لم تعد «الرشوة» التي تُقدّم من قِبل شخص -غالبا صاحب مصلحة- الى شخص -غالبا يستطيع ان يُقدّم هذه الخدمة- «تقليدية» على الأقل في شكلها.

فقد أصبحت «رشوة متطورة»، تأخذ بعين الاعتبار الجانب الانساني كأن يقدم أحدهم الى الموظف «ظرفا ورقيا كاكيّ اللون» ويقول له: هذول شوية شوكولاتة للاولاد».

طبعا، ظاهرها، ان الاخ «حنون» و»متفانٍ» من اجل الطفولة، وخاصة أطفال الموظف، الذي غالبا ما يستعرض «الوقار» و»الزّهد» ويقول له بعد ان يكون «الظرف» قد دخل «دُرج المكتب»: ليش مغلب حالك. فيرد «الراشي»: سلامة خيرك، إحنا بنقدم الواجب بس.

وهناك طرق متعددة لتقديم الرشاوى، منها المادي «دنانير» مباشرة، او «العيني» كأداء خدمة مقابل «تزبيط» معاملة. واحيانا يكون هناك «وسطاء» او «سمسار» ينوب عن

«الراشي» الأصلي، ويبقول للمرتشي: بسلم عليك فلان. ويناوله «الظرف المطلوب».

وبعض الناس الذين يدّعون التقى والزهد، يستخدمون اقوالا وعبارات دينية في غير محلها مثل «النبي قبل الهدية». وهذا صحيح بس « النبي « لم يقبل رشوة ودعانا

الى الاخلاص وان يكون العمل خالصا لوجه الله، وليس من أجل « تمشية معاملة « كأن تكون « رخصة بناء» ، ويكون الثمن « فساد المبنى وانهيار العمارة على رؤوس السكّان».

هناك رشاوى، لا تتعلق بحياة الاشخاص، وهي ايضا مرفوضة بالمطلق مثل «رشوة عشاء» او» ساعة ثمينة». لكن لا بد ان يكون هناك مقابل لذلك.

الهدايا المرغوبة التي تكون بين الاهل والاصدقاء والزملاء والاحبة، كأن أهدي حبيبتي مثلا، باقة ورد في عيد ميلادها. او اهدي زوجتي « خاتم ذهب» في عيد زواجنا ـ مثلا ـ مثلا.

هناك كائنات، احترفوا النصب والاحتيال على القوانين ويمارسون تقديم الرشاوى بشكل دائم، ويتباهون بأن مصالحهم كلها لا تتحقق الا اذا قام ب « تزييت» الموظفين. أي رشوتهم.

قالوا لفلان مين فرعنك، قال من قلة حدا يردني.

اليس بينكم رجل رشيد؟

مين رشيد؟.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور