كانت السماء غائمة، وكنتُ ألحظُ «ذيل» أيلول وقد بدأ «يبتلّ» تطبيقا للمثل الشعبي«أيلول، ذيله مبلول»، عندما دعتني الإعلامية المتميزة هناء الاعرج الى برنامج «يوم جديد» الذي تقدمه برفقة الإعلامية المتميزة أيضا لانا عطيات.

صحوتُ مبكّرا جدا. فقد كان عليّ ان أكون في مبنى التلفزيون الاردني وتحديدا في مكان التصوير قبل الثامنة صباحا.

بالطبع، غسلتُ وجهي مثنى وثلاث وارتديتُ نصف بدلة «جاكيت رمادي وبنطلون كُحلي» وتناولتُ قهوتي و«دسّت» زوجتي «سندويشتين زعتر وجبنة» في كيس وقالت: بالسلامة.

كانت طريق «المطار»، سالكة بسهولة. فاليوم ـ وقت المقابلة ـ، السبت. وتركتُ صوت فيروز يحملني على حرير الكلمات وأنا أُمنّي النّفس ان أصل في الوقت المناسب، والاّ تخذلني سيّارتي «أُم العواطف». اكتشفتُ أنني منذ زمن لم أذهب الى التلفزيون. فقد وجدتُ تغييرات واشارات ولم اجد «حفريات» و«إشارات تغيير اتجاه». فحمدتُ الله على ذلك.

ولم تكد فيروز تنتهي من نصف الشريط، حتى كنتُ على باب التلفزيون.

وجدتُ مواقف للسيارات مكتوبا عليها «موقف سيارة المدير العام» و موقف سيارة مدير كذا وكذا». وفرحتُ عندما رأيتُ يافطة كُتب عليها «موقف كبار الضيوف». قلت: أنا كبير الضيوف» على الأقل، في هذا الوقت المبكّر.

«حستُ» في مكان التصوير ولمحتُ السيدة هناء تسير مثل يمامة فوق العشب الأخضر. ففرحت وأدركت ان الامور كما ينبغي. تحدثنا ورحبت بي وتركتها تستعد لتقديم البرنامج مع زميلتها لانا عطيات ، بينما كانت عيناي تحلقان مع طيور التلفزيون، وكل ما أخشاه الاّ «يفعلها» أحدهم و«يعملها» عليّ فيفسد اناقتي، ما انا عارف حظي.

شعرتُ بالخجل الشديد عندما تبارت المذيعتان بإطرائي وخاصة الأخت هناء الاعرج. وما وصلت الى مكاني حتى أصابني الارتباك من «كثرة المديح» الذي لا أستحق ولا رُبعه.

لكن ابتسامتها ونسمات الهواء التي داعبت شعرها منحاني الهدوء والسكينة، وتحدثتُ عن كتابي الجديد «مجنون جميلة» وعن بيتي «الدستور» وعن الكتابة «الساخرة»، ولم نشعر الاّ والمخرج يستعجل هناء كي تنهي الحوار. ولمحتُ الحزن في عينيها. فقلت: بسيطة، ثلث ساعة كاف. بلاش الناس يزهقوا مني.

وودعتها، وعلى الباب الخارجي، لقيت الصديق رمضان الرواشدة مدير عام الاذاعة والتلفزيون، فتعانقنا على وعد بزيارته بشكل خاص.

كان يوما جميلا.

بالتأكيد

بقلم: طلعت شناعة.​


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور