1
قالت:
«مثل الكتابة عشقتُكَ حتى آخر حرف بالابجدية.
لا يهم حدة الحروف واختلاف اللغات.
لا يهمني حتى لو لمحوك متدثرا بفؤادي.
المهم انك مازلت مزروعا بين ثنايا الروح.
أتنفّسكَ كتنفس الليل والنهار».
2
ها أنا أيتها الهاربة من أضلاعي أبحث عنكِ في غيمة لم تأتِ بعد.
ها هي مساماتي تُخبّئكِ مثل سرّ تحت جلدي.
اشتقتُ إليكِ
افتعلتُ شجارا مع نفسي
تذكرتُ لقاءنا الاول والوحيد
استدرجني الحزن الى بابه
حاصرني في ليلة باردة في كهوفه الضيّقة
كنتُ أُريدكِ
أشتاقكِ حدّ الفناء
حدّ اللّعنة
3
كانت قادمة من «شمال» اللحظات
من الناحية المتّصلة بأنين الانهار
أخذتُ أسردُ سيرة الرغبات
مستعينا بما لا يُرى
تركتُ قميص اللهفة معلّقا على حبال الوقت
جمَعَت أُنثاي عسلها وموجها
قالت: هذا موسم النهب، فانهب ما شئت من عنب الأشواق
واقطف من اعماقي رعشة القلق
4
قلتُ أيتها الأُنثى:
أشتهي الكتابة على دفتر الروح
قالت: تكتبني؟
أصير زوجة الكلام
قلتُ: تلك أُمنيتي منذ الاف السنين
انتشت وزهت
وامتدت في شراييني
5
طويتُ خصر الصباح وأنا أعدّ قهوة الفرح لسيدة النهار
سألتها عن سواد الثياب
وعن برزخ الغربة
رشفت قهوتها «التركية» ولملمت غيم سجائرها وارتدت
عباءة الكلمات
حدّثتني عن ضياعها
وعن طفولتها «المدللة»
زحفت رغبتي لانتشالها من رغوة التعب
أسلمتها مفاتيح قلبي
واحتضنتُ « بوحها الخافت» عند « شارع الورد»
عند تقاطع «الشوق»
تماما.. | .
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|