سواء تمّ الاتفاق بالحروف النهائية بين اتحاد الكرة العراقي والنجم الشهير زيكو، أم لم يتم، فإن تجربة استقطاب نجم البرازيل الشهير استحوذت على النصيب الأوفر من التعليقات والتسريبات.. لكن ما لم يقله الطرفان ـ اتحاد الكرة العراقي وزيكو ـ يظل أكبر وأوسع مما قيل في العلن، ولهذا فإن علامة الاستفهام ستبقى معلقة في محلها حتى يتم الإفصاح عما دار بين الاتحاد من جهة والمدرب البرازيلي وشقيقه ايدو من جهة أخرى، كي يريح الاتحاد ويستريح!
يقال إن زيكو طلب ثلاثة ملايين دولار، ويقال إن التأخر في إبرام العقد وسط إلحاح الجمهور العراقي على ضرورة التعاقد معه، قد شجع المدرب البرازيلي على أن يرفع سقف مطالبه حتى إلى خمسة ملايين دولار.. في حين كان الألماني سيدكا الذي أشرف على تدريب أسود الرافدين في السنة الأخيرة، قد تقاضى نصف مليون دولار، لم تزد سنتا واحدا لدى افتراق الطرفين!
لكن لماذا كان زيكو يرفع، كما تردد، سقف مطالبه في مداولاته مع اتحاد الكرة في حين يصرّح في العلن أنه مستعد للعمل مع منتخب العراق وأنه مستعد للذهاب إلى أكثر المناطق سخونة في بغداد كي يباشر العمل في إعداد المنتخب الذي تنتظره مواجهة في غاية الصعوبة أمام نظيره الأردني في الثاني من الشهر المقبل.
سؤال يضيف إلى (ضبابية) التعاقد سؤالا معقدا .. لاسيما وان زيكو لم يستقر في بغداد في نهاية المطاف، وإنما اختار مسارا نحو أربيل كي يرسم علامة دهشة على وجوه الجمهور الكروي العراقي الذي صار يسمع الكثير ولا يصدق إلا أقل القليل.. ومع هذا، فإن هذا الجمهور قادر على تجاوز ما حصل من أجل أن يرى المنتخب في حالة مطمئنة وهو الذي خاض أربع تجارب رسمية وودية تحت إدارة الألماني سيدكا ولم يخرج إلا بالمزيد من التراجع في النتائج وهو ما وضعه في الترتيب التاسع بعد المائة على لائحة التصنيف الشهري الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم.
كل هذا اللغط يدور حول مجيء زيكو وتسلمه زمام تدريب منتخب العراق، بعد ربع قرن من زيارته إلى بغداد لاعبا في فريقه فلامنغو البرازيلي الذي قابل منتخب العراق المتأهل إلى مونديال مكسيكو في العام 1986. فالرجل لا يحمل أي انطباعات معاصرة متكاملة عن منتخب العراق ولا عن المنتخبات الغريمة في التصفيات.. وفي مثل هذا الواقع الذي فرضه التعاقد مع زيكو علينا ألا نتوقع الكثير منه في فترة عمله الأولى .. مع أنني أرجح في الأصل أن تكون المفاوضات مع زيكو معقدة .. وقبول الاتحاد العراقي بشروطه يعني التسليم بكل ما يدور في ذهن المدرب الجديد .. أما قبول زيكو تحمل المسؤولية منذ اليوم الأول ، فهو قبوله بأن يؤدي دور الجاني على نفسه، وارتضاء الانتحار له ولاسمه البراق في عالم الكرة لعبا .. لا تدريبا.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   علي رياح