الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
اذا أردت الصعود فأتخذ لك سلما ، واذا اردت الإنحدار فأطلق يديك ، فما ايسر الهبوط الى الهاوية: تشرفَ وتشنفَ تاريخُنا الإسلامي برجال عظماء ، ونساء عظيمات ، شيدوا حضارة الإسلام الرائعة على اكتافهم ، واليوم تتأرجح قيم حضارتنا، وتتضطرب في أكتافنا ،فقد نسينا أن الكنوز والجواهر في أيدينا ، ونتطلع الى قمامات العالم وفتاتهم ، فكيف لنا أن نرسم المستقبل ؟ او نشيِدَ صروح الحضارة؟ ،أ ونفجر ينابيع المعرفة ؟
أضواء العمالقة :
يقول إ بن مسعود رضي الله عنه : (ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).
وكان يقول: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شئ من عمل الدنيا ولا الآخرة.
وكان أبى موسى الأشعرى - رضى الله عنه - يصوم حتى يعود كالخلال - العود
الذى يخلل به الأسنان - فقيل له : { لو أجْمَمْتَ نفسك ؟ } - أى : تركتها
تستريح - فقال : { هيهات ! إنما يسبق من الخيل المُضَمَرة.
كان كافور الإخشيدي و صاحبه عبدين أسودين ، جيء بهما إلى قطائع ابن طولون ، صاحب الديار المصرية وقتئذ ليباعا في أسواقها فتمنى صاحبه أن يباع لطباخ حتى يملئ بطنه بما شاء ، و تمنى كافور أن يملك هذه المدينة ليحكم و ينهي و يأمر ، و قد بلغ كل منهما مناه.
فبيع صاحب كافور لطباخ ، و بيع كافور لأحد قواد المصريين فأظهر كفاءة و اقتدارا.
و لما مات مولى كافور قام مقامه، و اشتهر بذكائه و كمال فطنته حتى صار رأس القواد و صاحب الكلمة عند الولاة ، و مازال يجد و يجتهد حتى ملك مصر و الشام و الحرمين، مر كافور يوما بصاحبه فرآه عند الطباخ بحالة سيئة ، فقال لمن معه : " لقد قعدت بهذا همته فصار كما ترون ، و طارت بي همتي فصرت كما ترون ، و لو جمعتني و إياه همة واحدة لجمعني و إياه عمل واحد .
وعن ابن عباس قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجباً لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترى؟ فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح علي التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك، قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ، فقال: هذا الفتى أعقل من. ونحن لسنا ندري أين عقولنا الآن ؟
الإمام احمد – رحمه الله – رئي ومعه مجرة ومحبرة !! فقال له قائل : يا أبا عبد الله أنت قد بلغت هذا المبلغ وتطلب العلم وأنت إمام المسلمين !! فقال : مع المحبرة إلى المقبرة
رجال لا تفلت منهم ثانية واحدة :
حماد بن سلمة : لو قيل له أنك سوف تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا ، كنت تراه دائما مشغولا إما أن يحدث و أما أن يقرأ وإما أن يسبح أو يصلي، وقد قسّم نهاره على ذلك، وكان بعضهم يأمر بالمعروف ودمه ينزف ، بل كان بعضهم يدارس طلابه العلم وروحه تحشرج في صدره ، كما فعل أبو يوسف تلميذ ابو حنيفة ،بل كان بعضهم إذا تعطلت أدوات علمه الأخري ، استغل عقله ، فحل معضلات المسائل ، وإذا قدم له الطعام استكثر لحظات مضغه ، فيطلب ما يمكن أن يُبلَعَ من الطعام .
