كنتُ أنتظر زوجتي أمس على باب «المؤسسة المدنية الاستهلاكية» في «الجبيهة»، وما أن ناولتني «المدام « أكياس « مواد المنظفات الخاصة بالمطبخ والحمّام» وكيس

«الأرز» (أبو عشرة كيلو)، حتى توقف السير وصار من المستحيل ان تعبر الشارع المتجه الى «صويلح». وما أن اقتربنا من المكان ن حتى عرفنا ان حادثة قد وقعت بسبب «إلتهام» شاحنة لسيارة صغيرة تقودها «ست» يعني « أُنثى». وعلى الفور تجمهرت الكائنات وتوقفت السيارات من الجانبين لدرجة أخفت الأجساد المتراكمة مكان الحادث.

رأينا أناسا يتفرجون وآخرون يتساءلون وقوم يحاول معرفة نوع السيارة ، وبعضهم أراد التعرف على « صاحبة السيارة المعطوبة». ومن يرى المشهد يظن ان هناك «خبراء» في «المرور» او الإسعاف قد هبطوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن شيئا من هذا لم يكن. مجرد كائنات أرادت التفرّج والتمتع بمنظر الحديد « المطعوج» و» المنصهر».

ولو كان ثَمّة « مصاب « لما افاده أحد من الإخوة المتجمهرين. لأن هيئاتهم لا تدل على الرغبة بالمساعدة ، بل المشاهدة واظهار «نوع» من التعاطف مع «الستّ/ الضحية» ربما لو كان الضحية «رجلا» لما تعاطف معه احد.. ربما. وحتى دون ان يعلموا انها قد تكون المُذنبة.

ومثلها حوادث عديدة . يتوقف الناس لمجرد «التعبير عن المشاعر والتأفّف». وهم بذلك يعيقون رجال الدفاع المدني والامن العام ومحاولات الإنقاذ الحقيقية التي يقوم بها أشخاص متخصصون بذلك.

تماما كما حدث عند بوابة « المدينة الرياضية» عندما انفجرت « سيارة أنابيب الغاز» وبحسب كلام العقيد فريد الشرع الناطق الاعلامي للدفاع المدني بأن أكثر من 2000 شخص تجمهروا وأعاقوا عملية إطفاء الحريق.

طيب، الذي لا يستطيع تقديم المساعدة ، لماذا يتسبب بخلق « أزمة ثانية « و» ثالثة « لمجرد « إشباع فضوله»، بينما قد يكون هناك مصاب في أمسّ الحاجة لوصول رجال الدفاع المدني؟

يعني بس « شوفيني يا جارة»؟.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور