تسيبي ليفني، زعيمة “تيار الوسط” في إسرائيل، التي يُرَاهن عليها كثيراً لتدارك ما يمكن تداركه من بقايا وأطلال عملية السلام، العميلة السابقة للموساد والمسؤولة عن محطاته وعملياته في أوروبا، التي هدفت بالأساس اصطياد النشطاء الفلسطينيين والعلماء العراقيين، تعترف بصريح أنها، أنها تسلحت بـ”فتوى شرعية” من كبير حاخامات الدولة العبرية لممارسة الجنس مع “الأهداف”، إن كان ذلك ممراً إلزامياً لانتزاع المعلومات منهم أو جرّهم لحتفهم المحقق.
رئيسة الوزراء، وزيرة الخارجية، نسجت صداقات عديدة مع الفلسطينيين ومع بعض نظرائها من الوزراء وحتى الزعماء العرب، ولقد رأينا صوراً جمعتها معهم وهم في غاية “الانشكاح”...لا ندري مَنْ مِن هؤلاء قد سقط في شباكها...من منهم نجحت في استدراجه إلى غرفة نومها أو علبها الليلية، لتستخرج ، كل ما يمتلك من معلومات وأسرار...كما أننا لا ندري من منهم قد نجحت في توظيفه لخدمة الموساد بعقد طويل الأمد أو للقيام بمهمة واحدة، وفقاً لنظام المياومة أو أسلوب العمل بالقطعة.
صراحة المسؤولة الإسرائيلية بلغت حد الوقاحة والفجور...فإذا كانت “الدعارة” والابتزاز والإسقاط، أموراً مألوفةً في عالم المخابرات والجاسوسية، وإذا كانت السيدة ليفني قد مارستها بكل قناعة وثقة واقتدار، وبغطاء ديني “غير مخروم”، فكيف يمكن لها أن تواصل هذه المهمة، وهي على رأس الحكومة وفي قمة هرم السياسة الخارجية لدولة الاغتصاب والاغتيال و”الدعارة الشرعية”؟...ذلك أن كثيرا من القصص التي تسربت نقلاً عن ليفني، تؤكد استمرارها في نهج “الدعارة الشرعية” حتى بعد أن غادرت السلك الأمني إلى السلك السياسي / الحزبي / الحكومي.
ما الذي كان يدور في خلدها وهي تتحضر للقاء الوفد الفلسطيني المفاوض أو المسؤولين العرب...هل سألت نفسها مثلاًُ، ماذا سأرتدي اليوم، وأي جزء من جسدي سأبرز أكثر، كيف يمكن أن أصدر من الحركات ما يسيل اللعاب ، لكي يصبح استدراج محدثيها أمراً ممكناً....مَنْ مِن هؤلاء سقط فعلاً في شباك المرأة الحديدية، وكيف أمكن لهم إقامة علاقة “حميمية” معها...أي صنف من البشر يرتضي أن يلقي بنفسه بين يدين احترفتا استخدام “كواتم الصوت” وثقب الجماجم وتقطيع العروق والأوصال وكتم الأفواه والأنوف حتى الموت اختناقاً؟.
أسئلة وتساؤلات داهمتنا ونحن نقرأ الاعترافات المذهلة لواحدة من أهم ثلاث أو أربع شخصيات سياسية في إسرائيل...وزاد في حيرتنا سؤال ظل يقرع مخيلتنا: ماذا لو كانت ليفني أكثر جمالاً وجاذبية ورشاقة، ما الذي كانت ستحصل عليه جراء توظيف جسدها وبيع “بضاعتها” في علب الليل الحمراء؟...إن كانت وهي على هذا القدر من “الفحولة” نجحت في إسقاط الكثيرين وإيقاعهم في شباكها، كم، ومن كانت ستسقط لو أن الله منّ عليها، بمزيد من الجمال والأنوثة و”الجاذبية الجنسية”؟.
وإن صحت التسريبات عن “صلة ما” بين ليالي ليفني الحمراء، وليالي المقاطعة المحاصرة السوداء، وأن السم الذي قتل ياسر عرفات، قد أوصلته هي بيديها إلى من قام بدسه في طعام الرئيس، فتلكم طامة كبرى...إن صحت التسريبات بأن للسيدة “السكسيّة” علاقة بانقلاب في دولة عربية، فتلكم طامة كبرى ثانية...وإن صح أنها وزميلها الفاسد إيهود أولمرت، هما فرسا الرهان على “حل الدولتين” فتلكم ثالثة الأثافي.
ما باحت به ليفني في معرض الفخر والاعتزاز بدورها وتاريخها وسجلها، والذي تزامن نشره مع أول تأكيد رسمي لإسرائيل لمسؤولية تل أبيب عن اغتيال الزعيم الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا أمام عصابة مافيوية تحكم الدولة العبرية، وليس أمام طبقة سياسية من النوع الذي نعرف ونألف، أدواتها في الحكم والتحكم والسيطرة هي أدوات مافيوية بامتياز كالقتل والاغتيال والابتزاز والإسقاط والدعارة والجنس والمال، وليست الأدوات المعتادة للدبلوماسية والسياسة الخارجية، ليس القانون الدولي وأحكامه ومندرجاته، بل قانون “آل كابوني”...ومع ذلك فإن هناك من يريد لنا أن نصدق بأن السلام ممكن مع هؤلاء، وأن المفاوضات معهم حياة أو مشروع حياة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة عريب الرنتاوي جريدة الدستور