشد الناس في هذا العصر تواضعا وأبعدهم عن الكبر، وكان الناس يقولون عنه : هذا الدكتور يختلف عن جميع الدكاترة الذين يحملون الشهادات، وكان بعضهم يقول : إنه رجل شعبي كان وهو في الجامعة يجلس مع طلابه ، ومريديه يعلمهم، وينهلون منه المعرفة والعلم و الخلق القويم، وهم لا يشعرون بفارق بينهم وبينه، وكان عندما يذهب إلى الجبهات أو إلى مخيمات التربية الإسلامية داخل أفغانستان يقول للأخوة : عاملوني أنا وأولادي كما تعاملوا أي واحد منكم . و كان هذا منتهى التواضع منه وكيف لا وقد اختار حياة الجهاد، وهي أصعب عبادة وأشقها على النفس، ورفض أن يتقلد أعلى المناصب الرفيعة . شخصية الشهيد عبد الله عزام في الشعر الإسلامي المعاصرشخصية القائد المجاهد الشيخ عبد الله عزام شخصية جامعة، فهو كاتب، ومفكر إسلامي مرموق، وداعية حركي، وخطيب مصقع، ومتكلم مفوه، شجاعته أصبحت مضرب المثل، يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، كتب، وحاضر، وجاهد بالسيف والقلم، فكانت الكلمة الصادقة خير سند للرصاصة الفاتكة ، وختم الله له بالشهادة، وحقق مراده، ففاز بالسمعة الحسنة في الدنيا، والنعيم والرضوان في دار الخلود . كان عبد الله عزام من أعلام الدعوة والجهاد المعاصرين، الذين ربطوا الأقوال بالأفعال، وكان من الأوائل الذين ارتبطوا بجماعة الإخوان المسلمين، وأرسوا قواعد الحركة الإسلامية في منطقة جنين . وكان له دور في تربية جيل من الشباب والفتيات في الجامعة الأردنية .ولقد حظيت شخصيته بثناء العلماء، ومديح الشعراء، وبين يدي الآن أكثر من خمسين قصيدة في رثائه، ولم أقرأ إلى الآن من وجه له النقد والتجريح، فهو جبل أشمّ لا يناطح .أعزام لك الأشواق تترى :فها هو الشاعر الإسلامي ( أسامة الأغا ) يكتب عدة قصائد في رثاء الشهيد عبد الله عزام – رحمه الله - ، جاء في مطلع القصيدة الأولى :أعاذلتي ألا لا تعذلينا دعينا ننقش الذكرى دعينادعينا والربى ترثي المعالي وفي ذكراه نذكره أنينامضت خمس من الأعوام حزنا فبات الكون مكلوما حزيناويتذكر الشاعر الشهيد بعد مضي خمس سنوات على وفاته، ويصور هول المصيبة التي وقعت، ويطلب من العذال أن يكفوا عن اللوم والعتاب فعلى مثل عزام فلتبك البواكي :ذكرنا الشيخ عزاماً وإنا نسيل لذكره الدمع الهتونا وبات الخطب صاعقة وربي على نفس الأباة المؤمنيناأعاذلتي ألا فلتهجرينا عتابك زاد في القلب الشجوناأقلي اللوم يا سمراء إنا نتوق لذكر قائدنا حنيناأيمضي العام دون هطول دمع يكحل ماؤه منا الجفونافسال الدمع مدراراً غزيراً فخضل دمعنا تلك العيوناويتسلح الشاعر بالأمل، ويتطلع إلى الفجر القادم، فيقول :ولا ندري أبعد مغيب شمس يؤوب الفجر مبتسماً حنوناأعاذلتي قضى عزام يوماً أعد له أعادينا الكميناليلقى الله في ساعات طهر ويرفع للعلا ذاك الجبيبنافودعنا وأدمى كل قلب لتبكيه الخلائق أجمعيناويستخدم الحكمة، التي تناسب موضوع الرثاء، فيقول :وسيف الموت يقطع كل وصل ويقطع موتكم فينا الوتيناوثغر المجد مبتسم الثنايا وحبل النصر قد أضحى متيناأعاذلتي كفى بالله لوما وليني في عتابك أو دعيناألا تدرين أن خطاه كانت تحب الساح بل تهوى المنوناأحب الله كان له خليلا أحب نبي أمتنا الأميناأحب سلاحه لجهاد كفر كتاب الله يملؤه سكوناوللإسلام في دمه ضياء له الإسلام نبراساً ودينالقد أحب عبد الله عزام دينه ورسوله والجهاد في سبيل الله، وضحى بروحه من أجل الإسلام، فصار نبراساً يحتذى به :أعاذلتي ألا تدرين أنا تعلمنا البسالة من أبينابلى عزام والدنيا جميعاً ونفخر أنه كان الرزينايداه تجود بالخيرات دوماً
معيناً في محاسنه .. معيناوكان لنا شموعا في الدياجي وكان الركن بل كان الركيناوكان حماسه قنديل عز شجاعته قد امتلأت يقيناأعاذلتي ذكرنا كل حر أبى الإقدام أن يبقى سجيناقضيت .. قضيت يا عزام حقاً رحلت رحلت قد زدت الأمينابنو عزام هذا عهد صدق لقد قمنا وأقسمنا اليميناأعزام لك الأشوق تترى شغلت قلوب أمتنا سنيناوإنا إن نسينا هل سننسى أسود الله يحمون العرينا؟عظم المصاب :وكتب الشاعر (أسامة الأغا ) قصيدة ثانية بمناسبة استشهاد عبد الله عزام، يقول في مطلعها :عظم المصاب وزادت الالآم وهجرتنا يا شيخ يا "عزام"وتوالت الأحداث تترى للورى الموت خطب ... والخطوب جسام يا حزن قلبي بعد فقد أميرنا في القلب جرح قد رمته سهاملقد كان فقد الشهيد مصاباً عظيماً، وخطباً جسيماً، ويعلن الشاعر حزنه على رحيل الأمير الذي خلَّف في قلبه جرحاً لا يندمل، لقد فقد الشعر لذته بعد رحيل الإمام، وماذا عساها تكتب الأقلام بعد رحيل أمير السيف والقلم :أو بعد فقدك هل لشعري لذة أم بعد فقدك للأديب كلامكم من شهيد قد رثيت وفاته أوبعد فقدك تكتب الأقلام؟هذي المصائب قد كوت من فتألمت صلب بها وعظاموحدائق الدنيا أتاها صاعق فزهورها نار بها وضراموالطائر الرفاف فوق غصونها رفض الغناء ، فماتت الأنغاملقد حزنت الطبيعة ، وبكت على فقد الإمام فها هي الحدائق أحرقت نار المصيبة أزهارها، وتوقفت الطيور والبلابل عن التغريد، وعزفت أشجى الألحان، أما أنصار الشيخ وأحبابه، فأصبحوا كالأيتام على مأدبة اللئام :إني أرى الأنصار إثر غيابه وكأنهم من بعده أيتامجمعتهم ورحلت من ساحاتهم فاغتمت الوديان والآكامفلفقده حزن الورى .. وبموته رحل الأمير القائد المقداممن للمنابر يعتلي صهواتها قد غاب عنها قائد وإمامإنه عملاق الجهاد ، وصاحب العزيمة الجبارة والإرادة الصلبة ، لا يطاوله أحد ، ولا يكافئه قائد ، فهو الشجاع الذي علم الأجيال بأن الجهاد هو السبيل ، وبدونه آمال المسلمين ما هي إلا أوهام :قد كان كالعملاق في عزماته والآخرون بقربه أقزامبعزيمة أبت الخنوع لظالم وشجاعة شهدت لها الأعوامعلمتنا أن الجهاد سبيلنا وبدونه آمالنا أوهاملا .. لا تلمني إن حزنت لفقده أو إن بكيت فما علي ملاميا زائراً قبر الشهيد بقرية نامت بحضن ترابها الأعلامبلغ بها بطلاً عظيماً أننا من بعد فقدك يا أمير عظامإن المنايا قاسمت أرواحنا قسم مضى، وتخلفت أقساميا قلب فاصبر فالحوادث جمة إن الحوادث كلها إيلامعظم البلاء بنا ولكني أرى أن الثبات على البلا إكراموعزاء الشاعر الوحيد أن الشهيد عبد الله عزام مضى على نفس الطريق الذي خطه الإمام الشهيد حسن البنا، وسار عليه من بعده الشهيد كمال السنانيري، وسيد قطب، وحزام ..وغيرهم من الشهداء الأبرار :وعزاؤنا أن الرحيل لجنة فيها نعيم دائم وسلاموعلى طريق الشيخ غابت نخبة "حسن" "كمال" "سيد" و"حزام"فإلى متى يلهو الطغاة بساحنا وإلى متى يتتابع الإجرام؟وإلى متى قل لي بربك يا أخي تنهى وتأمر تلكم الأصنام؟!ويؤكد الشاعر أنه لن يهنأ له عيش بعد مقتل الشهيد القائد ، فيقول :أو بعد مقتل شيخنا يحلو لنا عيش الهنا؟ أم هل يطيب طعام؟قسماً بأنا سوف نتبع خطوه مهما طغى وتآمر الظلامقسماً بأنا سوف نهزم جيشهم فجيوشنا فرسانها القسامولسوف ننقم من خيانة غادر أو بعد ذاك عيوننا ستنامإن الجناة وإن طغت أعمالهم وتكبرت واغترت الأجسامفليعلموا أن الحساب لقادم وعلى وجوه الظالمين رغامإني أرى شمس الخلافة أشرقت لا لا تهن ولتمض يا إسلامويعاهد القائد على الوفاء بخطه الجهادي ، ويقسم الشاعر بأن الثأر والانتقام لأولئك الشهداء قادم لا محالة، وأن شمس الخلافة ستشرق من جديد .يا قائد العلماء :وهذه قصيدة ثالثة (في ذكراه الأولى )كتبها الأستاذ ( أسامة الأغا) الذي بقي وفياً لخط الجهاد الذي سار عليه أستاذه الشهيد عبد الله عزام ، يقول في مستهلها :يا شيخناً يا قائد العلماء هذا سلامي
مرسل وبكائيهذا نحيبي من فؤاد نازف قد بات مكلوما من الأرزاءيهدي إليك القلب ألف تحية ممزوجة بمحبتي وحيائيفتحيتي شوق ، وحبي دائم ملئا بصدق مشاعر الشعراءشيخي الحبيب ألا قرأت رسالتي هلا سمعت الآن صدق ندائيلقد بحث المجاهدون بعد رحيل الشهيد عبد الله عزام عن عالم رباني يحمل لواء الجهاد، ويمضي على الطريق ، ويحمي الإسلام ، ويحرس العقيدة ، فلم يجدوا :أنا لست أرسل صرختي لك راثياً لكن حزني ها هنا ورثائيلمعاشر العلماء في أوطاننا لجماعة الخطباء والفقهاءمذ أن رحلت عن الديار وحالنا تشقى لكل مصيبة وبلاءطفنا البلاد نروم شيخاً عالماً يعلي اللواء بقوة وإباءيحمي العقيدة مخلصاً ومثابراً يحكي لنا عن قصة الشهداءقلنا لهم: من للجهاد يقودنا ليرد عنا وثبة الأعداءلكنهم غابوا، وتاه نضالهم حملوا العصا، لكن بدون لواءعلماء أمتنا تفرق شملهم كالجسم بات ممزق الأعضاءوطني الحبيب أما لجرحك عالم يشفي الجراح بمصحف ودعاءويؤكد الشاعر إعجابه بتواضع القائد عزام، وتحليه بخلق الوفاء، ويشكو له حال أوطان المسلمين، وماذا حلّ بهم من محن ونكبات :يا شيخ .. أين الحق إذ تدعو له بتواضع ومحبة ووفاءالحق أضحى في بلادي سلعة للبيع، كالأوطان دون شراءأوطاننا جرح تتابع نزفه حتى غدت كالساحة الحمراءإخواننا قد قتلوا في "الشام" في "كشمير" مهد الجنة الخضراءشيباً وشباناً وأطفالاً وقد ذبحوا بأرض النور والإسراءوبنو يهود تكاثروا بديارنا وأتوا إلينا دون أي عناءجاءوا ألوفاً يحملون كتابهم ومع الكتاب ضغينة الجيناءوغزا البلاد عدونا في بحرنا في جونا في البر في الصحراءفي كل شبر من بلادي مجرم هل للمآقي بعد من إغفاءولكن الأمل لا يفارق الشاعر الإسلامي بالرغم من كل المصائب التي نزلت ، فهو يطرق باب الله الذي لا يغلق ، ويرجوه تفريج الكروب :يا شيخنا عذراً فهذا حالنا هل بعد هذا الحال من سراءندعو الإله بأن يفر ج كربنا ويزيل ما بالناس من بأساءليعود شرع الله يحكم بيننا بكتابنا .. بالسنة الغراءيا فخرنا يا فارس الشهداء يا رائداً لجماعة الغرباءلقد عاش الشهيد متصفاً بأخلاق العظماء، لا يرضى بحياة الذل والهوان :قد عشت عمرك في الدنا متحلياً بخلائق العظماء والكرماءلا ترتضي عيش الذليل فقلبكم يأبى المعيشة في غنى ورخاءفلقد ملكت أعز قلب يرتجى طهرته من آفة الشحناءطهرته من أي حقد قاتل جردته من زلة الأهواءفغدوت تسمو بالفعال وتبتغي أن تنتقى لمدارج العلياءتدعو لنصرة شرعة وعقيدة تسعى لها في موطن الهيجاءتسعى لكي تلقي المهيمن راضياً لتعيش في أمن وفي نعماءقد نلت أمنية سعيت لأجلها فاهنأ بها يا سيد الشهداءإنه سيد الشهداء ، وصاحب القلب الطاهر الذي تحلى بأجمل
