1. القادة :
إن الذي يقود الثورات في بداية انطلاقتها هم صفوة من الرجال يتميزون برسوخ العقيدة ، وقوة الشكيمة ، وصلابة الإرادة ، وحسن السيرة ، وكريم الأخلاق ...
وفي الغالب فإن هؤلاء الرجال يكونون في مقدّمة الصفوف ، ومن أكثر الناس تضحية ، وتعرّضاً للشهادة ، وبالتالي فإن الثورات تستهلكهم كدفعة أولى من الوقود لها ...
فإذا لم تكن هناك آليات راسخة ، تربوية ، وعقائدية ، لتعويض هؤلاء الرجال بأجيال جديدة ، وبنفس المواصفات ، فإن قيادة الثورات ستؤول في لحظة من اللحظات المتقدّمة من عمر الثورات إلى أشخاص يفتقرون إلى العقيدة والتربية والأخلاق والسلوك المطلوب للقادة ، وبالتالي فقد ينحرفون بالثورة كلها وفق أهوائهم ، ونزعاتهم ، ورغائبهم ...
والمطلوب : وجود مؤسسة تربوية راسخة لصهر العناصر الجديد ، ورفع سويّتها العقائدية والأخلاقية والسوكية ، إلى مستويات القمة ...
ولو راجعنا السيرة المطهّرة ، لوجدنا أن القرآن العظيم كان يقوم بهذه المهمّة العظيمة ، فبعد معركة بدر الخالدة ، في السنة الثانية للهجرة الشريفة ، والتي أحدثت صدمة هائلة في جزيرة العرب ، دخل في الإسلام عناصر جديدة ، وحدث توسّع أفقي في الصف الإسلامي ، نتج عنه شيء من الخلخلة ، وعدم الانصهار ، فجاءت هزيمة أحد كنتيجة لهذا الخلل ... !!!
ولكن المنهج القرآني سرعان ما أعاد الصهر ، ورفع السويّة ، إلى المستويات العليا ، فكانت الفتح العظيم لمكة المكرّمة ، الذي أحدث بدوره خللاً جديداً لدخول عناصر جديدة في الصف ليست مصهورة بتربية القرآن ، فجاءت هزيمة حنين ... وهكذا ...
2. المال :
المال عصب الحياة عموماً ، والثورات على وجه الخصوص ، فإذا كان مال الثورة مستقلاً ، فإن قرارها ، وخططها ، وبرامجها ، ستكون مستقلّة كذلك ، وستعمل لمصلحة الثورة ، وتحقيق أهدافها ..
أما إذا كان التمويل خارجياً ، فغالباً ما يكون القرار تابعاً للجهات المموّلة ، وقد يتعارض مع مصلحة الثورة ومستقبلها ... وقد يحرف ذلك مسار الثورة ...
3. الأمن :
الخرق الأمني للثورات ، هو من أخطر أسباب فشلها وانحرافها ، ولذلك فلا بد لكل ثورة من جهاز أمني راسخ يعصمها من الخرق والانحراف ...
اللهم احفظ ثورتنا ، واكتب لها النجاح والفلاح والنصر الناجز ... يا رب ...

المراجع

رابطة ادباء الشام

التصانيف

شعر   أدب    كتاب