لم نسمع في الحكايات والنوادر حتى عن بيع طعام بعد المضغ ، وحتى العلكة التي تقوم فلسفتها على المضغ المتتالي لا تباع بعد مضغها ، لكن ذلك يحدث في غرائبية عجيبة على دوار الداخلية ، ثمة اناس يريدون بيع العلكة الممضوغة وثمة شباب يريدون كاميرا بأي ثمن بعد ان عجز مَن خلفهم عن جذب الناس الى شعاره.
جميع الشعارات التي طرحها المسؤول عن هذا التجمع خلال مناظرة اذاعية مع كاتب المقال هي شعارات تجاوزتها الحالة الاردنية بأوامر ملكية واضحة, فكرامة الشباب والمواطن التي يرفعونها على دوار الداخلية قال فيها الملك كلاما واضحا »كرامة الشباب من كرامتي« وقبلها »كرامة المواطن من كرامتي« فعن اي كرامة يتحدث المحتجون على دوار الداخلية؟ ثم من يملك عقلا ووعيا او ذرة من فهم يطالب بحل جهاز امني ما انفك يحمي الوطن والعرش؟ وهل توجد دولة في العالم قامت بحل هكذا جهاز امني, نتفق جميعا على انه ضرورة وطنية وانه نجح طوال عهده في حماية الوطن من ايدي العابثين وشذّاذ الافاق الذين اغتالوا ذات عرس شعبي فرحة الاردنيين.
امس حصريا ، ازال المجلس العالي لتفسير الدستور القيد عن نقابة المعلمين وقبل ايام ثلاثة ، اطلق الملك العنان لشباب الجامعات وبيوت العلم كي تحلّق في سماء المعرفة بحرية ودون تدخل من احد ، حتى مطالبات رفع الوصاية الامنية التي رفع شعارها المتظاهرون اليوم كانت منجزة سلفا.
ما جرى امس من تضييق على العباد والبلاد باغلاق السير والازمات المرورية الخانقة في شوارع عمان لا يمكن النظر اليه بوصفه حرية تعبير ولا يمكن ادراجه ضمن باب المشروعية في التظاهر والاعتصام لانه ببساطة الحق الضرر بمصالح العباد ورفع درجة التوتر بين الناس وبالتالي فهو مدان ومرفوض ولا يحظى باي حماية قانونية او دستورية بل ويخالف الشرع والفقه كونه يتعارض مع المصالح المرسلة للناس.
ثم بأي حق يقوم نفر قليل لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة من المئات في لحظة الذروة ، بفرض اجندتهم على عمان بأكملها وربما على الاردن بحكم موقع دوار الداخلية واثره على حركة السير الكلية ، هل يريدون جرّ من لبت الرسالة الملكية الاخيرة متطلباته وهم كثر الى صدام او مواجهة؟ ام ان لهم رغبة في شهرة واضواء جاهزة لبث اي سوء عن عمان واهلها؟ ام ان حصرم الاباء قد دفع بالابناء الى محاولة يائسة لازالة ضرس الاباء؟ فنحن نعرف من دفع بابنائه كي ينثروا الفتنة على صفحات المواقع التفاعلية بعد فشلهم في ساحات الجامع الحسيني وانفضاض الناس من حولهم ، ونؤكد لهم بأن الفشل سيكون حليفهم دائما طالما يفكرون بعقل مغلق على اجندتهم الخاصة والضيقة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة عمر كلاب جريدة الدستور