الخلال ، ونقى فؤاده من الحقد والبغضاء ، وكان هدفه رضاء الله فحسب :وبنيت فينا صرح عز شامخ أكرم به للدين خير بناءلا زال ذكرك بيننا متوهجاً في سائر الأركان والأرجاءفإذا ذكرت جرت دموعي ثرة هيهات أنسى سيد العلماءما زلت أذكر يا أميري علمكم وعطاءكم في بكرة ومساءما زلت أذكر منك كل نصيحة يا أصدق الوعاظ والنصحاءويحسُّ الشاعر بالفخر والاعتزاز باستشهاد الإمام، ولا ينسى منظر مصرعه، والدماء التي تناثرت أزهاراً ورياحين، فاستنشق الناس رائحة المسك تملأ كل مكان :أنا إن سعدت لفوزكم بشهادة فسعادتي فيها كثير عزائيلكن في قلبي لأعظم غصة هيهات أن تشفى بأي دواءهيهات أنسى يا أميري قتلكم هيهات أنسى منظر الأشلاءفي كل ركن كان لون دمائكم يزهي بنور زاهر وضياءوالريح مسك فاح عطراً زاكياً وكأننا في واحة زهراءوبكى الجميع على فراق أميرهم حتى السماء بكت وأي بكاءحملوك يا شيخي وأنت مضرج بدم زكي طاهر وضاءفي ساحة الشهداء طاب مقامكم يا رائد العلماء والشهداءويبشر الشهيد بأن قادة الجهاد الأفغاني ما زالوا يواصلون الجهاد، وأن المارد الإسلامي قد خرج من القمقم :عزام شيخي في ختام رسالتي أهديك نفح نسائم الأفياءفالمارد الإسلام أصبح شعلة يهدي الورى في سدفة الظلماءوالقادة الأخيار في أفغاننا جمعوا القلوب بوحدة وإخاءومضوا جميعاً تحت قول واحد "الله أكبر غايتي ورجائي"فغدا بلادي سوف تحيا حرة في ظل من ترضى من الخلفاءيا شيخنا أبشر فذكرك خالد لا لم تمت .. بل أنت في الأحياءإلى اللقاء يا حذيفة قبلتي أنهي بها شعري لحين لقاءالقلم تحرك ولساني ينطق :وكتب (أسامة الأغا ) قصيدة (في ذكراه الثانية ) يقول فيها :القلم تحرك ولساني ينطق من نظمي وبيانيبالشعر أسري عن نفسي كي أطفئ لاهب أحزانيفالحرقة ليس لها دافع والعبرة ليس لها مانعففراقك يا شيخ عظيم فالرزء على قلبي فاجع"عزام" القائد غادرنا فجيوش الحزن تحاصرنامن يأتي بعدك في رفق يمنحنا النصح ويرشدناالجمع لمثلك يفتقر ولبطل الهيجا ينتظرفمتى يأتينا "عزام" يعلي الإسلام ويقتدرمن يكتب بعدك من أسطر؟ من يخطب من فوق المنبر؟فتشت كثيرا يا شيخي عن مثلك لكن لم أعثرلقد حزن مسجد ( سبع الليل ) على رحيل الشهيد الذي كان يهز المنابر بخطبه الجهادية وحماسته الإيمانية :وأتيتك يا "سبع الليل" فوجدتك مهموما مثليورأيتك تهتف في حزن أين الخطباء؟ أبوا وصليوأنادي أين العلماء؟ هل هم في الدنيا أحياء؟أفكار العالم تحييها تضحية كبرى ودماءقد غاب البطل المغوار فبكته رياض وقفارونعته قلوب
قد عرفت أن الفردوس هو الدارفجزاؤك حور وجنان روح وهناك الريحانعامان علينا قد مرا شوقي للقائك صديانقد كان الفتح له أملا فسعى إن قولا أو عملاكم تاق إليه وكم نادى بين للأمجاد السبلا"عزام" البشرى قد هلت والفرحة في أرضي حلتالنصر قريب يا شيخي فالأسد بأوطاني هبتويخاطب أهل فلسطين، ويعلن شوقه إليهم ، وإلى تلك الربوع الطاهرة، فيقول :وختاماً يا بن فلسطينا أهديك أنينا وحنينافاقبل من نجلك أبياتا قد ملئت صدقاً ويقينامضيت ترد عنا المعتدينا :وكتب الأستاذ ( محمد راجح الأبرش ) قصيدة يرثي فيها الشهيد عبد الله عزام، يقول فيها :مضيت ترد عنا المعتدينا تفدي الحق والنهج المبيناتدافع عن عقيدتنا بعزم وتحمي الدار والعرض المصوناتقول سبيلنا صدق وبذل وتضحية تريع الكافريناورثنا المجد عن قوم أباة وأصحاب كرام طاهريناأجل يا نفس هذا الدين حق وهذا الدرب درب المرسليناالقرآن يوحدنا :لقد وحّد القرآن الأمة، وبنى للمسلمين مجداً باذخاً، وأشاد لهم الدول والحضارات، ويرجع سبب الفرقة إلى الأعداء :كتاب الله وحدنا صفوفا وأعطانا الممالك والقروناولكن الأعادي فرقتنا وبثت في مواطننا الظنونافضاعت يوم غفلتنا بلاد وأصبحنا حيارى تائهيناضياع المسجد الأقصى :وهذه الفرقة وذلك التنازع والشقاق أدى إلى ضعف الأمة وضياع فلسطين حتى اعتدى عليها أجبن الأمم وأرذل الناس ( يهود )، وكثرت المصائب، وطالت الأحزان :فهذا المسجد الأقصى ينادي ويصرخ أين من يحمي العرينا؟وطالت في ليالينا المآسي وأضحت تلهب الجرح الدفيناعلى إسلامنا حرب ضروس ألم تبصر ألم تشهد فتوناففي الأفغان جرح أي جرح شيوعيون جاءوا معتدينايسومون العباد أذى وقهراً وتدميراً وقد جنوا جنونافهب الشعب يرجو الله غوثا ويسأله الشهادة واليقينافأيده المهيمن واصطفاه ليرفع راية ويصون دينافصيحات الجهاد غدت تدوي رجوتك خالقي النصر المبينافلبى كل ذي قلب غيور وعاهد ربه لن أستكيناومنا الصادقون بكل عصر ومنا الأوفياء إذا دعيناويشيد الشاعر بعزيمة عزام الجبارة التي لا تعرف اللين مع أعداء الله، بالإضافة إلى الحصافة والرأي السديد، وقلمه كالسيف يفصل بين الحق والباطل، ولسانه صادق يعبر عن قلب حي مستنير :مضى عزام في عزمات ليث إلى الساحات يستبق المئيناينافح عن قضايانا ويبني يلاقي الكافرين الغاشمينالك الرأي السديد بكل أمر تبصرت الخفايا والخؤونالك القلم الزكي بكل خطب ينير طريقنا حينا فحينالسانك صادق والقلب حي لقد عرف الرسالة والأميناحياتك للورى كانت منارا وكدحك كان نهج العارفيناهنيئاً للشهيد ومن يفدي وطوبى للرجال المخلصينالعمرك ما بكيت أخا كفاح ولكني بكيت الحائريناوأشاد الشاعر برأي الشهيد السديد وفكره الثاقب، وقلمه السيّال، ولسانه الصادق، وقلبه الحي ، ثم يشير إلى زهده في الدنيا، وتمسكه بتعاليم القرآن، والسير في طريق الجهاد الصعب المفروش بالأشواك ، فيقول :أرى الدنيا لقد جاءتك تسعى فقلت لها تنحي لن أهوناهو القرآن منهاجي ونوري قصدت الله رب العالمينافمالك في فؤادي من نصيب صدقت العهد أعطيت اليميناسلكت الدرب مفروشا بشوك ولم تبغ سوى الإسلام دينالواعج أمتي حزت بنفسي وبت حيالها الرجل الحزيناسأحمي شرعة الحق المفدى واسأل بارئي الفتح المبيناسلاحي من عدوي اغتنمه وافترش
الحجارة والغصوناوأقتات الذي ألقاه حينا وأشرب تارة كدرا وطيناولي بين الجبال الشم كهف وغارات تخيف المجرميناخطوط النار تعرفني صبورا وكم شهدت بأني لن أليناويشيد بجهاد البطل، وصبره وإخلاصه، وإصلاحه بين المجاهدين ليبقى الصف مرصوصاً قوياً حتى لاحت بوارق النصر :أخا الأفغان كم أبديت عزماً وكم رابطت محتسباً أميناوكم قدمت في الهيجا أباة صناديداً تصد المعتديناوكم أصلحت بين القوم حتى جعلت الصف مرصوصاً متينابوارق نصرنا بالأفق لاحت وجل الله وهابا معيناشهيد الحق والدين المفدى سلام من شباب مؤمنينالقد عرفوك داعية كبيراً إلى الرحمن قدمت البنيناصحبت إلى جنان الخلد جندا وأبناء أكراما صادقيناوبينت الطريق لكل حي وأرشدت الخلائق أجمعيناهو الإسلام تضحية وبذل فلا نامت عيون الخانعيناالعالم المجاهد الشهيد عبد الله عزام :ونظم شاعر مغمور هو (عدنان أبو الفداء ) قصيدة في رثاء الشهيد المجاهد عبد الله عزام، يستهلها بقوله :من صفنا اختار الإله كرامنا فاستقبلتهم جنة الأبرارفتشت في الإخوان عن أمثاله فوجدته فرداً بغير مجاركرهت دنياي لا يأساً ولا خوراً بل اشتياقاً لما قد هيأ اللهورغبة في لقاء الله خالصة وفي اللحاق بمن فازوا فألقاهسهام الموت روحي فانزعيها فقد أبطأت عن ركب الرجالتأخر موكبي عنهم جميعاً وضاع الوقت في شد الرحالإلى الشهداء حيث تطير روحي إلى الفردوس تخطر في الظلالويعاهد الشهيد بأنه سيبقى عهد الوفاء، فروحه ارتبطت بروح الشهيد :أخي قد فقدناك لكننا على موعد في ظلال السماءستبقى على العهد أرواحنا ولو باعدتنا سهام القضاءفأرواحنا في ارتباط وثيق وذكراك فينا منار الضياءوصوتك دوماً بنا هاتف إلى الموت هيا جنود الفداءماذا يكتب القلم؟! :وها هو شاعرنا الإسلامي ( جهاد عبد الله شاهين ) يكتب قصيدة في رثاء الشهيد يعبر فيها عن عجز الشعر في الإحاطة بكمالات الشيخ المجاهد، فيقول :(أبا محمد) ماذا يكتب القلم؟ والقلب منكسر والسيف والعلم(أبا محمد) إنا اليوم في كرب فالحق ضاع وضاعت بيننا القيم(أبا محمد) ماذا قد أقول هنا شل اللسان فلا قول ولا كلم ماذا أقول وبي من صدمة خور وبي من الحزن كالنيران يضطرم(أبا محمد) إني اليوم مرتعش ماذا أقول وكل الناس قد علمواويصور حزن العالم والأمم من عرب وعجم على رحيل البطل، فيقول :(أبا محمد) إن الدمع منسكب على فراقك تبكي هذه الأممالقلب يبكيك والأعضاء قاطبة والكل يبكيك والأعراب والعجمالعين تبكيك بل يبكي معي قلمي لا بل وتبكي لك الآنام والأمميبكيك أهل وأصحاب وعائلة يبكيك وجد فإن الوجد منكلم(أبا محمد) ماذا قد أقول هنا لطغمة الظلم في الأوحال قد فطموا قاعدة الشيوخ :ويصور الشاعر دور الشهيد عبد الله عزام في الجهاد على ثرى فلسطين وتأسيس قاعدة الشيوخ في الأغوار التي كان لها صدى مدوياً في بلاد الشام :إني عرفتك في (عمان) خير أخ قدت الجهاد وموج الشر يلتطمتلك الشريعة والأغوار شاهدة إذ البغاث أمام الصقر ينهزمالبندقية والقرآن في عنق هذا سلاح وهل من بعده حكمومن (فلسطين) جاء الشيخ في ثقة إلى الجهاد أتى للموت يبتسمإن المجاهد في (كابول) يعرفه وفي (بيشاور) محبوب وملتزمويفضح الشاعر الخونة في أفغانستان الذين تبعوا الروس على كفرهم وضلالهم :أقزام (كابول) أهل الغدر قد لعنوا أتباع روس كتيس خلفه غنم(أبا محمد) نشكو اليوم غدرهم هم يمكرون وإن الله ينتقمالموت راحتنا :إن الموت راحة للمؤمن، وأخذة أسف للكاف، ولو اطلعنا على الغيب، وما أعده الله للشهداء من منزلة رفيعة لحسدناهم على مكانتهم عند الله :(أبا محمد) إن الروح قد خرجت إلى الجنان هناك الحور والنعمنلت الشهادة كانت تلك أمنية قد فزت فيها فلا شكوى ولا ألمنلت الشهادة أنت اليوم في نعم لا تنتهي أبداً يا أيها العلمكذا (محمد) فاز اليوم في نعم رفيقك اليوم في الجنات ينتعموالابن الأصغر (إبراهيم) في فرح في دار عدل فلا بلوى ولا سقمالعدل ضاع وزاد الحقد في أمم الغدر شيمتهم والقتل والظلمحكام (كابول) ملعونون من زمن قد قتلوا الشعب والإسلام يتهموالظلم باق بقاء
الروح في الجسد والحق منتصر والظلم منهزمإن البلاء على الإنسان من زمن نعم الجزاء لأهل الصبر صبرهم يوم القيامة بالجنات قد نعموا نعم الثواب بحبل الله قد عصموا إن الشهيد يعيش اليوم في رغد نعم الحياة ونعم الذكر ذكرهمواشاركت جيشاً بحبل الله معتصماً الله ناصرهم فالصالحون هم أقزام (كابول) لاقوا الويل من قمم وبعد أن هزموا سيقوا وهم خدم(أبا محمد) قد حكمت من فئة ليأخذوا الرأي نعم الرأي والحكموالظلم يفنى ويبقى العدل منتصراً وهل سيسمع يوماً من به صممونرفض الحقد والأوغاد قد حكموا وبالكرابيج والنيران حكمهم(أبا محمد) إنا اليوم في زمن تحصى خطانا علينا يحسب النسمأعداء ربك خطوا اليوم خطتهم ظنوا بخطتهم أنا سننهزمولكن الجهاد سيبقى بابه مفتوحاً إلى يوم الدين، وقد سار الشهيد عبد الله عزام على ذات الطريق الذي سار عليه الفاروق، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وتتابعت قوافل الشهداء : حسن البنا، وسيد قطب، وخالد الإسلامبولي، ومروان حديد، وعز الدين القسام ..فالتقى الأحبة في رياض الخلد :إن الجهاد سيبقى دائما أبداً إما الشهادة أو فالنصر لا سلمواوقبلك القطب والبنا وخالدنا نالوا الشهادة في الجنات قد نعموا مروان من قبل والقسام نعرفه وابن عفان والفاروق ما ندموانالوا الشهادة إن الله جامعهم هناك في روضة حور وقد سلمواويشيد ببطولات شباب الانتفاضة الذين دوخوا الصهاينة، وواجهوا المدافع بصدورهم العارية وحجارتهم التي كانت أقوى من القنابل :وفي (فلسطين) هذا الشعب منتفض وهم أسود على صهيون هم حممإن الحجارة من طفل كقنبلة تفجر القوم إن الحرب تحتدمألقوا الحجارة في يوم فما وهنوا وما استكانوا لأمر الله قد فهمواإن مات شبل فآلاف مؤلفة سيخلفوه فإن الجرح يلتئمقاد الدعاة شباب الحق فانتصروا ولن يهابوا من الأعداء لو عدموافالنصر آت إلى الإسلام ما بقيت دعاة حق بحبل الله تعتصموالعرس آت إلى قدس تزف به فالمهر غال وأهل المهر قد حسمواغدا نصلي بأقصانا وصخرتنا وشع نور فلا ظلم ولا قتم(كابول) نادت على (قدس) ملبية لبيك يا (قدس) في يوم سنلتئموبعد قتل وتشريد لأمتنا العدل حل فلا بلوى ولا ظلمتحية الحق من أبناء جلدتنا (أبا محمد) ماذا يكتب القلم؟وكما حرر المجاهدون (كابول) من الاحتلال الروسي، فتحرير الأقصى موعده قريب ولكنكم تستعجلون؟هو الموت :وما أدراك ما الموت، إنه أسمى ما يتمناه المجاهدون، فما أروعه إذا كان في سبيل الله، وها هي قصيدة ( عبد العزيز شبين )، التي نشرها تحت عنوان ( هو الموت )، يقول فيها :هو الموت فخر تحت ظل الصوارم وطهر وإجلال لأهل العزائموما الحرب إلا صورة لوقائع يراها الفتى والنار بين الجماجمكأن الوغى عذر اشتداد لهيبها تريك الردى في الموقع المتلاحمشبا الحرب إعصار ونار وظلمة ترى الناس فيها من قتيل وسالموما (...) إلا من نعيم وشقوة تسيل دماً من حسرة المتشائمويبكي الشاعر بدموع غزيرة على من علم المسلمين دروس الشجاعة والصمود :أيا عين فابكي بالدموع معلماً دروس جهاد ليس عنه بنائمأيا عين جودي بالدموع فللأسى حريق يرى من ذاك طعنة صارمقضيت إلهي والقضاء لنعمة لكل امرئ يسعى إلى الله راغمحكمت إلهي من قضاءك رحمة ودمت بحق أنت أحكم حاكمويوجه التحية للشهيد عزام الذي كان يحلم بسعادة اللقاء، وكان خصيماً للطغاة :سلام لعزام إليك تحية بجنب كريم مستطاب النسائملك الرمس دار للنعيم وراحة لمثل شهيد بالشهادة حالموكنت كليث للكريهة مقبل تشق الخطوب الداهيات الخضارموكنت خصيما للطغاة ولم تزل بقبرك أنفاس لها روح عازمأخالك سيفاً للمظالم قاصماً ورب خفاف للمظالم قاصموخير الفتى يوم الشدائد من أتى إلى الهول يسعى مثل عزم ضبارمتبدد شمل الكافرين بضربة شديدة بأس ضد كيد الأراقمفلا الروس يرضى للمجاهد عيشة ويرضى بشر للمجاهد داهمولا الغرب يرضى للإمام مجلة تهز سيوف المسلمين الضرائمولا الجور يرضى بالعدالة إن بدت تريد السنا والصبح بسمة باسمشهيد سما نحو السماء بعزة وجهد جهاد أو عزيمة قائمتبارك وجه بالمحاسن مشرق وعلم وإيمان برب العوالموما عرف النوم اللذيذ مذاقه من الفجر أذكار وحكمة عالمإذا الشمس غابت لا ينام وإنما يذكر جمعاً بالعتاق الصلادميوحد صفا للجهاد ويمتطي إلى النصر بحراً من دماء الجماجمتراه إذا الهوجاء أضرم نارها كليث بدا بين الأسنة باسمويأمل للإسلام عهد حضارة وهيهات تبنى دون أخذ الصوارمويطمح للإسلام أعظم دولة وهيهات ترجى دون بذل عزائمأبارك جهدا للشهيد فما أرى لذاك جزاء غير جنة حاكمألا قل لعزام بك الدهر معجب ستذكر حتما رغم أنف الأعاجمسأروي لعزام أحاديث قصة وبحر به موج الدم المتلاطمأيا قدس فابكي والحجارة شيخنا و يا عين جودي بالدموع لعالمأعزام نم إن الجهاد مسيرة ونحن بعهد للمسيرة قائملقد مشى الشهيد البطل في مسيرة الجهاد التي خطها سيد الأنبياء ، وسار على هداها سيد الشهداء حمزة وإخوانه من سادة القوم، وعلية الأمة، ولم يكن الشهيد عبد الله عزام آخرهم ، فالجهاد باب مفتوح فتحه الله لخاصة أوليائه .طار عنا نسر الجبال الأبية :وكتب الشاعر ( عبد الرحمن بارود) قصيدة جاء في مطلعها :طار عنا نسر الجبال الأبية صوب تلك المنازل العلويةتاركاً حكمة الزمان تدوي صادق الدين ليس يعطي الدنيةأيها الميتون من غير موت أخرجوا للحياة والحريةفي حبال الرقيق كم من شعوب دفنت في قبورها وهي حيةأمة ضاع سيفها من يديها في يديها السلاسل الأبديةنحن بدر ونحن
أبطال حطين ونحن اليرموك والقادسيةالقناديل علقت للطيور ال خضر، لا للقواقع الحجريةإن الشهداء هم الأحياء وإن غادروا الحياة الفانية، أما الجبناء والمتقاعسون فهم الأموات ، إنهم أسرى الطغاة ، ورهائن الذل والهوان ، ثم يتوصل الشاعر عبد الرحمن بارود إلى غرضه الرئيس وهو الثناء على الشهيد عزام وتمجيده فيقول :شد قلبي بدر ضحوك المحيا فوق أجيال مكة القدسيةقلت: ذكرى من ذكريات حبيبي هذه الابتسامة السحريةطلعة يوسفية، وحسام خالدي، وعزمة عمريةلم تزل تستضيء بالآي حتى صار نور القران فيك سجيةفي ظلال القرآن روض ثري بالينابيع والثمار الجنيةخرجتك المساجد البيض قلباً ناصعاً، كالزنابق البريةطرت بأبنيك في السموات وفداً طبت نفساً وطابت الذريةلقد كان الشهيد عزام جميل المحيا باسم الوجه، فإذا جدَّ الجدُّ فهو سيف مسلول وحفيد خالد وعزمته عمرية، تخرج من المحراب وفي مدرسة ظلال القرآن المجيدة، وضحى بنفسه وماله وولديه، ويربط الشاعر بين الخندقين بين أرض الرباط فلسطين وبين أفغانستان الحبيبة، فيقول:فتح الورد في بساتين "بابي" وبساتين "سيلة الحارثية"جاء "مرج بن عامر" من فلسطين فأهدى "كابول" أغلى هديةواحداً نحن منذ كان أبونا وأبونا الإسلام لا الجاهليةعابك العائبون شرقاً وغرباً ومن العائبين سود الطويةمن يعيب الشمس التي كل صبح تلبس الكون حلة ذهبيةلا يضر الشموس ألا يراها أحد من حثالة البشريةعجزت عنه راجمات الصواريخ وأردتك حية سبئيةفي ثوان غدوت حراً طليقاً وعبرت البوابة الأزليةأسأل الله أن يثيبك تاجاً رصعته الكواكب الدريةالذي حول الهزيمة نصراً وأذل الصاروخ بالبندقيةوكان الشهيد ابن الإسلام البار الذي لم يفرق بين عرب وعجم وبين أمة وأخرى لذا أهدى كابول أغلى هدية، ويرد الشاعر على من عابوا الشهيد، وكشف عن خبث الطوية لديهم فما يضر الشمس من عابها وما يضر السحاب نبح الكلاب ويدعو الشاعر للشهيد بحسن الثواب وبتاج الفجار المرصع بالكواكب الدرية .