يكثر الحديث هذه الايام عن حال امتنا وما وصلت اليه من ضعف وهوان وذل ، فارضها مستباحه لاعدائها ، وخيراتها مسروقه ، حتى ان المسلمين ملاحقين في كل ارض ما بين متهم بالارهاب او ملاحق بتهمة التشدد ، الحجاب ممنوع في عدد ليس بالقليل من دول اوروبا وحتى بعض الدول العربيه ، العمل الخيري محظور على الجمعيات الاسلاميه ومسموح للتبشيريه !!!
لن اتحدث في هذه المقال عن اوجاع امتنا الاسلاميه فقد تحدثت وتحدث الكثيرون غيري عن هذا ،ولا يكفي ان نعلم مكمن الألم والوجع في امتنا الاسلاميه وما تعانيه من امراض ، لكن يجب علينا ان نضع ايدينا على الدواء وان نعيد لامتنا ثقتها بنفسها لتنثر عنها غبار الذل وتنهض من جديد ترسم للعالم كله طريقه نحو العيش الرغيد ، وتعود امتنا منارةً يُستنار بها كما كانت في الماضي.
زهور الامل :
لاشك أن طريق النجاح والامل ليس سهلاً ميسوراً .. ليس مفروشاً بالورود والرياحين .. ولكنه دائماً يكون محفوفاً بالأشواك .. والذين حققوا نجاحات وإنجازات أبهرتنا وأبهرة البشرية .. لاشك أنهم تعبوا وصبروا وواصلوا الليل بالنهار .. فالنجاح لا يأتى عادة إلا بعد صراع مرير وصبر طويل ..
الصبر هو سفينة النجاح التى يمتطيها الناجحون .. هو الإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة مهما كانت العقبات والتحديات.
ان امة تمتلك ما تمتلكه امتنا الاسلاميه لابد ان تسود العالم فــــ :
اولا : تمتلك امتنا القوة الروحية: فالاسلام آخر الرسالات السماوية، الرسالة الوحيدة التي لم يطلها التبديل أو التغيير، هي الرسالة الخالدة، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. وتحدث ، وهي الدين الاسلامي النقي البعيد عن التحريف والتزير ، الدين الاسلامي والقرآن الكريم الذي تمتليء آياته بالحث على العمل والثبات والانتاج والابداع ، قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحب إن عمل احدكم عملا ان يتقنه ) فالدين الاسلامي دين عمل وابداع ، وهو الدين القادر فعليا ان يغير للافضل.
ثانيا:  القوة العددية: فالأمة الإسلامية  يصل تعدادها كما هو معلن إلى مليار وخمسمائة وثمانين مليونا، أي ربع سكان العالم ، وفي اوروبا في الذات فان عدد المسلمين هنالك يزداد بشكل ملحوظ فعدد المسلمون في أمريكا 8 ملايين والنسبة تتزايد بدرجة كبيرة .
و عدد المسلون في قارة أوربا 30 مليون مسلم ، في فرنسا فقط 5 مليون ويتوقع أن يتزايد العدد في فرنسا فيصبح 20 مليون بحلول عام 2020 .
و قال الباحث الروسي د.بيلو توقعه أن عدد المسلمين في بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة سيتزايد بشكل كبير جداً .
و عدد المسلمون في روسيا 13 مليون شخص في عام 2002 أي بنسبة 9% من السكان ، وفي دراسة أنه في عام 2050 احتمال سيصل نسبة المسلمين 50% ! .
و في المانيا عدد المسلمين 1.7 مليون مسلم واحتمال يصل العدد إلى 5 مليون خلال العشر السنوات القادمة .
وهذه الاعداد كلها تشير الى ان انتشار الإسلام انتشاراً كبيرا في جميع أنحاء العالم ، و أهمية التفات دعاة الإسلام لهذا التنامي وترشيده وتوجيه المسلمون نحو العقيدة الصحيحة وانتهاج طريق السلف والالتزام الحق بشعائر الدين ، وقد توقع المفكر والداعية الإسلامي السعودي الدكتور عوض القرني بأن تصبح القارة الأوروبية "قارة إسلامية"
وطبعا هذه الاعداد الكبيره من المسلمين في انحاء العالم تعطي مؤشر على سرعه انتشار الدين الاسلامي وعلى الدور المهم والحساس الذي سيصل اليه المسلمين بعد حين .