يقول ابن عقيل : انه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح فلا انهض إلا وقد خطر لي ما اسطره و إني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين اشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة ، ويقول : أنا اقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حيث إختار – رحمه الله - سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز !! لأن الخبز يأخذ وقتا في المضغ أما سف الكعك على الماء فإنه يوفر وقتا وهكذا كله من اجل توفير دقيقة يمكن أن يطالع فيها أو يكتب ، وهنا نواجهُ لأنفسنا سؤالا خطيرا جدا وهو كيف يمكن أن نوفر الوقت المتسارع في أيامنا هذه ؟ فلو حسب الرجل نهاره لوجده متوزع بين العمل ، والأسرة ، والطعام ، والنوم ، والصلاة ، إذن لا بد من إقتطاع الوقت من الضروريات التى لا بد منها ، فعليك أن تستاك ، أو ترتدي ثوبك ، او تلبس حذاءك ، او تسرح شعرك ، في لمح البصر او هو أقل ، وإذا زرت ، او تسوقت ، فليكن في اسرع من سنا البرق ، ومر السحاب ، وانظر الى الإمام النووي رحمه الله كان لا يضيع وقتا لا في ليل ولا في نهار إلا بالاشتغال بالعلم، وطلبه ست سنين متواصلة لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكله بعد العشاء الآخرة، ويشرب شربة واحدة عند السحر وكان يمتنع أحيانا عن لذيذ الطعام مخافة اثقال جسمه .
ابن النفيس – رحمه الله – كان اذا أراد أن يؤلف ويصنف توضع له مجموعة من الأقلام المبرية ، فكان كلما ينتهي قلم يرمي به ، ويظل يكتب ، ويتدفق علما ، كأنه السيل الهدَار ، لا يريد اهدار دقيقة من وقته في بري القلم ، ولا عجب فهو الذي اكتشف الدورة الدموية ، وقد تعمق في كثير من اسرار الطب وكان فقيها مجتهدا .
المحمدون جائعون:
خرج الأحامدة الأربعة لطلب العلم في مصر وهما : محمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن هارون الرويناني ، ومحمد بن خزيمة ، ومحمد بن نصر المروزي ، فلما نفد زادهم واشتد عليهم الجوع ، استهموا ليخرجوا أحدهم ليوفر الطعام لهم ، وذلك مخافة أن يشغلهم طلب المعاش عن تحصيل العلم ، فخرجت القرعة على محمد بن خزيمة ، فقال لهم امهلوني : وبدء يصلي صلاة الإستخارة ، وقبل الفراغ منها إذا برجال أحمد بن طولون والي مصر يدقون الباب ، فقالوا أيكم محمد بن خزيمة ؟ قالوا هو ذاك فدفع اليه صرة فيها خمسين دينارا من الذهب ، وكذلك للبقية، ثم قال لهم : إن الأمير كان قائلا ، فرأى في المنام طيفا يقول له: ان المحاميد الأربعة جياع في بلدك وأنت نائم قم فقام ، فسأل من هم المحمدون ؟ هل يوجد مكان واحد فيه محمدون مجموعة ؟، قالوا: نعم وذكروكم له فأنفذ إليكم هذه الصرر واقسم عليكم إذا نفدت أن تبعثوا إليه ليزيدكم .
لا يجدون وقتا لطبخ الطعام :
قال ابن أبي حاتم : كنا بمصر سبعة اشهر لم نأكل فيها مرقه نهارنا ندور على الشيوخ وبالليل ننسخ ونقابل فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا فقيل لنا : هو عليل ، فرأينا سمكة أعجبتنا فاشتريناها، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ ، فمضينا للدرس، ولم تزل السمكة ثلاثة أيام، وكادت أن تنتن فأكلناها نيئة لم نتفرغ أن نشويها.
كان المسلمون وهم في طريقهم لساحات الوغى تطول عليهم لحظات إعداد الطعام، وإن أكلوه تطول عليهم لحظات غسل الايدي ، حيث جعلوا أعراف خيولهم مناديل ينظفون فيها ايديهم كما قال : عبدة بن الطيب .
لما نزلنا نصبنا ظل أخبية *** وفار للقوم باللحم المراجيل
ورد وأشقر ما يؤنيه طابخه *** ما غير الغلي منه فهو مأكول
ثمت قمنا إلى جرد مسومة *** أعرافهن لأيدينا مناديل
لياليهم وليالينا :
لياليهم سهر في طاعة الله ، وليالينا ان لم تكن سهر في معصية الله ، فهي سهر لتضيع العمر فيما لا يفيد .