مطاعن الصليب :وهذه قصيدة قدمها صاحبها (إهداء إلى الدكتور الشهيد عبد الله عزام تقبله الله في الشهداء) يقول فيها ..كالشمس إن بانت تضيء سماءنا كالزهر بين العشب في البستانِ كالبدر إن هجم الظلام بحقدهِ ليسود هذا العَتْمُ في أوطانييا حسرتي ذهب الذين أحبهمْ وفراقهم كالطعن قد أدمانيسيصيب قلبي بعدكم مس الفنا "ويطول عهد تعاستي وهواني"أواه أبكي أم أداري دمعي فالدمع لا يجدي ولا كتمانيفالشمس في وضح النهار مضرَّة وغيابها موتٌ لنَبْتِ زمانيهيهات أن ألقى خليلاً مثله بعد الرسول وذا من الإيمانِولسوف تبقى قدوتي يا مهجتي بدر تضيء الدرب للحيرانِولسوف أنقش سمته في مقلتي ليدوم دمعي في ذرى أجفانيالله أكبر كم أحبك يا أخي حباً إلهياً يضيء زماني في القلب أنتم دائماً حتى ولو وافيت رمْسي وانطوت أحزانيأسلوك لا ويحي وهل أسلو أنا أنت المنار لعزتي وأمانيأنت الذي أنجى فؤادي من هوىً أُشربتُ فيه مذلّتي وهوانيفلطالما طاعنت في ساح الوغى جند الصليب بحربة وسنانِفي كفك اليمنى مهنَّد خالدٍ وبكفك الأخرى سنا قرآنِلن تعشق المهَج التي داويتها إلا جليلاً للجهاد دعاني فالشاعر المجاهد المجهول يرسل دموعه غزيرة حزناً على الشهيد الذي قتل، وهو متوجه إلى المسجد لصلاة الجمعة، وفاح دمه عطراً ، فكان الشهيد قدوة للشاعر وخليلاً وحبيباً قلما يجود الزمان بمثله ....الفداء :ويكتب شاعر إسلامي فضل عدم ذكر اسمه قصيدة يمجد فيها استشهاد عبد الله عزام :إيه أوراق الفداء الطيب حدثي عن دمنا الحر الأبيوانثري في مسمع الكون صدى فاق عنه كل أفق أرحببذلنا لما يزل في دفقه يهب التاريخ أغلى مطلبوليالينا الحبالى لم يزل صعبها يسلمنا للأصعبلم تنم أعينها يوما ولا غفلت عنا سهام النوبكل رزء ولدته قاتم أصفر الناب خضيب المخلبفجبهنا كيدها يظمئنا مورد الحب ونبل الأربوبنور الله سرنا حقباً فسمونا بامتداد الحقبلرضى الله سعينا أمة وانتظمنا موكباً في موكبفي جهاد مخلص نمهره نصباً لم يثننا عن نصبفي جهاد كم روت ساحاته عن بطولات الكماة الندبواتخذنا سمته غايتنا فسلكنا في الطريق الأصوبوعشقنا الجهد في ميدانه جهد ذاك المؤمن المحتسبفالشاعر يفتخر بحياة الجهاد، فهو قد انتظم في مواكب المجد الخالد، ذلك الدرب الذي يعتبره هو الحق والصواب، ويحتسب أجره عند الله، ثم يصل الشاعر إلى غرضه من القصيدة، فيقول :يندر العمر فيوفي نذره صادقاً في بذله عن رغبفي سبيل الله إشراقته كم محت من معتمات الحجبولكم يمتد منه صحوه برضى الله نضير الشهبوبذكر الله يمضي ماجداً ويرى العزة في ذكر النبيوهو في نهجهما تسعده عصفة الخطب وجمر الوصبكل هول هان في عزمته
فتلقاه بصدر رحبوتبارت ناره يحضنها مطمئناً في ظلال اللهبوفيافيه التي قل بها كم أبانت عن ثراها المعشبتزدهي الواحات في أبرادها ملء أبعاد مداه المجدبحلمه يقضي فيرضي ربه ورضى الرحمن عز الطلبأترى ذاكرة الشمس وعت نبعنا السمح الذي لم ينضبوالدم المطلول في مشرقها هل وعته دافقاً في المغربوالشهيد البار يمضي قدماً في ركاب الغانمين النجبحدثي ما شئت عنه حدثي وانثري من ذكره المستعذبواروي أوراق الفدا ملحمة ما قرأنا مثلها في الكتبإن الشهيد عبد الله عزام كان رجلاً حليماً يسعى في مرضاة الله ، وجميع الأكوان والكواكب والشموس والشرق والغرب تشهد لذلك الدم الزكي بالصدق والإخلاص وتروي ملاحم بطولاته ، إنه لم يمت فهو مع الشهيد تميم العدناني دافعوا عن الحمى، وقاموا بالواجب فكان دمهم غيثاً روّى ثرى أرض الرباط والجهاد :لم يمت "عزام" فينا أبداً وبنا منه وثيق السبب"وتميم" ومذاويد الحمى وأباة سعيهم في دأببذلوا ما أوجب الحق بهم وتولوا في المسار الأوجبودم المؤمن غيث طاهر مخصب مثل عطايا السحبودم المؤمن سفر باهر قد وعيناه بقلب طربودم المؤمن كم شف لنا عن معان برة لم تكتببيد أنا في دمانا حدسها يجتلى في كل عرق وجبجددت من نسغها أيكتنا تعقد الهمة في الغصن الصبيومضى الركب وضيئاً حسبه في طريق الله لم يضطربومضى الشهيد في ذات الطريق التي سار عليها الإمام الشهيد حسن البنا ، والشهيد عبد القادر عودة ، وشهيد القرآن سيد قطب وعمر المختار وثلة الأطهار الأبرار .رسالة الى الشهيد عبد الله عزام :وكتب الشاعر الإسلامي عبد الرحمن العشماوي قصيدة يقول فيها مصوراً جراح الأمة :جرحي بجرحك يا عزام مقرون جرح تشاركنا فيه الملايين همومنا يا أخا الإسلام واحدة فالنفس شاكية والقلب مطعون خريطة الحس في قلبي موزعة على جراحي ، ولم تخل الميادين ما زال يرهقني قلبي بأسئلة جوابها خلف باب الصمت مسجون يا شاعر الحزن سل الحزن صارمه فهل سيحميك شعر منه موزون أعانك الله فالأحداث عاصفة والجرح منتفخ الأوداج مجنون هذا هو الليل قد طالت نوائبه والنجم مستسلم والبدر مدفون سفينة الحزن في الأعماق مبحرة فيها من الألم القاسي أفانين خاضت بحار أحاسيسي فما وقفت إلا وقد غرست في القلب سكين لقد تمزق قلب الشاعر حزناً على ما أصاب أمته الثكلى، فما ينفعه الشعر وماذا تجدي الكلمات الموزونة ، إنها صرخة مكلوم لا غير ، ويدلف الشاعر إلى رثاء الشهيد والثناء عليه، فيقول :هذي (بشاور) تبكي فقد فارسها فيستجيب لها بالدمع (جيحون) جبال (بامير) غطت وجهها أسفا على فراقك وارتاعت فلسطين أبنتك اليوم والأحزان عاصفة لو كان يرجع من قد مات تأبين يافارساً غاب عن أرض الجهاد وفي أجفانه حلم بالدمع معجون أراحك الله من عصر قد اختلطت فيه الأمور وخانته الموازين سمت بك الروح في آفاق عزتها عن كل خاطرة يدعو لها الطين فالشهيد فارس الجهاد بكت ساحات الجهاد في بيشاور وفي جيحون وبامير ، لقد كان يحلم بالحرية والاستقلال ، ولكن الموت عاجله فارتاح من هموم الحياة وفتنتها ، ويتابع الشاعر الإسلامي رسم صورة بطله الحبيب، فيقول مهنئاً إياه بأعراس الجنان ونعيمها الذي لا يزول :عزفت عن زينة الدنيا وزخرفها لأن قلبك بالإيمان مسكون أنى تغرك في الدنيا جواهرها والدر في جنة الرحمن مكنون كأنني بك والأعراس قائمة تزف فيها إليك الحور و العين كأنني بك والأنهار جارية على شواطئها ورد ونسرين على شواطئها الأشجار مورقة طلح وتين ورمان وزيتون ما مت بل نحن متنا في تخاذلنا وأنت حي وفي القرآن تبيين لا تحسبن الألى في الله قد قتلوا ماتوا، فمنزلهم في الخلد مضمونلقد كان يسير بين حقول الألغام ، ولو أنه دعا الله لكانت عقيمة لم تنفجر، ولكنه كان يسعى راكضاً نحو الشهادة، وأخذ معه ولديه، وأوصى أهله بالصبر ، وكأنه قد أحس بدنو الأجل : كأنني بك والألغام جاثمة على طريقك والبارود مشحون تقول لابنيك لوذا بالإله ففي جواره لدعاة الحق تمكين أوصيت أهلك بالصبر الجميل وإذ ساقت اليك المنايا الكاف والنون لو خيرت آلة التفجير ما انفجرت ولا استجابت لما ترجو الشياطين قضاء ربك أمضى من تآمرهم لو لم يقد ر لما أرداك مأفون ويلقي الشاعر باللوم على وسائل الإعلام التي لم تحفل بهذا المصاب الجلل بل انشغلت بزيارة الرؤساء ولقاء الطواغيت بأسيادهم، وبأخبار الفن الرخيص، ونسيت أن تكرم فرسان الحق والحرية والجهاد من أمثال عزام وإخوانه العظام :يا فارس الحق في عصر يقام به قدر الغنى ويجفى فيه مسكين وسائل النشر والإعلام يشغلها عنكم لقاء وتوديع وتدشين تذوب وجدا إذا ماتت مغنية و لا تبالي إذا مات الملايين وقفت تنظر والتجار قد شغلوا بمالهم ، فأعف القوم مبطون نظرت والأمة الغراء واقفة على الرصيف وصك الدار مرهون أواه كم حطمت آمال أمتنا وقدمت للطواغيت القرابين ويعلنها الشاعر صريحة مدوية بأننا لم نقف في خندق الجهاد، فكنا صغاراً بين الأمم وعشنا في ذلٍّ وصَغار وهوان :نحن الصغار نداري أنفسا جبلت على السكوت ، وغرتها العناوين نحن الصغار وقد هانت عزائمنا وأرغمتنا على التسليم صهيون نحن الصغار فأقصى ما نؤمله أن يشمل الدار تشييد وتزيين وأن تدوم لنا أصناف مأكلنا وأن يكون لنا في البنك تأمين ويعلن الشاعر حزنه وحداده على الشهيد، ويعبر عن عواطفه الفياضة تجاهه :يا فارسا كان للرشاش في يده زهو وفي قلبه تغلي البراكين أبكيك من أجل أيتام يداهمهم برد الشتاء وجوزيف وكوهين أبكيك من أجل ثكلى كنت تمنحها من الرعاية ما أوصي به الدين أبكيك من أجل شيخ لا معين له فالرجل مشلولة والظهر عرجون أبكيك من أجل قوم تاه مرشدهم وضللتهم عن الحق القوانين تفرقوا وامتطى كل رغائبه ودق ما بينهم للذل إسفين أبكيك من أجل أوطان يساومها على الكرامة شامير ورابين أبكيك من أجل إخوان لنا
