في خضمِّ و زحمة المواقع و تنوّعها , لا بدَّ من التعرّف فيما يُكتبُ فيها. فثمة مفاجآت بانتظار المتصفّحين : ( متابعين.. مشرفين .مدققين. .. ) - نائلة الخطيب - من هؤلاء الأسماء الذين قرأتُ لهم حديثا. فدفعني ( موقعي ) في الإستراتيجيات لأتحرّى هذه الكتابات العنيفة للشاعرة ( نائلة الخطيب ) في نصوصها التي وصلتني (لكل تحد..... حجم ... لحظات عدم .. وطن تحت أقدام الجبال ) في قصيدتها ( وطن تحت....) ثمة صوتٌ عنيفٌ و ثائرٌ يتدخّل , و يتحايل على نصِّها هذا المفعم بالكلام اليومي الرزين. وهذا ليس بمستغرب لأيّ كاتبٍ كانَ , فكيف إذا كان فلسطينيا ؟. و ( نائلة) من هؤلاء الكتاب الذين لهم همومٌ فكريّة إلى جانب الهمِّ الأكبر : كيف تكتبُ شعرا يخالطه همٌّ وطنيٌّ حادّ ؟ . فلا بدّ في هذه الحالة إلا أنْ تصرخَ ( نائلة ) لتقولَه لنا , و تقف ضد العالم الصامت الجبان و تلتجىء إلى التاريخ الحديث فلا ترى في شخص ( عبد الناصر) إلا الملاذ الآمن من بين الكلّ . فصرختها الواضحة هذه ( بعدك كل الملوك عبيد !! ) دليلُ ألمها الكبير . نصُّها هذا لا يحتاج إلى كثير تدقيق حتّى يفهمََه المتابعُ . لا تستدرجُ الشاعرة رمزا أو صورة . بل تتركُ لعواطفها أنْ تقولََ ما تشاء . ومن هنا وضوحُ التعبير . و جماله بنفس الآن. غير أنّه كان من الممكن أنْ تُدخِل رمزا فلسطينيا على نصِّها ليكونَ أكثر غنائية , وأكثر تعبا للقارىء الباحث الذي يريد تفكيكا لأيِّ نص .
(ولا حدود لعزلتي
بل لا حدود لوحدتي
يا أيها القلب السعيد!!
أبحث عن وجع شبيهي
سأم شبيهي
منفى بعيد شبيهي
يجفف المطر المتساقط
في عمق دوراني وتيهي
من يدري؟
ربما لا يكفيني موت واحد ) هذا المقطعُ مجتزأٌ من (لحظات عدم ) هذا المقطع الوجودي , العبثي تستشفه ( نائلة ) من مجمل نصوصٍ فلسطينية ( فدوى طوقان) مثالٌ صارخٌ على الألم الفلسطيني قبل نائلة بعقود من الزمن . في المقطع السابق تشظي حالات نائلة , بل بالأدقّ فصامية الكتابة , فهي تخاطبُ نفسَها , و بنفس اللحظة تستنجدُ بالقلب السعيد , هذه المشاعرُ النبيلة التي ترسمُها ( نعم ترسمها . و لا تكتبها نائلة ) هي نفسها التي حاكت الشاعر ( سيمون ) (تدل على الرقي بالمشاعر الفياضة ) لا تجد نائلة مَنْ يقول لها هذا الكلام فتقولها هي لغيرها . فلا بدَّ أن تطلقها لأحد ما .
(من لم يرتكب عشقا ..فليرمني بحجر.. ) من قصيدتها (لكل تحد..... حجم ) هذا النص الأعمق و الأرقُّ لنائلة . ثمة عدة مستويات للنص : إنه نصٌّ غنائي و وجداني و روحاني . وثمة تناصٌّ مرنٌ فيه . خاصة كلام السيد المسيح ( من لم يخطىء فليرمِها بحجر ) تستفيد نائلة منه . و تدرج ما يشبهه بكثير من العفوية و الشاعرية لتقول لنا : ( من لم يرتكب عشقا ..فليرمني بحجر ) . كان من الممكن لتحيتي هذه أنْ تطولَ , لو توصلتُ إلى كلِّ ما كتبته نائلة . ولأنّ المدوّن أعلاه تحية لنائلة الخطيب . فأنا أجدّدُ رغبتي بقراءة المزيد من نتاجها المنشور.
المراجع
رابطة ادباء الشام
التصانيف
شعر ادب كتب