لياليهم تتلألأ بأنوار القرآن الربانية وليالينا تتلألأ ببهرجة الأنوار الكهربائية .
كانت في ظلام الليل فرائصهم ترتعد وترتجف خوفا من الله، وفرائصنا ترتجف من لسعات البرد القارصة ، او لفوات معصية تغضب الله .
ابو حنيفة يقضي طول ليله وهو يردد قول الله تعالى: ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى و أمر ) ، وبعض المسلمين يقضي ليله وهو يردد ( يا كعبوا كعبوا ناديني ).
ام الدرداء يحضُرنَ عندها نساء عابدات يصلينا معها حتي تنتفخ أقدامهنَ من طول القيام ، بل حتى بعض الجواري ، كانت اذا صلت العشاء افتتحت الصلاة ، وأحيانا تصلي إلى الفجر وتقول لأهل الدار : يا أهل الدار قوموا يا أهل الدار صلوا ،فيقولون لها : نحن لا نقوم إلا إلى الفجر ، أما نحن حتى الفجر الا من رحم الله .
اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام :
دببت للمجد والساعون قد بلغوا *** جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرهم *** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الِصبرا.
من أي النفوس نحن ؟ رحم الله بن الجوزي الذي كتب في صيد الخاطر يقول: (دعوت يوما فقلت: اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك. فعارضني وسواس من إبليس، فقال: ثم ماذا؟ أليس الموت؟ فما الذي ينفع طول الحياة؟. فقلت له: يا أبله: لو فهمت ما تحت سؤالي علمت أنه ليس بعبث. أليس في كل يوم يزيد علمي ومعرفتي فتكثر ثمار غرسي، فأشكر يوم حصادي؟. أفيسرني أنني مت منذ عشرين سنة؟ لا والله، لأني ما كنت أعرف الله تعالى عشر معرفتي به اليوم. كل ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانية، وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة، واطلعت على علوم زاد بها قدري، وتجوهرت بها نفسي. ثم زاد غرسي لآخرتي، وقويت تجارتي في إنفاذ المباضعين من المتعلمين وقد قال الله لسيد المرسلين: وقل رب زدني علما.....). ويقول رحمه الله في نفس الكتاب: (وإني أخبر عن حالي، ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابا لم أره، فكأني وقعت على كنز. ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبت كتب أبي حنيفة، وكتب الحميدي، وكتب شيخنا عبد الوهاب وابن ناصر وكتب أبي محمد بن الخشاب وكانت أحمالا، وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه. ولو قلت أني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب. فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم، وعباداتهم، وغرائب علومهم، ما لا يعرفه من لم يطالع. فصرت أستزري ما الناس فيه وأحتقر همم الطلاب والله الحمد) لله درك يا بن الجوزي ، والله في خلق شؤون ، والناس يتفاوتون بتفاوت هممهم ( إن سعيكم لشتي ) واغتنام الأوقات والحرص على عدم تضييعها هبة من الله تعالى ،( والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ).
على قدر أهل العلم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر أهل الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائم .
فتجد في الخلق من ينشط للسمر ، وخلق آخر ينشط في تلاوة كلام خير البشر ، سبحان الله القلوب لا تستوي ، والهمم لا تتعادل ، والخطوات لا تتطابق .
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصي على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا .
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( تفرغ لنا ) فقال له : جاء شغل شاغل وعدلت عن طريق السلامة ، ذهب الفراغ فلا فراغ لنا الى يوم القيامة .
فتحصيل العلوم المختلفة ، والأعمال الجليلة ،لا تتحقق الا بالجد والإجتهاد وسهر الليالي ، وأن يجود الإنسان لتحقيق ذلك بالغالي والنفيس ، وأن يبذل المهج والأرواح ، وأن يركب المصاعب ، ويستهين بالمخاطر ، ومن طلب الراحة عاش ذليلا ، ومن طلب العلا كلَ كليلا ، فحبل النجاح التعب ، وطريق الجنة يحتاج السهر ، ومن حرص على الراحة فاتته الراحة ، ولا راحة لمن لا هم له ، ولا كرامة لمن لا حرقة له ، ولا عزَ لمن لا حركة له .
