تختلف الديمقراطية السياسية عن الديمقراطية الصوتية ، ونحن على ابواب انتخابات المكتب الدائم عصر اليوم ، واذا كانت صناديق الاقتراع الشعبية تفرز نوابا وفق معايير مجاميع الاصوات ، فإن انتخاب النواب لمكتبهم الدائم يجب ان يخضع لمعايير مختلفة تماما وان تشاركت مع الانتخابات العامة بقصة الاصوات.

فالمكتب الدائم يجب ان يشكل قوس قزح سياسيا لكل التراكيب اللونية داخل المجلس ، ولا يعقل ان تكون المرأة غائبة عن المكتب مثلا او الالوان السياسية او الاجتماعية وكذلك الاقانيم المركزية ، فخمسة مقاعد يمكن ان تكون شاملة لكل المكونات الاردنية ويمكن ان يحقق فرد واحد تمثيلين معا ، بأن تكون السيدة من العاصمة ولها صفة سياسية وهكذا في باقي مواقع المكتب الدائم ، الذي يحسم عادة في توافق كتلوي على حساب المضمون الوطني.

هذه الصيغة السياسية تدعم حضور النواب سياسيا وتؤسس لانتخابات سياسية داخل مجلس النواب بين نواب يجرى المفاضلة بينهما سياسيا وتمثيليا وليس توافقية كتلوية على منصب هنا مقابل منصب هناك.

الان وسط توافقية على رئاسة المجلس النيابي للرئيس فيصل الفايز تبدو الامور مواتية لتحقيق انتخابات داخل مجلس النواب تؤسس لتنمية سياسية ومشاركة سياسية هامة ستعكس صورة الى المجتمع الاردني لاحياء روح التوافق السياسي والاجتماعي ، ويقدم النواب نموذجا على انهم نواب وطن فازوا عن دوائر مناطقية وليس العكس.

انتخابات المكتب الدائم ستشير حكما الى آلية انتخابات اللجان التي تشكل العصب السابع للمجلس النيابي والتي يفترض ان تصبح بيوت خبرة حقيقية في السياسية والاقتصاد والخدمات والتشريع وتوجد في المجلس اسماء تحمل من الخبرة ما يؤهلها لقيادة اللجان وفق نظرية بيوت الخبرة على صعيد اللجان المالية والقانونية والشؤون الخارجية والخدمات والعمل والبيئة وباقي اللجان ، لكن هذه الاسماء قد تحجم عن الدخول والتنافس اذا كان السباق صوتيا وخاضع لاتفاقات كتلوية فقط دون حساب الكفاءة والخبرة فما الذي سيدفع باسماء لها خبرتها ووزنها لتدخل في تنافسية صوتية مع امكانية الفشل الواردة وهذا سيدفعها الى الهرب.

حوارات الساعة القادمة هي حوارات سترسم معالم مجلس النواب القادم وستكون فرصة لقراءة شكل وآلية عمل النواب واذا ما تغيرت هذه الرؤية ام بقيت على حالها؟ خاصة وان رائحة الاستعجال في تشكيل الكتل اشتمها المواطن والمراقب بقلة تفاؤل حول استمرار الكتل بصيغتها الحالية وارقامها الانية بشكل ينذر بقرب انفراط عقد معظمها بعد انتخابات المكتب الدائم او على اثر نتائج هذه الانتخابات.

مجلس النواب يجتمع اليوم وسط قلق شعبي على شكل المجلس المقبل وبات ضروريا ان يمنح النواب المواطن جرعة تفاؤل بعودة السياسة الى مقاعده الوثيرة ونأمل ان يفعلها النواب ، فشعار التغيير كان هو الشعار السائد في الحملة الانتخابية ويجب ان يتكرس هذا الشعار على الارض في انتخابات المكتب الدائم واللجان والا ستكون النتائج محبطة لكل العملية البرلمانية والانتخابية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   عمر كلاب   جريدة الدستور