عشرةُ أعوامٍ أيا حزن لم أطلق لعينيّ البكاء
كتبتُ مراسيم الحب
تغنيتُ بكل الأشياء
رتبت الكتب ألف مرة
غيّرتُ طلاء الجدران
أحرقتُ ملايين الأوراق
عشرةُ أعوامٍ لم أنظر في المرآة
لم أر تجاعيد الوجه
ولا حزن العينين
لم أصفف شعري
اكتفيتُ بكفيّ تمران كل صباحٍ ببعض الماء
عشرةُ أعوامٍ لم أفكر بأي مظهرٍ سأبدو
ومن سألتقي
أو من ينتظر
لم أعقد موعدا مع أحد
آمنت أن المواعيد تشعل الحرائق
وقد خلعتُ عن روحي عناء الانتظار
مسحتُ عناوين البريد
أجندة اليوميات
ذاكرة الهاتف
لم أحتفظ بشيءٍ يمكنه إشعال الحنين
إلا أنني لم أنسَ
فأدمنت المحاولةَ حتى صارت هي الداء
عشرةُ أعوامٍ لم أنتظر هديةً من أحد
احتفلت وحدي برفقة آلاف الخطايا
عانقتُ بتوددٍ كل هزائمي
لم أعط ِ الأيامَ فرصةً لتخبرني خسارةَ الرهان
أو تخفض جناحيها لتقولَ للعابرين
على جسور الحقيقة عِظاتَها.
أنظر للأشياء البعيدة
لا شيء هنا سوى حجارةً تنتصب كما الأصنام
ترتدي الظلال
أتعرى روحا لأبحث عما خلف الظلّ من كمائن الغيب
لا أجد سوى قيظ أحلامي والمدى
مفتوحا على مصراعيه للخيال .
عشرةُ أعوام كانت فيها البداية والنهاية
وأبجديات الحزن ما بينهما
قدمتُ قربانا للوقت فداهمني العمر
قاطعا طريقي
لما قبل أو بعد الحكاية .


المراجع

ahewar.org

التصانيف

تصنيف :شعر