استعدادات دوائر العمل الخَدمي لمنخفض قطبي قادم يوحي بأن دوائر الخدمات في الاردن جديدة على العمل الشتائي والاستعداد له وكأننا بلد صحراوي بالكامل, مما ينذر بأن النتائج حال وصول الزائر الابيض لن تكون مباغتة بالمعنى الايجابي , اي ان رحلة المواطن مع العواصف الشتائية مستمرة دون تغيير على عقلية مسؤولي الخدمات.
العواصف انتجت خلال الفترة السابقة مصطلحات دخلت الحياة السياسية مثل“ تقطعّت بهم السبل“ او المحاصرون, وباتت جزء من طرافة اردنية مع كل هبة هواء او قطرة مطر, والمؤسف ان المناطق الساخنة في فصل الشتاء نعرفها جميعا من ثغرة عصفور الى الشوبك والطفيلة مرورا بعجلون وعمان الغربية, وفي كل ثلجة تحدث نفس الازمة ونفس المشاكل التي يأتي لحلّها رجال الدفاع المدني وبواسل القوات المسلحة, وهؤلاء لا يتحدثون بل يفعلون.
امانة عمان وكوادرها ووزارة البلديات والاشغال عليهم ان يجلسوا امس وليس اليوم, على طاولة ادارة الازمة, والكشف عن الآليات والمعدات, فالثلجة الماضية اكتشفت احدى البلديات ان جرّافتها بدون ديزل, ونخشى ان تستمر المسيرة السابقة بالفزعة يوم الثلجة فقط وبعدها يبدأ التلاوم وتبادل التهم بالتقصير مع صورة تلفزيونية لوزراء الخدمات وامين عمان وهم في الميدان.
التصريحات المتفائلة ما زالت تصدر عن الجهات الخدمية وبطريقة يمكن ان تجعل المواطن ينام قرير العين لولا ان الذاكرة مع هذه الجهات فيها نُدب كثيرة, وتجاربنا السابقة ما زالت مسكونة بالمياه المتدفقة على المنازل وصورة مجنزرات القوات المسلحة وهي تنقذ المحاصرين او ممن تقطعت بهم السبل, وسط غياب الجهات الخدمية.
الثلج زائر جميل اعتدنا على الاحتفاء به شعبيا, وزادت مهارة الاردنيين في صناعة التكوينات الثلجية واتسعت مساحة اللعب بالثلج, ونريد ان نستقبل الزائر الابيض بالفرح الذي يليق به دون مشاكل او انتكاسات تكسر الفرحة او تسرقها بحادث هنا او محاصر هناك, فنحن بحاجة الى الثلج لزيادة مخزوننا المائي اولا ولإشاعة ثقافة الفرح بدل ثقافة التدثر الشتوي.
ثمة قلق حاد ينتاب المواطن كلما تحدثت الجهات الخدمية بلغة واثقة, وللآن نسمع تصريحات فردية واثقة من كل جهة خدمية مما يشي بالقلق خاصة مع تكريس مشهدية ثقافة الجُزر المعزولة بين دوائر الخدمات التي ما زالت حاضرة, فلا يوجد فريق عمل كامل يخرج على الناس ببرنامج عمل واضح وآلية تنفيذية, ولم نسمع عن خلية ازمة لادارة الطرقات وحواف الاودية, تتناسب مع توافق المرجعيات المهتمة بشؤون الطقس والتي اجمعت على ان مساء الثلاثاء بداية وصول المنخفض القطبي الحاد وان نهاية الاسبوع ستكون بيضاء.
مرجعيات الارصاد اجمعت على قدوم الثلج , وعلى جهات الخدمات ان تتعامل بجدية مع المرجعيات وتوقعاتها, والاهم ان تكون الاستعدادات مرتفعة حتى لا يكون هناك افساد لفرحة الاردنيين بالثلج, فالفرح شحيح في عوالمنا العربية ولا مجال لضياعه.
بقلم: عمر كلاب.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة عمر كلاب جريدة الدستور