شربوا كأس التعاسة مما سن لينين أبكيك من أجل أجيال أسلت لهم نهر الكرامة فاخضرت بساتين أبكيك يا فارساً تبكيه أمته حزنا عليه ويبكيه المساكين لقد أحيا الشهيد عبد الله عزام في الأمة روح الجهاد، ولنستمع إلى الشاعر عبد الرحمن العشماوي، وهو يقول معدداً صفات الشهيد ومؤكداً على صفة الفروسية التي كررها مراراً :يا فارساً لم يكن يعطي رغائبه بالاً ففي قلبه للحزم تكوين أحييت في أمتي روح الجهاد وقد قضى عليها من الأعداء توهين شباب أمتنا، ماتت عزائمهم حينا ، فطال علينا ذلك الحين مرت عليهم سني الخوف مجدبة وقد أقامت على الذل الشواهين تدار فيها كؤوس الوهم أن بنا ضعفا وقد أرغمت منا العرانين حتى إذا جئت شد الفجر مئزره فينا ودارت بما فيها الطواحين فجن مما رأى فرعونهم وبكى هامانهم وانتهى بالخسف قارون حركت همة أجيال أبنت لها أن الجهاد لنيل الخلد عربون غرست في كل قلب يائس أملاً في الله فارتد خوّان ومأفون كسرت حاجز خوف كان يحجزنا فسار من خلفك الغرُّ الميامين بعت اللذائذ والدنيا شريت بها أخراك ، فابشر فان الربح مضمون ما كان قولك ألفاظا ترددها جوفاء لكنه بالفعل مقرون أخي الحبيب وما أحببتكم عبثاً وليس في الحب تزويق وتلوين فالحب حين يصير الصدق منهجه يسمو، ولا يزدريه المنطق الدون أحببت فيك أخا في الله ميزه في الحرب حزم ، وعند الإخوة اللين ماكان يشغله تلميع مظهره لكن طائره في الخير ميمون ما قيمة الشكل في قول وفي عمل إذا حوى سيء الأفكار مضمون عزيت فيك فؤادي بات من ألم يشكو، وضاقت عن الحزن الشرايين عزيت فيك بلاد العرب قاطبة والمسلمين ومن في قلبه دين عزيت فيك ربى الأفغان أحزنها أن تنفث السم في الدرب الثعابين رحلت عنا وقد علمتنا لغة من الإباء لها يرنو السلاطين كأنني بك تدعونا وقد نبتت أمام رجلك في الدرب الرياحين من سره أن يرى تاريخ أمتنا تعود منه لنا بدر وحطين فبين كابول والأقصى له صور بها تقام على الباغي البراهينفي رثاء الشهيد :وها هو الشاعر (عيد بن مدعج السبيعي ) يكتب قصيدة في رثاء الشهيد، يقول فيها :من ذا الذي يرثيك يا عزام ويذود عن عرض علاه قتامتبكيك يا عزام آساد الشرى وسيوف حق زانها الصمصامتبكيك يا عزام ساحات الوغى وكماة حرب شأنهم إقدامتبكيك يا عزام أفغان وقد ضجت عليك بدمعها والشامورجالها الأحرار أبطال الحمى غير الهدى يا صاحبي ما راموايبكيك يا عزام شعب كامل ومجاهد وغضنفر وهماميبكيك يا عزام كل موحد قد زانه الإيمان والإسلاميبكيك يا عزام قلب صادق وعيون حر دمعهن سجاميبكون عزاما وحق لهم بأن يبكوه حيث مكارم وكراملقد بكت السماء والأرض على فقد عبد الله عزام ، بكته ساحات الجهاد، في الشام والأفغان ، كما بكته عيون الأحرار والشرفاء ، وحق لهؤلاء أن يبكوه ؛ لأنه رمز العطاء والكرم والشجاعة والتضحية :يبكونه لما رأوه مجاهدا لم تثنه الأيام والأعواملم تثنه تلك المناصب كلها ولذائد هامت بها الأقوامماذا أقول وإنه قد هزني قتل الشهيد فجددت ألامماذا أقول وهل ستغني قولتي أم أنها الأشعار والأنغامهذا الشهيد مضى وإنا هاهنا ويسومنا خسفا بها الظلامهذا الشهيد وكان حراً قد قضى ما كان في دار الهوان يضاميا قومنا هبوا فإن طريقنا قد سار فيها ماضيا عزامنهر الشهادة :والشاعر ( علي الحسن ) ساهم في رثاء الشهيد عبد الله عزام، فكتب قصيدة تحت عنوان ( نهر الشهادة ) يقول في مطلعها :درب القتال وإن عبدته وعر الموت فيه بنزف الجرح يأتزروالناس تعشق طول العيش أنفسها ولو رماها من الأحداث ما يترهذا مخافة ما يودي الفناء به وذا مخافة ما قد خطه القدرإلا المجاهد، قد طابت سريرته فبالشهادة يقضى عنده الوطروللجهاد إذا علقته شمم يخر بين يديه الخوف والخوروللجهاد رجال شأنهم عجب تطوى القرون ولاتطوى لهم سيركالماء ليناً فان مست كرامتهم ما الليث في حرمة الميدان ما النمرإذا رآهم أخو جهل يظنهم من عالم الجن لكن شكلهم بشريمشون للخصم والنعمى بأعينهم كأنهم لمنى في حجهم نفرواولا يروغون إن جن الرصاص ولا يستيئسون اذا ما
استيأس الظفركأنهم لحصاد النصر قد خ لقوا أو أنهم لدروب الخلد قد ن ذرواوللشهادة في أضلاعهم زجل وكل ضلع لما تشدو به وترحروفها لجنان الخلد قنطرة وبالعبور طريق الخلد تختصربل نهر نور من الجنات منبعه والواردون على أمواجه كثرويجتبي الله أقواما فيكرمهم بالشرب منه، ويبكي حظه الصدرويرجع النهر للجنات ثانية بالشاربين وذاك الفوز والظفرفهل يلام ابن عزام وصحبته إذا استجابوا لما يغري به النهرإلى أرواح الشهداء :ويكتب شاعر آخر قصيدة يهديها ( إلى أرواح الشهداء )، ومطلعها :ألقى السلاح واستراح قليلاً ومضى إلى حيث المقام رحيلايا فارساً يمشي وصوت سنانه لازال حداء يقود الجيلايا راحلاً كان الحسام بجنبه قد دق عند النازلات طبولافدع المهند واتخذ من أضلعي سيفاً صليلاً صارماً مصقولاودع الحديد وخذ عظامي صوغها درعا يقيك مسدداً مسمولاودع الردينيات قد كسرتها وخذ الأصابع واتخذها نصولافلقد عرفت الطعن في وقت الوغى أما اللسان جعلته مشلولالا أخرس لكنه من عفة بين الأصادغ ذاكرا مكبولازحفت جيوش اللد تسري كالدجى فجعلتهم هلكى تشذ فلولاحتى إذا اختلطت صفوف الجبهتين ترى الغبار السنبكي عليلاوكانت تطربه قعقعة السلاح وصهيل الخيول ورعد القنابل، فروائح البارود خير من المسك، لقد نفّس الكرب عن المحرومين، وكان عفاً نزيهاً :حتى إذا احتدم القتال بصوته أصغيت تسمع دويه وصليلاتطربك أنغام السلاح بصوتها فحسبت صوت الطارقات هديلاكم حسرة في النفس قد نفستها والصدر قد أشفيت فيه غليلاأنذرت أعداء الإله محذراً والجيد تحتك مطلقات صهيلاعرضت عليك المغريات بحلها أعرضت عنها زائغاً مفتولافرضيت أن ت لقى وجرحك ناضح بين الصحاب مجندلا مقتولاتبكيك ساحات الوغى وخيولها وسيوفها تبكي يردن مثيلالقد دمر معدات العدو، وما أجمل أن نصنع منها إكليل فخار، ووسام عزٍّ يزين جبين الأغرّ :إن المعدات التي حطمتها يصلحن ان نعمل بها إكليلامنها خفيف في القتال حملته منها كثير قد حرقت ثقيلاكم ليلة حمراء أحيوها غنا فاحلت ليل السادرين عويلايصفر وجه الجند لو لاقيتهم خوفا وصار صحيحهم معلولاكنت المجدد للعزائم في اللقا ما خار عزمك قد صبرت طويلايتدافع الأبطال نحو كريهة فأراك قبل القادمين عجولاها قد شققت الجحفلين بصيحة وأرى سلاحك بينهن نعولاأفجعت إذ إني سمعت بموتكم في حقل الغام مضيت قتيلاتمشي لتنقل من قضى من نحبه أصبحت عنهم ميتا مقتولالقد ضاقت الدنيا في عين الشهيد بعد رحيل رفيقه تميم العدناني فما قرّ له قرار حتى تبعه على درب الشهادة والخلود :عزام قبلك قد مضى في رحلة وتميم ثم تبعتهم محمولاإن الفؤاد متيم في حبكم فأحلتم هذا الفؤاد عليلايا خالداً بالفعل جدد خالداً أين الوليد الصارم المسلولاعليك سلام الله :وها هو ( عبد الله المساوي ) يهدي تحيته وسلامه للشهيد عبد الله عزام، فيقول متسائلاً تساؤل العارف :أأبكيك؟ أم اغدو بذكرك شاديا وأنت الذي قدمت للحق غالياوأسهمت في سوح الجهاد بعزمة تهد قواها الشامخات الرواسياولم تأل في دفع الأذى عن معاقل لدين الهدى جهدا ولم تخش غازياكأني بك المقدام ذاك ابن طالب علي بسيف الحق يردي الأعادياويشيد ببلاغ المجاهد وفصاحته، فيقول :لسانك سيف بل أشد مضاضة يزلزل دور البغي إن قمت شادياعليك سلام الله إن عشت بيننا وإن كنت في لحد الشهادة ثاويافنم يا شهيد الحق نومة ناعم بنيل العلى بل للشهادة شارياوما الموت في سوح الجهاد سوى الهنا ينال الفتى فضلا من الله وافيافرحماك ربي ولتغثنا بفارس كمثل ابن عزام يخيف الأعاديابقلب جسور لم تر السوح مثله ذكي شجاع، إن رأى الخصم عاتياتصدى له بالقول يرهب جنده وبالسيف أحيانا، وبالشعر شادياواغتالته يد جبانة فخسرت الأمة قائداً
ربانياً، شهماً أبياً ومؤمناً راسخ الإيمان :خسئت يد الجبن التي جئت خلسة لتغتال في خبث أبيا وغاليافيالك من شهم أبي ومؤمن بإيمانه الفذ العميق منادياهلموا إلى سوح الجهاد لتكسبوا رضى الله، والحور الحسان تلاقياهنيئا لك الجنات في عالم الجزا من الله فالنصر العظيم بدا لياوأخلفنا من بعد بعدك باسلا كمثلك لا يخشى العداة مفادياتغمدك الرحمن بالعفو والرضى ومن سار نفس النهج لله غازياويرجو من الله أن يعوض الأمة ببطل باسل يعيد أمجاد المسلمين، ويكمل مشوار الجهاد الذي سار عليه عزام – رحمه الله تعالى - .حيا الله الشهداء :وكتب (محمود أحمد عبد المحسن ) قصيدة يقول في مطلعها :لشهيدنا المرموق خير تحية تهدى إليه شذية ونديةأكرم به من أريحي عالم لقى الإله بحالة مرضيةويشيد بأخلاقه النبيلة فهو صوّام قوّام عابد صبور ..ومنار للجهاد، له همّة لا تلين :أخلاقه أقواله أفعاله مثل النسيم رقيقة ونديةكم كان صواما صبورا عابدا ومنارة للمدلجين بهيةيدعو إلى الدين الحنيف بهمة لا تنثني في حكمة نبويةعاش "ابن عزام" لخير قضية وقضية الايمان خير قضيةعمر "ابن عزام" تقي حافل بالصالحات المخلصات هديةلله در المخلصين وحبذا همم تضيق بوصفها العربيةمن كان مثل ابن عزام غدا بين الخلائق قدوة عمليةشكر الإله جهوده (فجهوده) أنموذج لحياتنا العصريةتلك المكارم حسبة و مثوبة إن المكارم بالكرام حريةكم للشهيد حفاوة وسعادة في جنة ميمونه مهديةأكرم بكل كرامة لشهيده حياك ربك بكرة وعشيةويخاطب زوجة الشهيد (أم محمد ) ويحثها على التصبر على فقد زوجها وولديها فمصابها عظيم، وهو مصاب الأمة :يا زوجة الرجل المكرم أبشري فمكانة الشهداء جد عليةيا زوجة الرجل الشهيد تصبري فالصبر يجمل عند كل بليةالزوج والأبناء في دار الرضا أكرم بهم في روضة مرضيةإن المصاب مصاب كل موحد أمسى وأصبح يرفض الوثنيةلا شيء كالصبر الجميل لحادث أبكى القلوب وأذهل البشريةلا شيء كالصبر الجميل لمسلم أوليس للأجر الكبير مطيةفقد الأحبة لا يطول زمانه إن اللقاء بجنة أبديةفدعي الدموع تجملا وتأسيا بالصابرات الصالحات بنيةفالله ليس بغافل عما جرى والله حي يحفظ الذريةقدر الإله ومن يرد قضاءه إن الفناء حقيقة حتميةويلجأ الشاعر إلى الحكمة في آخر القصيدة، ويتلمس العزاء فهذا مصير الجميع والفناء مصير الدنيا بأجمعها وقضها وقضيضها :فلكل شيء في الحياة فناؤه ولكل عبد موعد ومنيةما مات من وقف الحياة
