كأننا كنا على موعد واحد.. طفلي الصغير وأنا.

بعد ان تناولتُ الغداء، وكما هي عادتي « القوميّة» منذ عشرين عاما، أويتُ الى فراشي، لممارسة ما يُرف ب « قيلولة» بعد الظهر.

وعندما صحوت، سألتُ زوجتي: مين اللي فاز؟

وكنتُ أقصد « في الرئاسة المصرية».

فجاء الصغير من بعيد، وقال لي: يعني مين اللي فاز؟ مش حكيت لي ان المباراة بالليل؟

وكان يقصد « مبارة ايطاليا وانجلترا» في بطولة اوروبا 2012.

« احتسينا» ـ حلوة احتسينا ـ مثل المثقفين ، القهوة، كما اعتدنا في البيت منذ عشرين عاما ونيّف، وذهبت زوجتي الى المطبخ وبقي الصغير ملتصقا بي ، يريد معرفة : مين اللي فاز.

وعندما رآني أُبحلق بالمؤتمر الصحفي لرئيس لجنة الانتخابات المصرية المستشار فاروق سلطان، عاد ليسألني: وين المباراة اللي بتحكي عنها.؟

قلتُ له: أي مباراة ، شايف قدامك « روني» والاّ « آشلي كول»، والاّ حارس ايطاليا « بوفون» والاّ اللاعب « كاسانو»؟.


لم يجد الصغير سوى اربعة قضاة حبست مصر كلها أنفاسها بانتظار ان ينطق رئيس اللجنة إسم الرئيس الفائز في الانتخابات المصرية.

وبعد ان طالت الجلسة ، زهق الصغير وغادرني لأُفاجأ ب « شوطة « كُرة على وجهي، فأيقنت أن الولد « فاز» على والده وأحرز هدفا في وجهه.

ساعة والتلفزيون يبث حيثيات الطعون ومواد القانون، وأخيرا نطق المستشار بعدد الاصوات التي فاز بها « أحمد شفيق»، وأدرك الجميع ان الفائز هو الدكتور محمد مُرسي» مرشح الاخوان المسلمين» والمعارضة وكل من يكره النظام السابق.

وانطلقت الأفراح في « ميدان التحرير» او « معقل الثوّار»، واختفى أنصار « شفيق» وكأنهم لم يكونوا.

غريبة...

وعلى الفور تذكّرتُ ما سبق وقاله لي الصديق القديم زياد أبو غنيمة عندما سألته قبل أسابيع : مين رح يفوز يا ابو محمود في مصر؟

فرد بثقة: مُرسي.

ووجدتُ نفسي أطير من الفرحة وأُبشّر زوجتي التي جاء صوتها من المطبخ: مين اللي فاز؟

قلت: مُرسي.. مُرسي..مُرسي.

عندها فاجأني الصغير: مين مُرسي يا بابا؟

بقلم: طلعت شناعة.​

المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور