يتجه الرجل نحو التأنث كما تتجه المرأة نحو الاسترجال في المجتمعات الغربية حيث تختفي الحدود التقليدية بين الجنسين، هذا ما كشفه بحث جديد قامت به مؤسسة بريطانية متخصصة. ففي السنوات العشر المقبلة سيكون الرجل اكثر «تأنثا» حيث يقوم اكثر فأكثر بدور فعال في تربية الصغار وتزيد اهتماماته بالموضة ويستعمل ادوات التجميل اكثر مثل مواد الزينة وادوات الرشاقة وحتى اجراء عمليات جراحة التجميل.
فمثلا ان الدعايات التلفزيونية لترويج حضائن (لفافات) الأطفال يقوم بها الرجال الآن بدل النساء، هذا ما كشفه بحث حديث قامت به مؤسسة مراقبة المعلومات البريطانية (داتامونيتر) ونشرته امس صحيفة «الديلي اكسبريس» اللندنية. وفي الوقت الذي يتبنى فيه الرجال سلوكات انثوية اكثر يحدث العكس للنساء فانهن يتجهن نحو الاسترجال، حيث يلتحقن بالمدارس والجامعات او العمل اكثر فاكثر بدل المكوث في البيت، مع ازدياد عدد اللواتي يتعاطين الكحول باستمرار. ووصلت نسبة زيادة تناول النساء للكحول في بريطانيا خلال السنوات الخمس الأخيرة الى 27 بالمائة. وكشف البحث، الذي يتنبأ بتغير السلوكات والعادات الاجتماعية خلال العام المقبل وما بعده، ايضا كيف ان الهوة بين الأجيال تضيق حيث يقبل الصغار في عمر الثانية عشرة على منتجات كانت من قبل لا يطلبها من هم اقل من 17 عاما في العمر. كما ان الكثير من البالغين يتبنون سلوكيات المراهقين من حيث طبيعة الملابس التي يرتدونها وعادات الأكل والشغف بألعاب الكومبيوتر، حسب بحث مؤسسة «داتا مونيتور» المتخصصة بتحليل عادات الاستهلاك في المجتمع البريطاني. وبشكل عام فان عدد العوائل التقليدية في انحسار شديد. ففي عام 2005 سيكون هناك 21 مليون عائلة تقليدية اقل في اوروبا الغربية عما كان عليه العدد عام 1995، اي بانخفاض بنسبة 14 بالمائة حسب تقرير «داتا مونيتورَ». وحددت «داتا مونيتور» ما وصفته بأنه عشرة «عناصر فعالة» ستؤثر على طبيعة حياة الرجال والنساء والأطفال. هذه العناصر هي: الجنس (ذكر او انثى)، العمر، العائلة، الدخل، الفردانية، حياة البيت، الانترنت، المخاطرة، وسائل الراحة، الصحة. وقال كيفن همبشاير المحلل في شؤون الاستهلاك ومعد البحث «ان يكون ناجحا يجب ان يقوم المنتوج او الخدمة على واحد من هذه العناصر، والأفضل ان يقوم على عدد من هذه العناصر». ويعطي التقرير مثلا واحدا هو الانترنت وكيف انه يغير طبيعة حياتنا تدريجيا لكن بشكل كامل فالفرد او العائلة تستعمل الشبكة الالكترونية الان اكثر فاكثر للإتصال بافراد العائلة او الإصدقاء او الحصول على المنتوجات او الخدمات ويستعمل الكثيرون الآن الرسائل الالكترونية «إيميل» بدل الرسائل او الهاتف للتواصل مع الآخرين.
المراجع
www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=865موسوعة الأبحاث العلمية
التصانيف
الأبحاث