لدينه شأن الأكابر فعل كل رضيةما مات من جعل الشهادة همه ومضت كأحسن ما تكون قويةإن الحياة حياة كل مجاهد ورضى الإله بصدره أمنيةالله أكبر يا مكارم كبرى وخذي بناصية الثناء تحيةثم الصلاة على النبي وآله الطيبين الطاهرين طويةمرثية شهيد :وكتب الشاعر (محمد مصطفى البلخي ) قصيدة يرثي فيها الشهيد البطل، يقول فيها :عيني جودا وازجرا من لاما ليس البكاء على الكرام حراماقولا لكل العاذلين رويدكم سهم أصاب وفي الفؤاد أقاماقولا لكل العاذلين رويدكم إن السيوف بكته والأقلاماالعزيمة ترثي عزاماً، وساح الجهاد تبكي ذلك الأسد الهصور، يصلح بين الناس، ويؤلف بين القلوب، لقد حطم الأصنام بفأسه، وأثبت عروة الدين هي العروة الوثقى :حتى العزيمة قد رثته وطالما عرفته في درب العلا عزاماعرفته في ساح القتال غضنفرا يسقي النفوس حماسة وضراماعرفته في ظل السلام مؤلفا بين القلوب يزيدهن وئامايا منكرين على الصقور إباءها ليس الجهاد مراسما وكلاماعزام، يا فيض البطولة والفدا أنت الأعز شكيمة وزماماأثبت أن الدين أقوى عروة لما حطمت بفأسك الأصنامافوقفت في درب الجهاد معلما أكرم بدربك مبدأ وختامامن كان مثلك عزة وعزيمة فهو الجدير بمنتهاك مقاماما مات من أفضى شهيداً، إنما قد نال من مسك الفخار وسامالقد مضى إلى ربه شهيداً، وتوج بوسام الفخار، فهو شهيد حي يرزق عند ربه .العملاق :وكتب الشاعر الإسلامي ( عبد الله الحامد) قصيدة جاء في مطلعها : تقدم! أيها الجبار لا توجل ولا تجزع وجاهد في سبيل الله حتى تبلغ المضجع وحدق في ظلام اللي ل حتى تبصر المطلع وقبل في جبين الشم س نصرا أخضرا أزمع وطأ شوكا بأقدام كمرو للحصى يقرع وادلج في طريق الفجر إن الليل قد أقلع تسلق قمة الجوزا ء ، كالطربيد إذ فرقع لتصعد خندق الماضي إلى مستقبل شعشع ففوق النخلة الشما ء عذق أخضر أينع وخلف الليلة السودا ء بدر ضاحك يلمع وخلف الغيمة الشهبا ء غيث أخضر فارتع أفق يا شعب! وانفض من منامك فارسا أروع وألق لحافك المشدو د ناداك الضحى فاصدع فهذا الغول وسط الدر
ب أوهام فلا تفزع وذاك الموج لن يطوي سوى ماش على أربع لغير الله يا عملاً فلا تذعن ولا تخضع وأقدم مثل قنبلة إذا رخو الخطى تعتع وغيم الوهم والأشباح باسم الله قد أقشع وباسم الله واسم الله في حلك الوغى مدفع وحد القلب مثل السي ف في الأزمات كم قعقع إذا برد الشتاء قسا بريح قارس زعزع ففي جنبيك حر عزي مة للمصطلي يسطع ومن يرق الجبال على حذاء الصبر لم يقنع وتلك النخلة المعطا ء لولا الهز لم تنفع وإن لم تحفر الصحرا ء فالآبار لن تنبع فمن شق الصخور جلا دروباً بالمنى تزرع ولولا الرعد ما ظهرت بروق في الدجى تلمع فإن تركض إلى دنيا من اللذات والمطمع فخف بردا وخف حرا وغازل أصفرا يطمع ولون وجهك المطبو ع إن الطبع لن يشفع ودر كاللولب الذهبي كي تروى وكي تشبع وكن إسفنجة تمت ص كل شوائب المصنع وإن تركض لآخرة فلا تركع ولا تظلع فما للمجد إلا الصب ر حتى تبلغ المصرع عيون المجد و الشهدا ء في الأزمات لا تدمع أجل يا صخر يا جبا ر للأوثان لا تخشع لقد دوخ البطل الأعداء ببسالته وحنكه في الحروب وكأنه قد تخرج من أحدث الأكاديميات العسكرية فلله دره من فارس لا يشق له غبار وهنيئاً له الجنان والحور الحسان : رعاك الله يا مهرا جموحا دوخ البلقع وفي مجد الجنان غدا لدى مولاك مستمتع دماؤك سنبلت نصراً وأعلاماً إذا ترفع وأنت الحي لا ميت ينفق وسط مستنقعالوداع الأخير :وللشاعر (يوسف محيي الدين أبو هلالة ) قصيدة أخرى يقول فيها مستخدماً الحكمة على طريقة المتنبي والمعري والشعراء الفحول :ألا إنها الدنيا ممر ومعبر بذاك قضى الباري وتم المقدرقضيت وما للمرء من أمر ربه مفر وأمر الله للخلق يقهر أترحل ؟ لا الأحباب من فيضك أرتوت ولم يرو من عذب الأحاديث معشرإلى أين ؟ لا الأفغان لموا جراحهم ولا من يد المحتل " كابول " حرروا" جلال اباد " ما اشتفى بعد صدرها ولا انجاب عنها قاتم الغزو أغبرولما تزل في "قندهار" نوازل لروعتها صم الصفا تتفطروأهلك غرب النهر أذكت حماسهم " حماس" وباسم الله شدوا وكبروافمن يحشد الأبطال بعدك للفدا ؟ ومن بالجهاد الحق فينا يذكرأيا بطلا هز الجهاد افتقاده هو البحر يصفو تارة ثم يهدرسطعت بساحات الجهاد منارة لو انطفأت كل المصابيح ، تزهروحزت أفانين المعالي كأنها مدارات أفلاك لها أنت محورإذا التطمت هوج المنايا وزمجرت فلن يقحم
الأهوال إلا الغضنفروعن ساقها يوما إذا الحرب شمرت بك الضرب يزهى والبطولات تفخرتركت مكانا لا يسد فراغه وذلك صدع كسره ليس يجبرأهالي "فلسطين" احتسوا أكؤس الشجى وجرح "حماس" فيك ما عاد يضمروما قادة الأفغان إلا نجائب بفقدك أضنتها المصيبة ضمرسيبكيك "سبع الليل" ماجمعة دنت ويلتاع محراب وينشج منبروهيهات ينسى يوم كنت إمامه كليث على باب العرين يزمجرلك الصدق يغني عن هراء منمق ويخرس من بالزيف قام يهرهروقول يشع النور من ومضاته يروق كما راق النواظر جوهرترى فيه من عمق المحيطات ما ترى وباطنها المستور بالدر يزخروروح من الإيمان فيها حرارة لو اصطدمت بالجمر للجمر تصهروتبكيك أعداد "الجهاد" بحسرة ويا لأساها حينما تتذكريراعاً جرى الوقت الطويل فلم يفه بسوء ولم يفرح بما خط منكرفما أوهنته من قوى الشر غارة ولا منه في كف الأذى لان عنصربعصر غدا كتم الحقيقة حنكة وفيه مناجاة الضمير تهوروخمسون عاماً عمره الغض ظهرها بما حملت من فارح العبء موقرتموج هموم المسلمين بصدره عليه وفوق شبا إيمانه تتكسرتداعى السعي والمجد والعلا فما كل عن شأو وما كان يفترأخو سفر جواب أرض تقاذفت به فلوات فهو أشعث أغبرتراه كأهل الله روح سخية يموج بها الإحسان والجسم معسرله أمنيات قدس الله سرها لتحقيقها في الأرض يرسو ويبحريكل جناح النسر دون بلوغها وفي دربها الخيل الأصيلة تعثرلقد تجاوز الصعاب، وبدد ظلمة الجهل واليأس، ولم يلتفت لما يقوله المرجفون لأن المتلفت لا يصل :إذا ضاقت الدنيا على خطواته ففي صدره دنيا من الكون أكبروإن سكبوا في دربه الليل والأذى ففي الفكر بدر من هدى الله نيروان كبلوا يوماً عن السير رجله فما كانت الروح الطليقة تؤسرويزري به أهل الشقاق فيزدري ويشتمه النذل الحقير فيسخرويخبط في لج العماية سادر ومن جهله بالشرع يشتط منكروجوه إذا أبدى النفاق صفاءها فعن خبث ما تطوى يشف التكدروهب أنكر الجهال فضل جهاده أيحجب ضوء الشمس نقع وعثير؟إذا شق نور النصر في ليل أمة وعاد إلى الغمد الحسام المشهرطوى البطل الكرار بالصمت فعله وآبت حلوق الخالفين تجرجرشقيت بأحبابي الكرام فشملهم شتيت بأرجاء البرايا مبعثرمصارع إخواني بكل ثنية تلوح بها "بدر" لعيني "وخيبر"ذرتهم رياح المجد في كل وجهة قبوراً وأشلاء
تسوى وتنثرفمن حيل الموت اغتراب قبورهم لي حفظ ماس في التراب وجوهربتقبيلهم ثغر الشهادة مولع وإني لذاك الثغر أرنو وأنظرلقد سار الشهيد في طريق الخلود الذي سار عليه الفاروق والإمام علي رضي الله عنهما من القديم ، وسبقه إليه الشهيد الفلسطيني تميم العدناني الذي استوحش عزام بعد رحيله وها هو يلحق به :طريق جنان الخلد وعر وشائك وفيه الضحايا والقرابين تكثربه قتل الفاروق غدراً وبعده على شفرات الظلم عثمان يجزروشج به رأس الامام "ابن ملجم" وسار به من قبل "زيد وجعفرفسر مثلماً سار الربيع على الربا له منظر يسبى وفي القلب منظروبلغ "تميماً" من أخيك تحية وقبل جبينا كالضحى حين يسفروأخبره أن القلب منذ فراقه كشلو بأظفار الضواري يبترواني إذا لم أقض حق رثائه لأعذل في هذا المجال فأعذرفإن قريضي عن بلوغ مكانة إليها سما ذاك الحبيب مقصرويلقي الشاعر باللائمة على المنافقين الذين غدروا بالشهيد وولديه، فكانوا خنجراً مسموماً في قلب المجاهدين :بنفسي وجوه أطفأ الغدر نورها وللخلد في عمر الرياحين تعبرشباب إذا جل الشباب تلوثت فهم من نقاء المزن أنقى وأطهرتربوا على الإسلام في ظل والد كريم وأم صنفها الفذ يندرذكرت بها "الخنساء" إذ رزئت بهم فما وهنت والشيء بالشيء يذكرمنارة أجيال وهضبة سؤدد وغيمة جود بالمفاخر تمطرتقول لمن جاءوا يعزونها بهم بتعزيتي بالله يا قوم اقصروابهم قدموا لي التهنئات فإنما التهاني بمن نال الشهادة أجدرشباب بأسمى ما تتوق له التقت وبالحور والجنات تحظى وتظفرلخالقهم أهدوا النفوس تقرباً تقبلت يا ذاك الهدي المعفرويعزي أرملة الشهيد أم محمد ويحثها على الصبر بعد فقد الأحبة وفلذات الأكباد:فجادك في دنياك " أم محمد" عزاء وفي دار المقامة كوثرمباهج آمالي وأطياف فرحتي على مذبح آلالام ترمي وتنحرأهيب بنفسي دونك الصبر بعدهم وأول ما اغتال المصاب التصبرأقول وحر القيظ يشوي حشاشتي وروضي من الأنداء والزهر مقفرسقى روح أحبابي الكرام وجادها حيا مغدق من رحمة الله ممطرالفارس المصلوب :وكتب الشاعر الإسلامي (يوسف محيي الدين أبو هلالة) قصيدة يرد فيها على العذال والنقاد الذين انتقدوا الشهيد عبد الله عزام ؛ لأنه ترك بلاده ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني وذهب يجاهد في جبال أفغانستان . .كفرت بكل من عذلوا وعن درب الفدا عدلوا ومن لم يصبهم في العيش إلا النوم والكسل ومن بنبيهم والنار تزح يكثر الجدل ومن بالوهم - رغم التيه ظنوا أنهم وصلوا وأكبرت الذين مضوا وعما شق ما سألوا وعن غاياتهم رغم
