بعد ادراج الحكومة قضية الكازينو على جدول اعمال الدورة الاستثنائية المفترضة , هل انتصر الرئيس ام ربح النواب ؟ سؤال يشغل صالونات عمان التي لجأت بداية الى الحل الاسهل بأن ضغوطات مورست على الحكومة لإدراج ملف الكازينو على الاستثنائية التي تستعد للانطلاق بعد ان اكمل الفريق الوزاري القوانين المطلوبة على عجل .

بداية يجب التذكير بأن الرئيس هو من بادر الى تحويل ملف الكازينو الى هيئة مكافحة الفساد وليس غيره , ولم يرسله الى الهيئة تحت ضغوطات نيابية او شعبية بل كانت مبادرة شخصية وخرجت التكهنات يومها لتشكك في خطوة التحويل نفسها وتقول ان الرئيس بادر الى تحويل الكازينو ليبرّئ نفسه , كان هذا اسفين استباقي من صالونات النميمة , قبل ان يأتي التفسير التشريعي بأن الملف من مهمات مجلس النواب وفقا لقانون محاكمة الوزراء وليس من صلاحيات الهيئة , وهذه نقطة لصالح البخيت الذي جلس امام اللجنة هو واثنين من رؤساء الوزراء السابقين وقائمة تصل الى ستين شخصية حكومية ورسمية .

التصعيد خلال اليومين الماضيين بسبب رفض الحكومة والرئيس حصرا ادراج ملف الكازينو على جدول الاستثنائية كما قال النواب عبر تسريبات صحفية وفي صالونات عمان هو المصدر الوحيد لخبر رفض الحكومة , ولا يمكن القفز عن دور 47 نائبا حجبوا الثقة عن الحكومة في هذه التسريبات كما لا يمكن نفي صحتها فالرئيس مشتبك على اكثر من مسار ولا يمكن ان يفتح اشتباكا جديدا مع ان مصدرا التقى الرئيس امس نقل عن الرئيس قوله " انا من اصرّ على ادراج ملف الكازينو على الاستثنائية وليس النواب .

سيناريو القادم من الايام يحمل رياحا ساخنة على الجبهتين النيابية والحكومية , لان الطرفين يشعران بحتمية التغيير لحظة اقرار التعديلات الدستورية وقوانين الاصلاح السياسي المبنية على التعديلات الدستورية التي يفترض بها فتح الباب واسعا امام الحياة السياسية الرحبة وقطف ثمار الربيع العربي هذا القطاف الذي تحدث عنه الملك مؤخرا بوصف الربيع العربي فرصة اردنية .

فالنواب استبقوا الادراج بتشكيك في نوايا الحكومة ورئيسها وهذا خطاب للناخب لا للحكومة التي يؤكد رئيسها انه بادر الى ادراج الملف في خطاب لم يشأ ان يطلقه للشارع مباشرة لترطيب الاجواء مع النواب وعدم فتح حرب مبكرة معهم قبيل الدورة الاستثنائية التي ستحمل قوانين اشكالية في صيف لاهب ووسط استشراس نيابي لاحساس بضبابية المستقبل البرلماني .

يمكن توجيه الكثير من الملاحظات للحكومة ولكن في الملف المالي ما زال الرئيس معافى وما زال قادرا على اقناع الاردنيين بنزاهته وبياض ذمته المالية خاصة وانه اكد اكثر من مرة ان الكازينو لم يكلف الخزينة اية اعباء وهو صادق في ذلك .

الكازينو وتجاذباته كان استعراضا او مناورة بالاسلحة الحية بين الحكومة والنواب واختار الرئيس فيها الهدنة بدل التصعيد وتراشق الاتهامات مع النواب الذين ركضوا باتجاه حماية انفسهم عبر الحرص على الشفافية ومحاربة الفساد احد ابرز الملفات المطروحة والمقبولة شارعيا وهذا ما يحتاجونه اكثر من الحكومة التي ما زالت حائرة في فك شيفرة الرضى الشعبي رغم محاولات حثيثة .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   عمر كلاب   جريدة الدستور