فشل ريال مدريد في الخلاص من عقدته حتى وهو يلعب على أرضه، معقل نجاحاته، وموضع "عزوته" بين أنصاره.. فشل حتى بعد أن استعاد، قبل المواجهة مع برشلونة، كثيرا من قصص النجاح على أرضه، واستحضر تلك النتائج اللامعة التي حققها في ما مضى من زمن، على غريمه اللدود برشلونة.. وكان الميرنغي في خاتمة المطاف أضعف من أن يتجاوز تلك العقدة التي باتت تحكم نتائج مبارياته مع الغريم الكاتالوني، بعد أن صار في وسع برشلونة أن يفوز في تكرار يشبه المحفوظة الشعرية، وبعد أن أصبح ريال مدريد ينال المقسوم من الأهداف ويخرج مكسور الجناح.
"عقدة" ربما ستتحول بمرور الزمن إلى "ظاهرة" تحكم لقاءات الغريمين.. وستذكرنا يومها بذلك المسكين الذي اعتاد أن ينزلق بسبب كل قشرة موز تصادفه في عرض الطريق.. أعياه الأمر ولم يجد له علاجا.. فلم يفكر مرة واحدة في أن يتفادى الذهاب بملء إرادته إلى حيث ينزلق، بل كان يردد في كل مرة يرى فيها تلك القشرة من بعيد: "أوووه سأقع أرضا هذه المرة أيضا بسبب القشرة اللعينة".
على المستوى الشخصي، كنت أقرأ كثيرا من ملامح "الخيبة المقبلة لا محالة"، في عيني المدرب العبقري جوزيه مورينيو وهو يتحدث قبل المواجهة بساعات.. كان الرجل يتحدث إلى الصحفيين.. كان ساهما ذاهلا شاردا كأنه ينظر إلى لا شيء.
ثم سألوا مورينيو عما يجري في العادة بين القطبين حين يخرج برشلونة متفوقا، فقال إنه لا يرى في البارسا ما يزيد على الريال من امتيازات، شريطة أن يتناسى اللاعبون أوجاع الماضي كيلا تأتي هزيمة أخرى وتتحول العقدة إلى مرض مزمن.
وقرأت النتيجة في أكثر التصريحات الكتالونية سخرية من ريال مدريد.. فقد سألوا الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو عما إذا كان الريال سيفك العقدة ويفوز، فقال "لا شك في أن الريال سيفوز علينا يوما ما".
هنا يكمن بيت القصيد.. فقد بات من حق برشلونة أن يتجلى دوما وأن ينال الألقاب، وأن يدفع بالغريم اللدود إلى الزاوية الضيقة من التاريخ.. أما الريال، فسيبقى من حقه أن يحلم بيوم الخلاص من هيمنة تقض المضاجع في قلب العاصمة الإسبانية وفي كثير من أرجاء المعمورة حيث يتواجد عشاق الفريق.. وإذا وجد النادي الملكي ضالته يوما ما، فإنه سيكتب تاريخا جديدا، وسينقل الكلاسيكو إلى واقع متوازن يضع حدا لعقدته أمام فريق لا يوجد طرف في الكون قادر على إيقاف زحفه نحو الألقاب.. ولكن السؤال الذي يبقى: متى؟.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   علي رياح