اعتساف الدهر ما نكلوا ومن دمهم أضيئت في دياجي الحيرة الشعل أيا مهراً يجيد العدو لم يشمت به الكلل رأيتك صافيا والناس مغشوش ومنتحل وزورق عزة رغم اشتداد الموج ينتقل وسيفا مثل ضوء البرق يسطع حين ينتضل وإعصاراً إذا ما هب ريع الحادث الجلل لنا اسمح أن نقبل في يديك السيف يا بطل كقول من أخي سفه توارى عنده الخجل تخوض القدس في دمها وتنهش نحرها الذبل ورجلك دون ساحتها بها قد ضلت السبل وقلبك في هوى الغرباء متبول ومنشغل فهل (كابول) علتها تهون أمامها العلل وهل من ناقة فيها لنا يا شيخ أو جمل لقد لام بعض الناس الشهيد عبد الله عزام وإخوانه الذين تركوا أرض الجهاد في فلسطين، وذهبوا إلى جبال أفغانستان البعيد ألم تكن فلسطين أحق بجهاده وإخوانه ألم يكن العدو الأقرب أولى بالجهاد من العدو البعيد، ونسي هؤلاء أو تناسوا أن طريق الجهاد في فلسطين مقفلة أبوابه؛ لأن حكام دول الجوار ما زالوا يحرسون حدود إسرائيل، ويفتخرون بالعمالة لأعداء الأمة فهذا يوقع كامب ديفيد، وذاك يبيع الجولان، والآخر يوقع اتفاقية وادي عربة، وكبيرهم يوقع أوسلو ويتعاون مع دايتون علناً في وضح النهار ...فتباً للطواغيت وويل لهم من غضبة الشعوب وقلم التأريخ :أجبهم يا رعاك الله حتى يخرس الجدل وقل يا أيها النقاد من لاموا ومن عذلوا أنا مازال جرح (القدس ( في جنبي يعتمل ووقد مصابها كالنار في الأحشاء يشتعل أنا ما خنت عهد الله لما خانت الدول وفي ساحاتها جاهدت إذ جل الورى خذلوا فلما غل كف الفدي وانقطعت بنا الحيل ولم يبق الطغاة لنا طريقا نحوها يصلويرد الشاعر على الذين لاموا الشهيد؛ لأنه ترك الجهاد في وطنه فلسطين، وذهب أقصى المعمورة ليجاهد في أفغانستان، فنحن نعتبر القدس وكابول من بلاد المسلمين، وهما أختان في الإسلام، وجهل هؤلاء أن الحدود مع إسرائيل مغلقة ومحروسة من الحكومات العميلة : ونحن بشرعنا (كابول) أخت القدس إن جهلوا مضيت مجاهدا مع من بهم يتشرف المثل بني الأفغان لا ميل اذا احتدمت ولا عزل على نار الأسى شبوا وفوق جحيمها اكتهلوا وكان الحزن يلبسهم وعنهم ليس ينفصل فتلك ربوعهم بالدافق الموار تغتسل وتحت صواعق الغارات بالنيران تشتعل وتلك جماجم الأطفال تسحق وهي تبتهل وأعراض النساء بها يعيث الملحد الثمل فما ذل الإباء بهم وما بهم احتفى الفشل ورأس الشعب مرتفع وموج البذل متصل وفينا من يقول لهم عقيدتكم بها خلل معاذ
الله هذا الإفك مما ليس يحتمل فيا أحبابنا الأفغان من ضحوا ومن بذلوا لأنتم في الحياة شذى ونحن الثوم والبصل ونحن عن الجهاد الحق ذاك العازف الوجل ونحن الجبن والخذلان والتضليل والدجلويخاطب الخوالف الذين رضوا بالقعود وتركوا الجهاد : خوالف أمتى مهلا بصيرتكم بها حول فليس سوى عقيدتكم سرى بكيانها الشلل جنود الروم نعرفها وإن ميدانها نقلوا أيا من فكرهم قد زاغ عما بين الرسل وفي أحكامهم جنفوا عن التقوى وما اعتدلوا لهيب الشرك لايطفيه إلا الأحمر الهطل وما سندت خطى التوحيد إلا البيض والأسل أقول لكم وجنح الليل داج مطبق أزل سأبقى في جبين الصبر وشما ليس ينفصل أشرع هامتي للنار للأشواك أنتعل أراقب هبة الايمان يحدوها الشذى الخضل وكل قذيفة يشدو على أنغامها الأمل تقول وربما قول تقر بطيبه المقل لك البشرى ترجل عن جوادك أيها الرجل فإن الاخوة الغياب للميدان قد وصلوا ومن بوابة الأفغان للتاريخ قد دخلوا لقد دافع الشاعر الإسلامي عن الشهيد خير دفاع فجزاه ربه خيراً .إلى رحمة الله يا شيخ عزام :وكتب الشاعر ( أحمد محمد البناني) قصيدة في رثاء الشهيد عبد الله عزام، يقول فيها :الله أكبر قد مضى عزامُ فبكت عليه البيد والآكامُوبكتْ عليه الأسدُ في آجامها وبكى عليه الشيبُ والأيتامُلقد حزنت على رحيله فلسطين وأفغانستان، ونزلت أخبار اغتياله على رؤوس محبيه كالصاعقة ، ولولا اليقين بالله لذابت قلوب وأجسام حزناً على الإمام ومجدد الجهاد:وبكت له أفغان ملء جفونها وبكى عليه الأهل والأرحاموبكى عليه القدس عند فراقه وبكى عليه القلب وهو حطاموأصاب أهل الحق فيه رزية قد زلزلت من هولها الأقداموالله إن لفقده لحرارة لولا اليقين لذابت الأجساميا أمة الإسلام لا تتململي ألماً لجرحك إذ مضى عزامفلقد مضى لشهادة مرجوة وأصابه من ربه إنعامطلب الشهادة صادقاً وسعى لها ما صده من نيلها استجماموكذاك حال المخلصين لدينهم القائمين لربهم إن قاموافعليك يا عزام أعظم رحمة وعليك من رب العباد سلامأمعلم الأجيال كيف يقودها نحو النجاح الحق والإسلامأيقظت في همم الشباب عزائماً مرت على آثارها أعوامصححت أفهام الشباب وحبذا في عصرنا لو صحت الأفهامفتسابقوا نحو العلا وتوثبوا وتقحموا الأشواك وهي حزامويشيد الشاعر بشجاعة جنوده الذين تسابقوا نحو الشهادة، فإذا طعن أحدهم صرخ بأعلى صوته: فزتُ ورب الكعبة :لله درك كيف قدت جموعهم نحو الجهاد كأنك الضرغاموكأنهم أسد الشرى قد أقبلت ترتاع من نظراتها الآناميتسابقون إلى الشهادة مثلما تتسابق الآساد والآكامما من شهيد نال منهم منزلاً إلا وفاز بأجره "عزامفاهنأ رعاك الله في جناته بمنازل الشهداء يا مقدامواهنأ بكل المخلصين لربهم ولهم لنصرة دينهم إسهامليحقق الإسلام ديناً خالصاً لله حيث ترفرف الأعلامبعبارة التوحيد ترفع عالياً نحو السماء فتسقط الأصنامسيحررون القدس من أعدائه ويسود في كل البلاد سلاموهؤلاء الجنود المخلصون سوف يجري الله على أيديهم النصر والتمكين .الشهيد وسام عزٍّ وفخار :والشهيد حي يرزق عند ربه وهو وسام عزٍّ وفخار يزين جبين التاريخ ويعيد أمجاد الأمة :ما مت يا عزام في خلجاتهم ولأنت بين الخالدين وسامقد كنت في حق الطغاة كشوكة مسنونة إن أصبحوا أو نامواحاربتهم بالحق وهو مهند في كف من حضر الوغى صمصامما صاولوك على المدافع مرة إلا وشتت شملهم إحجامأو طاولوك على
المنابر ساعة إلا وطاشت منهم الأحلامحاربتهم بالدين وهو مظفرٌ ومن اهتدى بالدين ليس يضامُلقد كان الشهيد يحفظ القرآن ، ويمشي على قدم الرسول وأصحابه الكرام :وبحفظك القرآنُ تتلو آية فيهابك الأعداء والأخصامُشابهت أصحابَ الرسولِ محمدٍ صلى عليه الله والآنامفلأنتَ في شتى العلوم محنّكٌ ولأنتَ في ساح الجهاد إمامُوالعاملون بعلمهم هم قلةٌ قد أقفرت عن مثلها الأيامُفالله يجعلُ ما بذلت مضاعفاً في الأجر والحسنات يا عزامُوالله أسألُ أن يجمع شملنا في دار خلدٍ كلها إنعامُكان – رحمه الله – محيطاً بكل العلوم، موسوعي الثقافة، عاملاً بعلمه، يربط الأقوال بالأفعال ، ونرجو الله أن يضاعف له في الأجر ، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته .تحية لشيخي عبد الله عزام : ودبج الشاعر (فريد القاعود التميمي ) قصيدة يمجد فيها شهادة عبد الله عزام، ويوجه له التحية :لروحي في سمائكم وجود يحن كما لمودود ودودأخانا ما رغبنا عن نزال ولكنا تكبلنا قيودولا يجدي إليك العذر مني ولا من أمة منها رقودفيا شيخي لكم منى سلام وألف تحية لا بل أزيدلعبد الله أنت ومنك عزم ومثلك للهدى حقا يقودتحياتي لكم ولكل حر لأجل الدين بالدنيا يجودأخص تحية لمجاهدينا من الأفغان آساد تسودلقد كان الشهيد عبداً لله حقاً وقائداً هادياً مهدياً، ويخص قادة الجهاد بالتحية ولاسيما سياف وإخوانه، فيقول :وأسياف لدى السياف سلت كبرق لاح تتبعه رعودإذا عصفوا بوابلهم أصابوا أعاديهم لصعقتهم وقودرجال في سبيل الله قاموا يذل أمامهم خصم عنيدأذلوا رأس من قالوا كفرنا مطارقهم على الباغي حديدولست أرى الحياة سوى جهاد ومن عرف الحياة هو السعيدلغدوة فارس لله خير من الدنيا وما جمع العبيدلقد جاهد قادة الأفغان في سبيل الله وأذلوا الكفر والروس ويذكر الشاعر بفضل الجهاد الذي هو خير من الدنيا وما فيها :أيعلم أخوتي في كل أرض بأن القدس دنسها اليهود ؟ويا عجبي إلام النوم عنها وقد عبثت بمسجدها القرودلئن كانت موانعنا قيود أما