ثالثا : القوة الاقتصادية: فالبلاد الإسلامية تمتلك من الخيرات ما لا يتوفر في أي منطقة أخرى، فالبلاد أغلبها زراعي، والشواطئ غنية بأنواع الأسماك من مختلف أنواعها، والأنهار منسابة في كل مكان، والنفط موجود في أغلب دولها، والمعادن بكل أصنافها من ذهب وحديد وفضة ويورانيوم... ان الدول الإسلامية تمتلك العديد من المقومات الاقتصادية كالثروات الطبيعية والموارد البشرية الكبيرة التي تمكنها من تكوين هياكل انتاجية ضخمة وسوقا واسعة لتبادل منتجات العمل وتكون مراكز مالية عالمية للتمويل والاقتراض والاستثمار وجغرافيا تمتلك مساحات شاسعة تعادل سدس مساحة العالم تمتد فوق أربع قارات من ألبانيا في أوروبا شمالا إلى موزامبيق في أفريقيا جنوبا وغربا من قيانا في أمريكا اللاتينية إلى أندونيسيا في آسيا شرقا.
وتمتلك الدول الإسلامية حوالي 73 بالمئة من الاحتياطي العالمي من النفط وتنتج 38.5 بالمئة من الإنتاج العالمي كما تملك حوالي 40 بالمئة من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي والامر الملاحظ في هذا المجال أن 90 بالمئة من صادرات هذه المواد تتم كمادة خام غير مصنعة.‏
إن الامة الاسلاميه تمتلك مقومات الثبات والنصر لكنها لم تستطع تسخير هذه الامكانات لتقود العالم ، انما وُضعت هذه الخيرات بيد الاستعمار في الماضي، والان تُسخر هذه الخيرات بيد اعداء الامه.
بالاضافة الى  ضرورة وجود صناعات في كل المجالات، قائلا: وعدم الاكتفاء بالاستيراد بدل التصنيع، "فهنالك فرق كبير بين من يصنع ومن يستهلك، بين من ينتج ومن يستورد، من يوجد ومن يشتري".
رابعا :  القوة الحضارية- فكما يذكر الدكتور يوسف القرضاوي -: فالحضارات قامت على أرض الدول الإسلامية، نشأت في بلاد الإسلام وقامت عليها، وكذا النبوءات، كلها قامت في أرض الإسلام، المسيحية من أرضنا انطلقت إلى أوربا لتحرف هناك، واليهودية انطلقت من أرضنا أيضا، الحضارة الآشورية كانت في العراق، الحضارة الفرعونية كانت في مصر، والحضارة الهندية... وغير ذلك من الحضارات التي كانت بلاد الإسلام موطنا لها.وهذا يُكسب ارض المسلمين بُعدا ثقافيا حضاريا دينيا غير موجود في ارجاء المعموره.
خامسا : القوة الجغرافيه : فموقع بلاد المسلمين التي تتوسط العالم وتسيطر على كافة الطرق البريه والبحريه والجويه ، مما يجعلها تكتسب اهميه كبيره لطرق التجاره والحرب ، بالاضافة للاتصال والتواصل بين العالم اجمع.
امة الإسلام ... يا امة القرآن :
 قد تكون الجراح والآلام تنهش جسدك لكنك لم تموتي.
قد تكون أرضك و مقدراتك قد أصبحت بيد أعدائك لكنك لم تستسلمي ولم ترفعي الراية البيضاء.
فمقومات القوة موجوده و  لن ننسى قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين )
كن زهرة للأمل :
اخي المسلم اختي المسلمه ... لا يكفي ان نتعرف على مكامن الضعف في امتنا ، انما علينا ايضا ان نبحث عن مكامن القوة والمنعه ، وان نعمل على إحيائها ، وان نكون زهورا ننشر الامل في عبقنا ليعم الكون وليكون لنا بصمة في الغد.

المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  شعراء  أدب  مجتمع