« الى الاعزاء وائل وحمزة وعمر «

بحكم رسوخ في القيمة الاجتماعية وعذوبة روح , استطاب المجتمع ان تكون محافظة الطفيلة بيت النكتة الاردنية , او حاضنتها الاساس , كما استطاب الشعب المصري الحبيب اهالي الصعيد كحاضن للنكتة , وبالتساوي انجبت الطفيلة عباقرة في كل المجالات رغم كثرة النُكات عليها , وانتج الصعيد نفس الحالة , وثمة شبه آخر بين الطفايلة والصعايدة غير الملامح السمراء والجباه العالية بأن الصعيد والطفيلة يحبون الفكر القومي ويعشقون تراب الارض ويجبلونها بدمهم اذا لامسها دنس الاحتلال ويروونها بعرقهم وقت الرخاء , ويشبهون جمال عبد الناصر وصدام حسين .

الطرفة المصرية ومساحة روح الدعابة الهائلة عندهم انتجت مسرحية تحمل اسم الصعايدة وصلوا , وانا استعير الاسم و التشابه في الرجولة والكرم والنخوة , لأكتب « الطفايلة وصلوا « , ليس من باب مناكفة اهلي في المحافظة العزيزة , بل لأنشر اعلانا بأن طلائع الغزو الاعلامي الطفيلي قد وصل الى شغاف قلوب الناس وعقولهم , بعد ان نجح جيل من الرواد في اثبات الوجود ونشط الجيل الثاني , لكن ذائقة خاصة لجيل الطفيلة الثالث في الاعلام , وعلى وجه الحصر « وائل الجرايشة وحمزة العكايلة وعمر داودية « , ثلاثتهم يحملون نكهة خاصة , تجمعهم الطفيلة ويفترقوا على دروب الوعي اليها .

وائل الدمث في الدستور العزيزة , ورئيس تحرير موقع عمون الاخباري , اولهم في سوق مهنة المتاعب وربما اكثرهم شهرة بحكم دماثة روحه ورشاقة قلمه واقترابه من الارض اكثر من صديقيه , والكل يعرف حجم الامثال التي تُحذّر ممن يقتربون من الارض , ولولا مهابة لقلت ان الطفايلة خصوصا والجنوب عموما بعيد عن المَكر والخُبث , ويفيضون صفاءً مثل عين الديك , نجح خلال فترة وجيزة ان يكون مرجعية في الاخبار البرلمانية ويحقق سبقا تلو السبق , ويملك مهارة في صياغة معلوماته بحيث تقترب من الادمان عليها بطريقة وائل فقط .

حمزة العكايلة المتجهم كثيرا واليافع كثيرا ايضا , يمتلك مهارة اختراق اسوار البيت الاسلامي العالية , ربما بحكم طول قامته وربما بحكم قرابته , لكنه ماهر في صياغة الخبر والتحليل , وماهر اكثر في استشاطة غضب الجماعة الاخوانية وأن يُحسب عليهم في ذات الوقت , في وقت قصير نجح في اختراق تحصيناتهم , ونجح في اصطياد الاخبار الخاصة , ولو مارس قليلا من الضحك وأرخى عضلات وجهه لظهر شبابه اكثر , فالعزيز حمزة يبدو اكبر من عمره قليلا .

طاقة ثالثة اطلت برأسها بداية عبر بوابة القصة , فغافلت معشر الكتاب ولم ينتبهوا لبهاء قلم يُطّل من ثنايا عود طري تعرّفنا عليه ذات اعتقال على الدوار الرابع , وكشف خلال وقت قصير عن مخزون ثقافي بديع , واناقة حرف له نتوءاته الخاصة وتعابيره الروائية , ويمزج الثقافي بالسياسي بالفني لينتج لغة تشبه روح الطفيلة السلسة العذبة .

اقف طويلا امام ما يكتب هؤلاء الشباب , واسمع لما يقولون في الجلسات الخاصة بعناية اكثر , وانتظر رسالة عمر داودية التي تحمل عنوان زاويته ومكان نشرها , واثق ان ما يحدث في اوصال المهنة من يأس واحباط وقنوط وانعدام احساس رسمي بآلام وامال الصحافة اليومية والصحافة الورقية بشكل خاص , سيكون اقل احباطا في ظل اقلام من طراز الطفايلة الثلاث وغيرهم الكثير ممن لا نعرف , وأختم بالاهزوجة الاحب الى قلوبنا « وسعّوا الميدان « فقد وصل الطفايلة .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   عمر كلاب   جريدة الدستور