للقيد كسر يا أسود؟أما لليل من أجل قريب يحل مكانه فجر جديدفتهجر أمتي حزناً مقيماً ويرفع هامها نصر مجيدويغمرنا سرور إن أتانا يسر بنيله الشعب الطريدنرى بسمات مقهور تجلت حلول النصر للمظلوم عيدويذكر الشاعر إخوانه المسلمين في كل مكان بأن فلسطين قد دنستها أقدام اليهود ويبشرهم باقتراب رحيل الليل والظلم البغيض عنها .إلى روح شهيد الإسلام البطل :ولنستمع إلى الشاعر الإسلامي (حسن عامر ) وهو يؤبن شهيد الإسلام البطل فيقول بحرقة ومرارة :يا من رحلت فقلب الحر بكاء لم يطوك الموت، بل مات الألداءما زال صوتك غضاً في مسامعنا ولا تزال له في القلب أصداءولا يزال أخا الإصرار رائدنا تحيط باسمك هالات وأضواءأطبقت جفنيك، لكن سل محافلنا هل غاب عنها خيال منك وضاءوهل تقر جنوب في مضاجعها وهل يمس قلوب القوم سراءقد كنت من قبل تغذو العقل معرفة وكم شفيت نفوساً داؤها الداءواليوم هجت قلوباً فهي عاصفة وقد رفعت رؤوسا فهي شماءأشعلت ناراً ستصلي المارقين لظى وقودها عصبة للشر رعناءويحث قادة الأمة على نبذ الفرقة والتوحد لدحر الأعداء، فيقول :يأبى عمالقة الإسلام تفرقة ولن يمزقهم بغض وشحناءإن الجهاد إذا سارت مواكبه لم يثنها عن بلوغ الحق أعداءويخاطب شهيد الحق والواجب بأن مسكنه وقبره في قلوب محبيه :يا راحلاً كان مرجواً لأمته واليوم نام فمثواه السويداءعزام هذي رياض الخلد قد فتحت أبوابها لك واصطف الأحباءيعانقون أخاً قد باع مثلهم لله نفساً، ولم يفتنه لألاءقد كان حشدك بحراً لا ضفاف له أمواجه فتية غر أشداءجاءوا عيونهم غرقى بأدمعها وفي الصدور مدى حمر وأشلاءهم ودعوا همة كالسيف ماضية وفارقوك على رغم وما شاءواجلالُ الموت ..أو صدق الجهاد :وكتب الشاعر الفلسطيني الراحل د . عدنان النحوي قصيدة في رثاء الشهيد العظيم عبد الله عزام وولديه جاء فيها :جلال موتك أم صدق الجهاد أرى ودفقة الدم أم عطر الورود جرى نور على عبق ..هدى على خلق ٍ عزم على سبق أو في ما خفرا ريحانتان على جبينك أقبلتا فخض إذن بهم الأهوال والخطرا ميلوا إلى الدار ! أنباء مروعة وغضبة أطلقت من وقدها الشررا أطوف في الساح لا ألقى سوى رجل ٍ مزمجر وفتى ألوى وما انتظرا ونسوة والدموع الغالبات بها صببنها غصصاً تروي لنا الخبرا ودفقة من كبود الناس جارية ٍ حرى فتطلق من أنيابها النذرا كأنَّ كلّ فؤاد ٍ من تلوعه هوى إلى الساح بالأحزان فانفطرا لقد عمت المصيبة جميع المحبين، وسألهم الشاعر عن مصير الشيخ فأجابوه بأنه انتصر ومات عزيزاً يحمل راية الجهاد، وقد فتح باب الشهادة على مصراعيه فقال :سألت من حولي الفتيان : قلت لهم ما حلّ بالشيخ ؟ قالوا : عزّ وانتصرا ونال
من ربه الحسنى ففاز بها عيشاً أغرّ وعمراً نضر العمرا وعاد قاتله من هول ما صنعتْ يداه ميتاً ومما كاد أو مكرا تفجّر الحقدُ لا من قلب قنبلة من الحديد ولكنه قلبه انفجرا كأنما غلت الأحقادُ واشتعلتْ مع الهوى حمماً ألقت به سقرا يموت كلّ شقي في مكائده أما التقي فيلقى كلّ ما ادخرا وقال كلّ فتى : واهاً لنازلة ٍ حلّت ْ ..ويا لعدوّ بالأذى جهرا فربّ فاجعة ٍ من مجرم ٍ وقعتْ وطعنة ٍ من جبان ٍ دوننا غدرالله نرجع ُ أوابين إن نزلتْ بنا النوازلُ عزماً صحّ واعتبرا قد كان درسه يلقي بساحتها أغنى الدروس ويلقي عندها العبرا أب يعلمنا التوحيد في لهب ٍ من الملاحم تتلو عندها السورا أخ ٌ لنا وأب ٌ ..يا طيب مرحمة ٍ منه تفوح ُ في ميداننا زهرا وقال كلّ كميّ : إنه رجل ظلت رؤاه تنقي القلب والفطرا أخٌ يجمعنا في كلّ معترك ٍ ويبسط الأرض ميداناً لمن صبرا مع الأئمة أشياخ ٌ الجهاد هنا بنوا شوامخ أو صاغوا لنا الدررا كأنما طلعوا من قلب داجية ٍ مثل البدور فسالَ النور وانتشرا في أرض أفغان آيات مبينة وملحمات تعيد المجد والأثرا لقد كان ممن عاهد الله، فصدق في عهده، وأوفى بوعده ، فكان حتى النهاية ولم ينكص على عقبيه، فيخسر الدنيا والآخرة :عهد مع الله عبد الله قمتَ له عزماً تشق عليه دربك الوعرا تركتَ خلفك أشتاتاً يمزقها طول الهوان ويرميها الهوى زمرا ما زال يطحنهم حبّ الحياة على ذلّ ويطويهم في جوفها خبراوجئتَ تطلبُ أشواق الجهاد هنا دماً تفجّر َ في ساحاتها فجرى أتيتها ولنا في أرضها نسبٌ من التقى وحبال بيننا وعرا وثقت َ في لهب الميدان آصرة ولحمة تجمع التاريخ َ والعصرا وفي رباها لنا ذكرى معطرة وأمة دفعتْ أفلاذها الغررا صحابة لرسول الله يحملهم شوق الجهاد ودين علّم البشرا طيوفهم لم تزل في كلّ ناحية ٍ ذكرى لتبعث في أجيالها الظفرا أفي قطاع جنين ( ربوة ) طلعت ْ تخفي الحنين وتطوي السهد والسهرا تلفتتْ وإباء العزم ِ يمسكها عن البكاء ودفق الشوق ما صبرا مع الشروق لها مما تكابده ذكرى ترجع في ساحاتها الصورا كأنها اليوم ما زالت تودعه تقول : عدْ فغداً تلقى هنا الوطرا لقد فتح الشهيد عيونه على وطن جريح محتل، فعرف أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة :كأنه قال : هل أبقى على دعة ٍ حتى يفيق الذي أغفى وما شعرا لي راية من كتاب الله أرفعها إلى الجهاد وعزم يصدق الخبرا لا أستظل برايات وقد جمعت فتى يداهنُ دنيا أو فتى كفرا ولا أساوم في حقٍّ رواه لنا دم الجدود ودين عطّر السيرا هناك ميداننا موج الدماء به يدعو له صدقاً لله أو صبرا يا ربوة لن تزل تحنو فيدفعها طول الحنين فتشكو الهم والكدرا تقول كل مساء وهي صابرة ألم يحن أوب من أوفى ومن بكرا تطالع الأفق تهوي طيب عودته وتسأل الناس من ولى ومن حضرا وتسأل الليل : كم قد كنت تحمله على الدروب يجوز الكيد والحفرا لقد استعان على شدة الجهاد ومشقته بقيام الليل :كم كان يضنيه طول الليل يقطعه مع القيام ويتلو الآي والسورا وتسأل الفجر : كم قد كنت َ تحمله إلى المساجد يجلو عندها الذكرا كم كنت تحملُ من أشواقه أملاً إلى الجهاد غنى الشوق مستعرا حتى القبور في ساحها سألت أين الفتى غابَ عن ساحاتها وسرى وكلّ ظلّ من الزيتون يعرفه لما نأى مالَ يطوي الشوق وانحسرا كأنما لهفة الأقصى لطلعته دوّتْ ترجع منها الشوق والنذرا كلّ يقول : أيطوي العمر مغترباً مهاجراً في سبيل الله مصطبرافعاد من قمم الأفغان رجع صدى يوحي وينشر من أصدائه عبرا هذي
الميادين دار المؤمنين فما ترى غريباً بها أو جاحداً أشرا هنا لنا وطن حنت له أبداً أكبادنا وجهاد لم يزلْ خضرا ما كان فينا في الديار أبو محمد وهوانا جلّ وازدهرا لنا بحكمته جمع القلوب إذا ذرّ الخلاف بقرن ٍ بيننا وجرى قد كان عن خلق يطوي نوازعنا وعن هدى ينشر الخير الذي ظهرا نطوي على شرف الذكرى محاجرنا عزّاً ونحفظْ في أكبادنا الذكرا لله درك أيها الشهيد البطل لقد شمرت عن ساعد الجد، ودخلت أرض الجهاد في أفغانستان، وتشهد لك جبال هندكوش وغيرها بالبأس والشجاعة الفائقة :لله درّك عبد الله من رجل ٍ ضرب مضى ألجم الأهواءَ فانتصرا شمّرت عن عزمة ٍ لله صادقة ٍ وخضتَ لجّة من لم يعرف الحذرا على ذرا هندكش لهفة خفقتْ وفي السفوح هوى ما زال منتظرا تطلعتْ كي ترى الأبطال صاعدة إلى ذراها وتلقى شوقها النضرا لكنها ذهلتْ مشدوهة ورأتْ وثباً يسابق منها الأنجم الزهرا وثباً يدق بكفيه الجنان هوى يلح أو يطرق الأحداث والغيرا من ذاك قالت فردّ الساح ناعيه هذا الذي صدق الرحمن ما نذرا مضى ليلحق إخواناً له سبقوا طوبى لمن لحق الأبرارَ والأثرا وكان ولداه الشهيدان محمد وإبراهيم جناحين يحلق بهما ذلك النسر العظيم :ريحانتان على جنبيه أقبلتا وضمّتاه ! فصبوا الشوق والعبرا حنا إلى الشيخ ..حنا للأبوة ..كم هاج الحنان له الأكباد والبصرا ما كان يلقاهما حتى مضى بهما ركضاً إلى الله يلقون الذي قدرا بشرى من الله ..عقبى المؤمنين رضا ورحمة الله توفي كل من صبرا وفوه الدم مسكاً ليس يعدله مسكٌ ولا نشر المسك الذي نشرا – مجلة الاعتصام : عدد رجب 1410ه / فبراير عام 1990م .رثاء العالم المجاهد :وكتب صالح محمد جرار من فلسطين قصيدة في رثاء العالم المجاهد عبد الله عزام، يقول فيها مبتدأ قصيدته بالتصريع الذي أكسبها براعة الاستهلال وجرساً موسيقياً عذباً :بِأَيِّ قَافِيَةٍ أرثيكَ يَا بَطَلُ؟!لا يَسْتَطيعُ بَيانِي وَصْفَ فَاجِعَةٍإنَّ الرّزيّةَ قدْ أَودَتْ بِرَائِدِنامَن كَانَ يَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ مَزّقَهُمَنْ كَانَ يَصْحَبُ "عَبْدَ اللهِ" حَرَّقَهُمَنْ كَانَ تلميذَ "عبدِ اللهِ" آلَمَهُلَيْتَ البَيانَ يُؤَدّي حَقَّ قَادَتِنَالكنَّني عَاجِزٌ عَنْ خَوْضِ بَحْرِهِمُلَئِنْ عَجَزْتُ عَنْ الغاياتِ أَبلُغُهانعم رضيتُ بأن أرْنو لِذُرْوَتِهِمْ!كذا رَنَوْنَا لِعَبْدِ اللهِ مُرْشِدِنَا!حَتّى رَجَوْنَا بُلوغَ الأَمْرِ مُكْتَمِلاً!يَا رَحْمَةَ اللهِ جُودينا بهاتنةٍهَا قَدْ فُجِعْنا بِأُسْتاذٍ لَنَا عَلَمٍمَا عَادَ يَجْمَعُنا دَرْسٌ لَهَ عَطِرٌ!!مَا عَادَ يَحْشُدُ للإِيمَانِ فِتْيَتَهُ!!مَا عُدْتُ أَلقَاهُ بَعْدَ اليَومِ وَا أَسَفَا!!كَيْفَ اللقاءُ وَقَدْ شَطَّ المَزارُ بِهِ؟!مَنْ كَانَ يَأمُلُ أَن يَلقَى أَئِمّتَنَافَشُعلةُ الحقِ رَوَّتها دِماؤُهُمُمَنْ كَانَ يَجْهَلُ عَبْدَ اللهِ قَائِدَنَاهذا قُتَيْبَةُ قَدْ عَادَتْ جَحَافِلُهُلا يَسْتَطيعُ قُعُوداً والعِدا بَطِرُوا..كَيْفَ السُّكوتُ على الإِلْحادِ مُنْتَفِشاًكَيْفَ السُّكوتُ على خصمٍ يُنازِعُنيفيها الصَّحابةُ قَدْ سَالَتْ دِمَاؤهمُلا غروَ أَنْ قَامَ عبدُ اللهِ مُنْتَفِضاًشَنَّ الإِغَارَةَ لا يَرضَى لَهَا سَكَناًقَضَّ المَضَاجِعَ للأَعْدَاءِ فائتَمَرُوافَبَيَّتوا شَرَّ كَيْدٍ والعِدَا رَصَدٌمشيئَةُ اللهِ أَنْ يَلْقَى مُعَلّمُنَاوَشاءَ رَبُّكَ أَنْ يَخْتَارَ وُلْدَكُمُطَابَتْ ثَلاثَتُكُم واللهُ راحِمُكُمْلكنَّ فُرقَتَكُم أَوْهَتْ مَسيرَتَنَانَدْعُوكَ رَبِّ وَقَدْ جَلَّتْ مُصيبَتُناوَرَحْمَةً لأَحْباءٍ لَنَا شُهُبٍوالمُجْرِمينَ فَخُذْهُمْ رَبِّ مُنْتَقِماًوالظالمينَ فَخُذْهُمْ أَخْذَ مُقْتَدِرٍفَإِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلّوا النّاسَ قَاطِبَةًوَاحْفَظْ عِبَادَكَ مِنْ شَرٍّ يُرادُ بِهِمْعَليْكَ رَبِّي تَوَكَّلْنَا فَلا وَجَلٌ
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر شعراء أدب مجتمع