يحتفل السوريون حسب قناة الدنيا بيوم النصر على المؤامرة في ساحة الامويين بدمشق , ويحتفل السوريون بذكرى الثورة السنوية الأولى في ساحات خارج دمشق حسب فضائيات عربية وعالمية , القاسم المشترك في الاحتفال هو الغناء للرئيس السوري بشار الاسد , في ساحة الامويين الغناء , سوريا بخير وبشار بخير , هناك - في غير ساحة الامويين - يغنّون “ يالله إرحل يا بشار “ .
قناة الدنيا تبث صورا على الهواء مباشرة لجماهير تقول القناة ان تعدادهم فاق المليونين , وفضائيات عربية وعالمية تقول ان ملايين السوريين ينتظرون ساعة الخلاص من نظام الأسد وشبيحته , القاسم المشترك في التغطية الاعلامية غياب الطرف الآخر , فمن يبث صور القتل والدمار لا يقترب من ساحة الأمويين ومن ينقل على الهواء ساحة الامويين لا ينقل ما يحدث في حمص وإدلب .
الغائب عن سوريا اليوم هو صوت العقل والحرص على الدولة السورية , فلا بشار هو الدولة ولا المعارضة تستطيع ان تمنح نفسها حق التمثيل الاوحد , هناك في سوريا من يدعم النظام بدليل صموده وعدم انكسار شوكته وعدم وصول الانشقاقات فيه الى اعلى من معاون وزير ومدير مكتب مفتي , وهناك حقيقة على الارض السورية تقول ان زمن الحكم المطلق والحزب الاوحد قد انتهى وهذا ما صوّت عليه السوريون مؤخرا , بل ان احد اعضاء الوفد الأردني قال ان الرئيس السوري قال كلاما قاسيا عن حزب البعث وفساده وترهله وتكلسه خلال لقائهم به .
نقطة التلاقي , ان البعث لم يعد حزبا حاكما وانه سبب الازمة ونتيجتها , والغناء في الساحات مدحا او قدحا لن يغير الواقع السوري ولن يوقف نزيف الدم السوري , فقوى النظام يسال دمها وقوى المعارضة يسيل دمها وبين الفريقين ضحايا من الابرياء تُزهق أرواحهم وتنتهك محارمهم وممتلكاتهم , والاطراف يتراشقون التهم .
لست اسفا على رحيل النظام ولست فرحا اذا انتصرت المعارضة , الجميع قلق على الدولة السورية او للدقة قلقون على “ أمنا “ فنحن ابناء بلاد الشام نمسك بالنواجذ على الدولة السورية وعدم تفككها او دخول الدنس الاجنبي الى ثراها الطهور , والحل بالحل , بمعنى ان الحل في سوريا هو بحل حزب البعث وإخراجه من حضن الدولة , ليتنافس مع باقي الاحزاب والتيارات في انتخابات عامة للرئيس والبرلمان بالتتابع , فالرئيس السوري جاء الى الحكم بوصفه قائدا لحزب البعث , والبعث الحزب ليس مقبولا في الحكم بالصيغة الإملائية الحالية .
مخرج الازمة السورية من داخل سوريا نفسها , لا من العواصم الاخرى والفضائيات , وشرعية المعارضة لا تأتي من دعم واشنطن وحلفائها , بل من إرادة السوريين الحرة .
سوريا التي أهدت الى البشرية الحرف واول ابجدية في الكون , ليست بحاجة الى نصائح من غير ابنائها ونحن ابناء سوريا واهلها , ونحن اول الحل واخره , ونرفض المساس بوحدتها وهيبتها ودورها وحضورها , وسنكون جنودها اذا ما إدلهم الخطر على اراضيها , فنحن اختلفنا مع شقيق الروح في الهلال الخصيب ولكننا لم نفرط فيه, الى ان غافلنا الكون لغيبوبة انظمتنا الرسمية وقلة حيلتنا كشعوب في تلك الفترة وفي زمن استرداد حيلتنا لن نسمح بأن تنتهك سوريا لا من خلال جيش منشق تابع ولا من خلال ارتال غربية تحاول ان تدمي سوريا .
سنبقى نغني لسوريا وصباحها الجميل وهي تجتاز عتبة الازمة بالحرية والحوار الوطني الداخلي, وانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية الحرة والنزيهة لان هذا هو الحل بعد حل البعث واطره وانهاء سطوته وسيطرته البوليسية .
المراجع
مكتبة الجامعة الأردني
التصانيف
صحافة عمر كلاب جريدة الدستور