عمر فاروق... والأمة المشبوهةهل يجرؤون على المعاملة بالمثل
زهير سالم*
كانت المحاولة البائسة والمدانة للنيجيري عمر فاروق، الذي يُقال إنه كان يريد تفجير طائرة في ليلة عيد الميلاد ذريعة لوضع أمة العرب والمسلمين على لائحة سوداء في بعض مطارات العالم لتعريضهم لمزيد من الإهانة والإذلال تحت عنوان المزيد من الإجراءات الأمنية للحفاظ على السلامة العامة.
فشلُ عمر فاروق هو جزء من مشروع الفشل الكبير الذي يتخطف فريقا محدودا من أبناء أمة، و مع فشل هذا المشروع فهو يصلح ذريعة لتطبيق أنواع من العقوبات الجماعية على أمة من مليار ونصف المليار من بني الإنسان.
وبالمقابل قامت دولة هي عضو في الأمم المتحدة، وصديقة على المستوى الدولي للاتحاد الأوربي وللولايات المتحدة الأمريكية بسرقة أو تزوير جوازات سفر أوربية، والتدليس بأسماء أصحابها ثم الجرأة على القانون الدولي وسيادات الدول في تنفيذ عملية اغتيال قذرة على أرض عربية تحت سمع العالم وبصره...
نظن أنه لا ينبغي أن تشغلنا الضوضاء التي ستثار حتى حين حول العملية. تبادل الاتهامات والمذكرات والمتابعات. لا نتوقع أن تسفر العملية عن أي تغير حقيقي في الموقف الأوربي من الدولة (الإرهابية). تأمل الفرق بين حديثنا عن إرهاب ترعاه دولة. وآخر يتبناه أفراد يائسون أو بائسون. وكما دفعت أمة تتجاوز المليار ثمن جريمة 11/9 أو محاولة الجريمة مع عمر فاروق، ألا ينبغي أن يدفع الطرف المقابل ثمن الجريمة الرسمية التي تقع حلقات في سياق، كان آخرها ما وقع في دولة الإمارات.
ففي عالم تشابكت مصالحه حتى أصبح كما يقولون قرية واحدة تملك دولة العدو الإسرائيلي الحق المسكوت عنه في استعمال أي جواز سفر أوربي أو دولي لارتكاب جرائم سافرة في عالمنا. ونقول سافرة لأننا نعلم أن الذي نكتشفه من هذه الجرائم أو عنها لا يعادل واحداً بالمئة من الجرائم الخفية.
فهذا صحفي أمريكي، وذاك مستثمر بريطاني، وثالث هو سائح نرويجي يحب صحراءنا العربية يدلف إلى دمشق أو إلى السكرية على الحدود السورية العراقية أو إلى، وهذا الأدق، منطقة الكبر في قلب دير الزور. ونحن كما كان حال الزنوج يوم يفرحون بالخرز الأزرق والأحمر والأصفر نفرح بالسائح وبالمستثمر ونستثمر في الصحفي الذي نطمع أن يبدع بالكتابة عن إنجازاتنا بحرف لاتيني أصبح أكثر سحراً من الحرف العربي.
حالة تقتضي من الجامعة العربية، ومن الخارجيات والداخليات العربية، وعلى قاعدة التعامل الدبلوماسي بالمثل أن تضع جوازات سفر الدول المذكورة على اللائحة السوداء. وأن تعتبر كل زائر يتوجه إلى بلادنا ممن يحملون هذه الجوازات موضع بحث تطبق بحقه أقصى درجات التحري والتفتيش.
كيف سنميز أمام خمسة ملايين إسرائيلي أكثرهم عملاء للموساد وجلهم يحمل جنسيات مزدوجة حقيقية أو مزورة ومزيفة بين هؤلاء وبين الزوار الشرفاء الحقيقيين.
نعتقد أنه قد آن الأوان للتعليمات التي تجعل مأمور الجوازات يختم تكريما للدولة مصدرة الجواز أن تتغير. وكذا أصبح مطلوبا من موظفي الجمارك والتفتيش أن يكونوا أمام حاملي هذه الجوازات أكثر حذرا، فهؤلاء المتسللون إلى عالمنا برفق يمكن أن يفجروا أوطانا وأن يمهدوا لاغتيال أمة؛ مطلوب من حكام عالمنا أن يعاملوهم بالمثل فهل يجرؤون؟!
المراجع
asharqalarabi.org
التصانيف
الآداب التاريخ العلوم الاجتماعية