لو لا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يُفقر والإقدام قتَال .
يكابدون المشاق من اجل كلمة واحدة :
يقطع سعيد بن جبير الصحراء القاحلة والمميتة؛ بحرها، وعطشها، ورمالها، وهبوبها يقطعها من الكوفة الى المدينة ليسأل إ بن عباس – رضي الله عنه - عن قول الله تعالى: ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) هل هي منسوخة ؟ فيقول له : ما نسخها شيئ. كلمة وادة فقط !!!
والحسن البصري رحل إلى كعب بن عجرة الصحابي وكان قد ملأ القُمَّل شعره فالنبي – عليه الصلاة والسلام – رحمه وأذن له بحلق شعره و إخراج الفدية فسافرله الي الكوفة وقال له : ما كان فداؤك حين أصابك الأذى ، قال : شاة. كلمة واحدة فقط !!!
. قيل للشافعي كيف شهوتك للعلم ؟ قال : اسمع بالحرف مما لم اسمعه من قبل فتود أعضائي أن لها سمعا تتنعم به مثل ما تنعمت به الأذنان . فقيل له: كيف حرصك عليه ؟ قال : حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال ، قيل : كيف طلبك له ؟ قال : طلب المرأة المظلة ولدها ليس لها غيره.
نداء لجيل الصحوة المباركة :
أيها الشباب الظامئ للمجد التليد، والمتعطش للنصر القريب ، والتوَاق للمستقبل الجميل، يا جمال الكون ، ويا سر النجاح ، ويا عزَ الأمة ، ويا مصدر الخير ومرهم الشفاء، ويا سواعد العمل المثمر ، وبستان الفأل المنشود وقصة الكفاح .
اقرؤا القرآن ففيه سر النجاج ، واقتدوا برسول الله فقد رسم درب الفلاح ، واقتفوا أثر السلف ففيه الصلاح ، واقتبسوا من أنوار شيوخ الدعوة المعاصرين قصص الثبات والكفاح ، كيف ينام لكم جفن وامتكم ترزح في ديا جير الظلمات ؟ وكيف يطيب لكم طعام ودينكم يسفه من قبل الرعاع ؟ وكيف يستريح لكم بدن وعقيدتكم تهاجم في كل ساح ؟ وكيف يرفع لكم راس وامة الحبيب تسفه في الروابي والبطاح ؟
الستم ترون ما يجري في أكناف القدس وغزة الصمود والكفاح !! الم تسمعوا بأوضاع اخوانكم في ارض الهجرة الأولى ارتريا الصدق والوفاء !! الم تتابعوا سلخ جلود اهل الشيشان، وذبح مسلمي الفلبين ، وتشتت دماء اهل الصومال بين القبائل والعشائر والغرب يمدهم بالسلاح !!! الا تتابعون مصائب الأفغان والباكستان والبلوشستان!! أم هل غابت عنكم مصائب اخوانكم في ارض الرافدين ، وما يجري في سودان الجود من صراع !! من غيركم يعصب الجرح النازف ، ومن سواكم يرفض قص الجناح .
والله يا شاب لو تعلقت قلوبنا بحب الله لبذلنا لحبه كل المتاح ، ولو تابعنا المصطفي لتبوءنا مراغي الفلاح، ولو اقتدينا بالصالحينا لنلنا اعلا درجات النجاح ، ولو نظرنا في حال امتنا لأدركنا المهام الصعاب التي تنظرنا لما ترددنا في التحدي وخوض الصراع .
مصائبنا في داخل نفوسنا فالنطردها ، ونكسر قيود الأرض ، ونزيل عنا مثبطات الهمم ، واسباب الجهل وعلينا أن نأخذ بأسباب الفلاح
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر شعراء أدب مجتمع