** معالي الشيخ صالح عبد الرحمن الحصين عضو هيئة كبار العلماء والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقاً رحمه الله .. كان لي معه لقاء عفوي في المسجد الحرام بمكة المكرمة عام 1425هـ فكان حديثي معه عن الزحام الشديد في المطاف ومكان مقام إبراهيم عليه السلام وطرحت اقتراحاً لفك هذا الزحام على معاليه حيث استحسن ما طرحت وطلب مني مذكرة لخطة شاملة بالفكرة وبكل تفاصيلها.
** الشيخ صالح رجل كبير في علمه وتواضعه وأخلاقه وبشاشة وجهه تلمس تواضعه في ملبسه وخُفيه وقلمه المعلق في جيبه، أسكنه الله فسيح جناته وبعد هذه المقابلة سكت وسكت قلمي عن طرح اقتراحي.
** صحيفة المدينة وفي عدد 18517 تاريخ 2 ربيع الأول 1435هـ وبعد عشر سنوات من عرضي طرحت هذه القضية تحت عنوان نقل «مقام إبراهيم» من مكانه سيخفف من زحام الطواف؟ واستطلعت بعض المتخصصين الشرعيين وكان لكل منهم رأي وحجة.
** وهنا أطرح فكرة اقتراحي وهي هكذا .. لا لنقل للمقام وإبقاؤه في مكانه وهو الأوقع والأحسن فقط عمل التعديلات الجوهرية وهي إلغاء المجسم الذهبي للمقام وإبقاء قاعدة القدمين الملبسة بالفضة واضحة أمام الطائفين والركع السجود وتغطية القاعدة بالزجاج البلوري ووضع كشاف ضوئي يخرج من قاعدة المكان ومساواة القاعدة برخام المطاف ومد خط (أخضر) من القاعدة إلى أخر صحن المطاف ليعرف المعتمرون والحجاج مساحة مصلى الركعتين كما جاء في القرآن الكريم (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) انتهى، إن نقل المقام هو إزالة معالم روحية متجذرة عند المسلمين في ديننا الإسلامي الحنيف.
** ويأتي هذا الاقتراح مواكبا للتوسعة الكبرى في صحن المطاف في المسجد الحرام بمكة المكرمة لزيادة الطاقة الاستيعابية المضاعفة وقد ساعد فتح جسور المطاف لذوي الاحتياجات الخاصة في انسيابية فائقة وفتت ازدحام حشود الطائفين في بيت الله الحرام.
** لذا فإنني أضع اقتراحي هذا أمام فضيلة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والمحكمة العليا لكبار العلماء ومعالي الشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام الشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لدراسة اقتراحي هذا وعند استحسانه مهاتفتي لشرح فكرتي ومعاينة التصميم. وبعد: مقام إبراهيم .. نور المكان والزمان لا مكان له إلا مكانه.
والله المستعان.
المراجع
موقع قبلة الدنيا مكة المكرمة
التصانيف
مكة المكرمة